إعمار الأراضي المهددة بالمصادرة لصالح حديقة "وطنية" للاحتلال في الولجة

بيت لحم- معا - نظم أهالي قرية الولجة في جنوب القدس المحتلة يوم الجمعة الموافق 3 كانون ثانٍ يوم عمل لإعمار الأراضي المهددة بالمصادرة لصالح مخطط حديقة "وطنية" للاحتلال في منطقة عين الجويزة في القرية.

وقد شارك في النشاط عدد كبير من الشباب والشابات المقدسيين الذين حضروا لمعاونة أصحاب الأراضي وأهالي قرية الولجة في الدفاع عن أرضهم وحمايتها من الاستيطان.

وشمل النشاط، الذي نظمه أهالي الولجة بمساعدة المجلس القروي ومؤسسة الجذور الشعبية المقدسية، إستصلاح مساحة من الأراضي وزراعتها، حيث تم حرث الأرض، وزرع 40 شتلة زيتون إضافة إلى بذور الشعير. وقد تواجدت قوات الاحتلال في المكان منذ ساعات الصباح وحاولت تعطيل دخول المشاركين للأرض.

وقد حضر من القدس ما يقارب 70 شابا وشابة – غالبيتهم من مجموعة "عيش الحلم" ومؤسسة شباب من أجل القدس، إضافة إلى آخرين من بلدتي أبو ديس والعيزرية. عكست هذه المشاركة المشرفة رؤية المقدسيين لقرية الولجة كجزء لا يتجزأ من مدينة القدس المحتلة، وشعور فئة الشباب بالمسؤولية تجاه مدينتهم وعاصمتهم والحماس الموجود لديهم للمشاركة في أنشطة تصب في صالح البلد.

تمّ خلال يوم العمل توزيع نسخ عن خارطة الحديقة مرفقة إلى بعض الحقائق عن هذا المخطط الاستيطاني الذي يستولي على مساحة لا تقل عن 5700 دونما، من بينها 4500 دونما من أراضي قريتي الولجة والمالحة التي تم احتلالها والسيطرة عليها خلال النكبة عام 1948، بينما الـ1200 دونم المتبقية فمن بقية أراضي قرية الولجة وبيت جالا في الجهة الأخرى من الخط الأخضر.

من ناحيته، تقدم المجلس القروي الولجة بجزيل الشكر لجميع المشاركين بالنشاط، وشدد أن هذا سيكون اليوم الأول من سلسلة أيام عمل مشابهة في المنطقة المذكورة. وأهاب بأصحاب الأراضي الواقعة ضمن المخطط المذكور أن يداوموا على عمارة أرضهم وزراعتها كما يناشد أهالي القدس عامة المؤسسات الفلسطينية والدولية أن تساند جهود المجلس وأصحاب الأراضي للمحافظة عليها من المصادرة والاستيطان.

في تعقيبها، نوّهت مؤسسة الجذور الشعبية المقدسية أن إقامة حديقة تحت سيطرة إسرائيلية في هذه المنطقة بالذات يساهم بالربط بين مدينة القدس من جهة، ومستوطنات "غوش عتصيون" جنوبي القدس من جهة أخرى. وهي - على سبيل المثال لا الحصر - نفس الطريقة التي يربط بها مخطط مكب النفايات في منطقة العيساوية وعناتا بين القدس المحتلة ومستوطنة معاليه أدوميم شرقا، أو كما يربط مخطط شارع رقم 4 الذي يمزق قرية بيت صفافا بين مستوطنات شمال القدس ومستوطنات جنوب الضفة الغربية. إن استراتيجيات الاحتلال للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية عن طريق التخطيط والبناء - ضمن ادعاءات واهية بـ"مصلحة السكان" - تساهم بتهجير الفلسطينيين من عاصمتهم الأبدية وفرض الحقائق على أرض الواقع خلال الوقت المكتسب من خلال اللعبة السياسية.