بعد أكثر من ستين عاما- شق طريق ومد قرية صوين في النقب بالمياه
نشر بتاريخ: 07/01/2014 ( آخر تحديث: 07/01/2014 الساعة: 19:01 )
بئر السبع - تقرير معا - قرية صوين.. اسم مضاف إلى سجل القرى والتجمعات مسلوبة الاعتراف في النقب، تعيش أوضاعا بيئية غاية في الصعوبة.
قرية نائية تخيّم عليها أجواء الصحراء، وتكاد تكون مقطوعة عن العالم الخارجي، لا تتوفر فيها أي من مقومات الحياة الأساسية، أهلها محرومون حتى من شرب الماء والتيار الكهربائي، ناهيكم عن الحديث عن المؤسسات والأطر التربوية والترفيهية.
ويضطر الأهل تحمّل عناء السفر للدخول والخروج من وإلى قريتهم في طريق وعرة تحتاج إلى سيارات خاصة لنقلهم. وتصل مسافة هذه الطريق 6 كم، تستغرق نحو 20 دقيقة في أحسن الاحوال للوصول او الخروج من القرية، معاناة يجدها ويلمسها الزائر للقرية فكيف بمن يواجه هذه المعاناة صباح مساء.
|259261|
علي الربايعة احد سكان القرية اضطر ان ينقلنا بسيارته الخاصة من الشارع الرئيس نحو القرية وسط اجواء تحتاج حقيقة لطول صبر وهمة وتحمل ورباط تقدم بنا علي رويدا رويدا بين الشعاب والاودية والكثبان الرملية وتنفسنا الصعداء عن الوصول الى بيوت القرية النائية وشعرنا حينها حجم ما يعانيه اهالي القرية من صعوبات يوميه على مدار الساعة.
|259262|
شح المياه وانعدام الكهرباء
في كل مدينة او قرية يجتهد أهلنا أن يضعوا لهم اهدافا لتطوير مدينتهم او قريتهم وتصل هذه الرؤى لتحويل هذه المدن والقرى إلى نموذج راق من التطور والازدهار والتقدم ومواكبة تطورات العصر والالتحاق بركب التقدم غير أن أهالي قرية صوين الواقعة جنوبي خط ديمونا والقريبة من قرية أبو تلول ما يهمهم بالدرجة الاولى وضع حد لمأساة المياه في القرية حيث تفتقر القرية الى شرب الماء في القرن الواحد والعشرون.
|259264|
وتتعاظم معاناة ابناء القرية في نقل المياه عبر صهاريج خاصة بمسافة تصل الى 6 كم في كل اتجاه وتبلغ تكلفة المياه للعائلة الواحدة نحو 1000 شيكل في كل شهر وهذا عبئ يضاف الى مصاريف اهالي القرية الزائدة.
وقد رافقنا علي الربايعة أحد سكان قرية صوين في "رحلة المعاناة" قمنا خلالها بالسفر نحو القرية شعرنا خلالها حقيقة ما يعانيه الاهل يوميا من صعوبة لا تكاد تحتمل طرق وعرة ومسافة طويلة وفي طريقنا لامسنا مشهد آخر من مشاهد معاناة أهالي القرية حيث قام أحد الشباب بقيادة تراكتور يجر صهريج لجلب المياه للقرية من مسافة 6 كم ويستغرق هذا الأمر نحو ساعة وكل ذلك من اجل توفير المياه للقرية.
وفي ظل هذه المعاناة، وبعد توجه أهالي القرية هبت مؤسسة النقب للأرض والإنسان إلى نجدة أهالي القرية والوقوف إلى جانبهم فكانت الزيارة التي شارك فيها أسامة العقبي مسؤول الحركة الاسلامية (الجناح الشمالي) في النقب، وصالح أبو سعد رئيس مؤسسة النقب للأرض والإنسان، وطالب الفراونة من شقيب السلام وبعد الاطلاع على الوضع المعيشي لأهالي القرية كان الرد سريعا وعمليا وملموسا على أرض الواقع فاتخذ قرار بمد القرية بالمياه على نفقة المؤسسة، كما تم اتخاذ قرار بالإسراع في شق الطريق بمسافة 6 كم.
|259265|
"دعم خيار البناء والبقاء"
ليس هناك أبلغ من التعبير عن الرضى بعد انجاز مشروع مد المياه وشق الطريق لقرية صوين مما قاله علي الربايعة أحد سكان القرية: "نشعر بالراحة بعد معاناة زادت عن ستين عاما فها هي المياه متوفرة بفضل الله تعالى في بيوت القرية، ومعاناة نقل المياه من خلفنا كما اننا نتمكن بيسر وسهولة الدخول والخروج من قريتنا بعد أن قامت المؤسسة مشكورة بشق الطريق وتسهيلها ويمكن القول إنّ الحياة تدب من جديد في القرية".
من جانبه أعرب العقبي عن غبطته من انجاز مشروع مد المياه وشق الطريق لقرية صوين وقال: "الحركة الاسلامية ماضية في تعزيز صمود أهلنا في النقب ورفع الظلم عنهم بالقدر المستطاع ولا شك أن لمؤسسة النقب للأرض والإنسان دور وبصمات في كل قرية وتجمع ومضرب في النقب".
أما صالح أبو سعد، رئيس مؤسسة النقب للأرض والإنسان، فأكد من جانبه أن "المؤسسة وضعت نصب عينيها القيام بمشاريع في كافة المجالات من أجل خدمة الأهل في النقب ودعم خيار البناء والبقاء ورفض مخططات الهدم والترحيل والتهجير".
|259266||259267||259268||259269|