ارتفاع عدد المدخنين في الشرق الأوسط
نشر بتاريخ: 09/01/2014 ( آخر تحديث: 09/01/2014 الساعة: 16:11 )
بيت لحم- معا - تختلف الاتجاهات منذ عام 1980 حسب البلد ونوع الجنس. لا تزال السعودية ولبنان واليمن والكويت من بين البلدان التي تبقى فيها معدلات التدخين عالية.
على الصعيد العالمي، انخفض انتشار التدخين – النسبة المئوية للسكان الذين يدخنون – ولكن زاد عدد مدخني السجائر الذين يدخنون يوميا في الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم بسبب النمو السكاني، وفقا لبحث جديد من معهد القياسات الصحية والتقييم (Institute for Health Metrics and Evaluation: IHME) في جامعة واشنطن (University of Washington).
كانت كل من المملكة العربية السعودية واليمن وعُمان من بين البلدان العشرة التي يزيد عدد سكانها عن مليون واحد التي كان معدل استهلاكها اليومي للسجائر هو الأعلى في عام 2012. وكانت الكويت من بين البلدان – بما في ذلك الصين وروسيا – التي تلقت ضربة قوية في الصحة من وراء الآثار المشتركة لانتشار التدخين بنسبة عالية واستهلاك السجائر بنسبة عالية. وكان لبنان من البلدان القليلة في العالم التي كانت معدلات التدخين بين النساء أعلى من 20.
سوف تنشر الدراسة "انتشار التدخين واستهلاك السجائر في 187 بلداً، 1980-2012" (Smoking prevalence and cigarette consumption in 187 countries, 1980-2012) في 8 كانون الثاني / يناير القادم في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (Journal of the American Medical Association ) في عدد خاص مكرّس للتبغ.
عموماً، انخفض انتشار التدخين المقيّس حسب العمر بنسبة 42%بين النساء و25% بين الرجال بين عاميّ 1980 و2012. وبالرغم من الانخفاض في انتشار التدخين، ساهم النمو السكاني الكبير بين عاميّ 1980 و2012 إلى زيادة 41? في عدد المدخنين الذكور اليومي وزيادة 7% في عدد المدخنات الإناث اليومي. وكان لبنان هو البلد الوحيد في الشرق الأوسط الذي تجاوز ت فيه نسبة انتشار التدخين 20%. حيث كان انتشار التدخين بين النساء بنسبة 22.1% أعلى من كل البلدان إلا ما يقرب 24 بلداً في العالم.
استمرت هذه الاختلافات رغم عقود من تدابير قوية لمكافحة التبغ على الصعيد العالمي. قبل خمسين عاما، أدّى التقرير الأول للجرّاح العام للولايات المتحدة (US Surgeon General) المعني بالآثار الصحية الناجمة عن التدخين إلى أبحاث دراسية لم يسبق لها مثيل بشأن التبغ والاستثمارات من قبل الحكومات والوكالات غير الربحية للحدّ من انتشار التبغ واستهلاك السجائر. وفي عام 2003، اعتمدت الاتفاقية الإطارية المعنية بمكافحة التبغ (Framework Convention on Tobacco Control: FCTC) من قبل جمعية الصحة العالمية (World Health Assembly) ومنذ ذلك الحين صادق عليها 177 بلدا.
قال مدير معهد القياسات الصحية والتقييم الدكتور كريستوفر موري (Christopher Murray) "بالرغم من التقدّم الهائل الذي أحرز في مجال مكافحة التبغ، لا يزال هناك الكثير الذي يتعيّن القيام به". وأردف قائلا "لدينا الوسائل القانونية لدعم مكافحة التبغ، وأينما نرى تقدماً، يتوجّب علينا أن نبحث عن طرق لتسريع ذلك التقدّم. وأينما نرى ركوداً، يتوجّب علينا أن نتبيّن أسباب الخطأ".
ووفقاً لأحدث الأرقام من دراسة عبء المرض العالمي (Global Burden of Disease: GBD)، التي قام بتنسيقها معهد القياسات الصحية والتقييم، أدّى التبغ إلى 5.7 مليون حالة وفاة، و6.9? من سنين العمر المفقود، و5.5? من مجموع الخسائر الصحية في جميع أنحاء العالم. وتستبعد هذه التقديرات التأثيرات الصحية الناجمة عن التدخين السلبي.
استند توصّل معهد القياسات الصحية والتقييم إلى هذه التقديرات على نطاق واسع من مصادر البيانات، بما ذلك المسوحات المعمولة داخل البلد، والإحصائيات الحكومية، وبيانات منظمة الصحة العالمية (World Health Organization). بينما كانت التقديرات السابقة ترتكز إجمالاً على مصادر أقل من البيانات.
من المحتمل أن تحدث أكبر المخاطر الصحية لكل من الرجال والنساء في البلدان التي يكون فيها التدخين منتشراً وحيث يستهلك المدخنون فيها كميات كبيرة من السجائر. وتشمل هذه البلدان الكويت والصين وإيطاليا والعديد من بلدان أوروبا الشرقية.
لدى العديد من بلدان الشرق الأوسط مستويات عالية وخطيرة من الاستهلاك اليومي للسجائر. استهلك المدخنون في الكويت متوسط 22 سيجارة في اليوم في عام 2012. كان متوسط الاستهلاك اليومي للسجائر في المملكة العربية السعودية واليمن وعُمان أكثر من ذلك. احتلت المملكة العربية السعودية المرتبة السادسة في العالم باستهلاك 35 سيجارة في اليوم، بينما احتلت عُمان المرتبة السابعة باستهلاك 33 سيجارة في اليوم، واحتلت اليمن المرتبة العاشرة باستهلاك 30 سيجارة في اليوم. وعلى الصعيد العالمي، ارتفع عدد السجائر التي يتم تدخينها إلى أكثر من 6 تريليون سيجارة. وكان متوسط استهلاك المدخنين أكثر من 20 سيجارة في اليوم في 75 بلداً في عام 2012.
قال آلان لوبيز (Alan Lopez) بروفسور فخري في جامعة ميلبورن (University of Melbourne) "إن رصد استهلاك السجائر له نفس الأهمية كرصد انتشار التدخين". وأردف قائلاً "في بعض المناطق، يكون عدد السجائر المدخنة يومياً أقل نسبياً ولكن تظل معدلات التدخين عالية. ويكون مكافحة التبغ مهمة على وجه الخصوص في البلدان التي يتزايد فيها عدد المدخنين".
توجد أيضاً أشكال أخرى من التدخين كالشيشة (النرجيلة) في الشرق الأوسط. لا تفحص الدراسة الحالية اتجاهات تدخين الشيشة، ولكن أظهرت الأبحاث الدراسية السابقة التي قام معهد القياسات الصحية والتقييم بها ازدياداً في تدخين الشيشة في المنطقة.
قال علي المقداد (Ali Mokdad)، بروفسور الصحة العالمية في معهد القياسات الصحية والتقييم ومدير المبادرات الشرق أوسطية "كل شكل من أشكال التدخين مضرّ، وينبغي أن تستهدف مكافحة التبغ كافة أشكال التدخين". وأردف قائلاً "كل شيء يُستخدم كبوابة لتدخين السجائر، كالشيشة، هو غير صحي".
كانت هناك ثلاثة أطوار من التقدّم العالمي في الحدّ من انتشار المدخنين المقيّس حسب العمر: تقدّم متواضع من عام 1980 إلى عام 1996، تبعه عقد من تقدّم عالمي أكثر سرعة، ثم تباطؤ في الانخفاض من عام 2006 إلى عام 2012. وكان هذا عائد جزئياً إلى ازدياد في عدد المدخنين منذ عام 2006 في عدد من البلدان ذات نسبة سكان كبيرة، بما في ذلك بنغلاديش والصين وإندونيسيا وروسيا.
قالت إيمانيولا غاكيدو (Emmanuela Gakidou)، بروفسورة في الصحة العالمية ومديرة قسم التعليم والتدريب في معهد القياسات الصحية والتقييم "كان التغيير في انتشار التدخين بطيئاً إجمالاً، مما يؤكد مدى صعوبة الإقلاع عن هذه العادة". وأردفت قائلة "ولكننا نعرف من هذه الاتجاهات العالمية أن التقدّم السريع هو أمر ممكن. ولو كان بمقدور عدد أكثر من البلدان أن تكرر النجاح الذي شاهدناه في النرويج والمكسيك والولايات المتحدة، فسنرى مقدارا أقل بكثير من الخسارة الصحية من التدخين".