السبت: 28/09/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
حزب الله يطلق رشقة صاروخية هي الأكبر منذ بدء الحرب ويشمل مناطق جديدة منها مستوطنات شمال الضفة​​​​​​​

في ظل غياب المنقذين واتخاذ اجراءات السلامة.. بحر غزة الهادئ يستعد لابتلاع ضحاياه بصمت وفاجعة

نشر بتاريخ: 06/06/2007 ( آخر تحديث: 06/06/2007 الساعة: 14:18 )
خان يونس- معا- من ابراهيم قنن- أثارت المأساة المؤلمة التي راح ضحيتها ثلاثة شبان فلسطينيين قضوا غرقاً قبالة سواحل قطاع غزة الأسبوع الماضي، خفيظة واستياء واستهجان المواطنين والأهالي والمؤسسات والفعاليات الشعبية، خاصة في ظل عدم وجود منقذين بحريين يعملون على سواحل البحر بالرغم من دخول فصل الصيف.

الحوادث الثلاثة التي ادت الى موت ثلاثة شبان من بينهم شاب غرق أمام ذوويه وخطيبته دون أن يتمكن احد من إنقاذه, فتحت تساؤلات عديدة حول أعداد الغرقى من المواطنين؟ وكم منهم سوف يبتعلة البحر دون رجعة؟ وما هي الإجراءات التي اتخذتها جهات الاختصاص لمنع غرق المواطنين؟ وكيف ستؤثر هذه الحوادث على المواطنين وإقبالهم على شواطئ البحر؟ خاصة وأن مياه بحر غزة تأخذ معها سنوياً العشرات من المواطنين على طول امتداد الساحل من شماله إلى جنوبه.

مما يدلل على القصور الواضح والفاضح في أداء المسؤولين، عن تأمين حياة المئات من المصطافين الذين يلجؤون للبحر هرباً من أعباء الحياة اليومية المضنية خاصة في ظل تأزم الوضع الاقتصادي واستمرار العدوان الإسرائيلي على المدن والمخيمات الفلسطينية.

قصور لدى المختصين:

يقول المواطن أبو عبد الله اللحام احد سكان منطقة المواصي غرب خان يونس والمطلة على شاطئ البحر، إن المدينة تشهد سنوياً غرق المئات من المواطنين تؤدي في معظمها الى مقل العديد منهم، خاصة مع بداية فصل الصيف حيث تزدحم الشواطئ بالمواطنين، ويضيف, أن العدد الكبير والهائل من المواطنين الذين يأتون يومياً للبحر، بحاجة ماسة إلى عدد كبير من المنقذين البحريين يوازي العدد الكبير من المصطافين, ولكن السلطات المختصة لا تقوم بتوفير هذا الكم من المنقذين مما يؤدي إلى سقوط الضحايا من المواطنين غرقاً دون أن يتمكن أحد من إنقاذهم.

فيما يوضح المواطن إبراهيم أبو مسعود ( 37 عاما)، ان سواحل قطاع غزة تفتقر إلى المهنية والتنظيم وتوفير الكوادر البشرية المدربة لحماية المصطافين وان وجدت فهي بأعداد قليلة، موضحاً أن تلك الحوادث والمآسي تتكرر سنوياً وتأخذ معها العشرات من الشبان، دون أن تتدخل اي جهة لحماية هؤلاء المواطنين.

وقال مسعود إن المواطنين أصبحوا لا يشعرون بالأمن وهم متواجدين على الشواطئ نتيجة لتكرار حوادث الغرق دون أن يساهم احد في القضاء عليها أو التخفيف من نسبتها.

وأضاف "المواطنون يحاولون الفرار من معاناتهم اليومية التي تسبب بها الحصار للترويح عن أنفسهم ونسيان الهموم اليومية، لا أن يفقدوا أحباءهم وأبناءهم وأطفالهم.

عدم وجود منقذين:

واستغرب المواطن محمد حسنين عدم وجود منقذين بحريين على طول سواحل قطاع غزة، بالرغم من دخول فصل الصيف ووجود عدد كبير من المصطافين على تلك الشواطئ، الأمر الذي يعرض حياتهم للخطر، ويصبحوا رهينة أمواج البحر المتلاطمة.

وقال حسنين إن الأهالي يخشون من التوجه مع أبنائهم للبحر خوفاً من الغرق أو فقدان أحد من افراد العائلة, كما حدث في اعوام سابقة، داعياً كافة المسؤولين والجهات المختصة بالعمل على توفير المنقذين البحريين لهذا العام بأقصى سرعة لكيلا يُفقد آخرون في البحر.

تحذيرات:

وحذر المهندس محمود يوسف نائب مدير بلدية رفح ومدير الشؤون القانونية في البلدية جميع المصطافين والمواطنين من السباحة في المنطقة الجنوبية من بحر رفح، وكذلك المنطقة المحاذية للشريط الحدود المصري حتى مسافة ألف متر باتجاه الشمال، وذلك بسبب تلوث مياه البحر في تلك المنطقة، وما يشكله من خطر على صحة السكان.

وأضاف يوسف "أن السباحة خطرة في تلك المنطقة بسبب ثقل وتلوث المياه، إضافة إلى أن وجود شباك صيد قديمة تعلق بالجسم كما حدث في حالة الغرق الأخيرة حيث وجدت قدمه معلقة بإحدى الشباك القديمة.

وقال عبد الفتاح عزام مدير الدائرة الادارية فى بلدية رفح وعضو لجنة البحر في البلدية حول استعدادات البلدية لاستقبال موسم الصيف "انه تم إنشاء خمسة أبراج انقاد حسب مواصفات المهندسين، وكذلك تواجد المنقذين بشكل دائم ابتداء من 1-6 لتوجيه المصطافين على الشاطئ للسباحة في مناطق معينة, وكذلك التدخل في وقت الحاجة حيث تم تشغل 40 منقذاً على شاطئ بحر رفح، ووضع يافطات تحذيرية على الشاطئ للمناطق المحددة للسباحة, وتوفير ملابس وأدوات للمنقذين، وتوفير قاربين للمنقدين، وذلك بالتعاون مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين.

تأخر عمل المنقذين:

وحول تأخر عمل المنقذين على شاطئ رفح, أوضح يوسف أنه كان مقرر نزولهم إلى العمل فى 14- 5 ولكن التأخير الذي حدث لأسباب تتعلق بالأمور المالية وعدم توفر ميزانية وكذلك ملابس خاصة بالمنقذين, إضافة إلى تسرب بعض المعلومات إلى المنقدين من بعض أعضاء المجلس التشريعي بأنه سوف يتم عمل المنقذين بعقود سنوية وبرواتب "معينة" مما أخر عمل البلدية في التعامل مع المنقذين عن طريق فرص العمل الموفرة من undb والوكالة.

وقال الدكتور فايز ابو شمالة رئيس بلدية خان يونس انهم يبذلون قصار جهدهم من اجل العمل على توفير الراحة للمصطافين وعدم تعرضهم لخطر الغرق، مشيراً الى وجود فريق انقاذ مكون من 63 منقذاً بحرياً بالاضافة الى خمسة منقذين تابعين للبلدية بدأوا في العمل على شواطى بحر خان يونس بالامس.

واكد ابو شمالة " ان سبب تاخر المنقذين لهذا العام في مزاولة عملهم هو عدم توفير الميزانية الخاصة لهم وعدم وجود بند مالي يمكنهم من اخذ رواتبهم واستحقاقاتهم، موضحا ان البلدية اجرت اتصالاتها بالمسؤولين وجهات الاحتصاص، لتوفيرالميزانية اللازمة للحفاظ على أرواح المواطنين الذين يرتادون الشواطئ.

كما تشهد كافة سواحل قطاع غزة عدم وجود منقذين عليها بسبب الأزمات المالية التي تعاني منها البلديات والجهات المختصة، الامر الذي يستدعي تدخلا سريعاً من اجل توفير مبالغ مالية للمنقذين من أجل التعجيل في عودتهم لمهام الإنقاذ البحري بدلاً من أن نفقد يومياً أو أسبوعيا عدداً من المواطنين الذين يبتلعهم البحر دون رحمة.