خالد: الإدارة الامريكية تبتز الفلسطينيين بالمساعدات والاستيطان في E1
نشر بتاريخ: 09/01/2014 ( آخر تحديث: 09/01/2014 الساعة: 13:20 )
رام الله- معا - هددت الولايات المتحدة الامريكية السلطة الفلسطينية بقطع المساعدات والمنح المالية المقدمة من الدول الغربية، في حال تعثرت المفاوضات التي تجري مع الجانب الاسرائيلي ولم توقع السلطة على الاتفاق الذي يسعي وزير خارجيتها جون كيري الوصول إليه.
فقد اكد تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ان الادارة الامريكية عبر وزير خارجيتها كيري ارسلت رسائل واضحة بانها "لن تستطيع ضمان استمرار المساعدات الدولية من الدول المانحة للسلطة الفلسطينية اذا لم توقع على (اتفاق اطار) وتعثرت المفاوضات، ولن تستطيع منع اسرائيل من استئناف البناء الاستيطاني في منطقة (E1).
واعتبر خالد، في حديث مع وسائل الاعلام ، ان هذا التهديد ابتزاز سياسي من الادارة الامريكية، "يجب الا يمارس ضد الفلسطينيين الذين يطالبون بحقوقهم العادلة"، مشيرا ان "الحقوق الفلسطينية لن يتم المساومة عليها حتى ولو مقابل مال العالم كله وهو امر مرفوض ومثل هذه التهديدات تعبر عن افلاس سياسي وأخلاقي وبجدر بالولايات المتحدة الاميركية عدم اللجوء إليها".
وتابع أن منطقة (E1) منطقة حيوية فلسطينية في الضفة الغربية تبلغ مساحتها نحو 12 كيلومترا مربعا وكانت الحكومة الاسرائيلية قد قررت في وقت سابق بناء تجمعات استيطانية جديدة فيها وتوسعة مستوطنة "معاليه أدوميم،" حيث يتم دمجها في منطقة القدس الكبرى، الامر الذي يعدم قيام دولة فلسطينية ويقسم الضفة الغربية ويحرم الفلسطينييين من الوصول الى القدس الشرقية.
وكشف خالد، ان المفاوضات الحالية لم تحقق حتى الان أي اختراق سياسي في الملفات الرئيسية "الحدود والقدس والمستوطنات واللاجئين والترتيبات الامنية"، على العكس المواقف مازالت متباعدة وتزداد تعقيدا في ظل انحياز امريكي واضح للمواقف الاسرائيلية.
وقال "لا اتوقع حدوث اختراق قريب في هذه المفاوضات ، التي التي ورطنا فيها الفريق المفاوض ، وما كان علينا ان ندخل هذا المسار ، وكان علينا ان نبحث عن خيارات وطنية سياسية مختلفة لا نضيع الوقت في مفاوضات لا تفضي لشيء مع حكومة نتنياهو".
واكد ان الجانب الفلسطيني لا يمكنه التوقيع على اتفاق الاطار الذي تقدمه الإدارة الامريكية لأنه لا يلبي الحد الأدنى من المطالب والحقوق الوطنية الفلسطينية.
ونفي عضو اللجنة التنفيذية ، ما تناقلته بعض وسائل الاعلام ، عن موافقه اسرائيلية لعودة 80 الف لاجئ فلسطيني من الجيل الاول والثاني الى داخل قراهم وبلداتهم التي هجروا منها عام 1948م ، وقال "هذا غير صحيح واسرائيل ترفض عوة أي لاجئ فلسطيني الى وتتمسك بهذا الموقف وتحاول ان تحول القضية الى قضية انسانية يتعهد المجتمع الدولي بحلها بطرق مختلفة اما السماح لعودة بعضهم القليل للدولة الفلسطينية او تهجيرهم الى دولة ثالثة ." أو البقاء حيث هم أو عودة أفراد منهم الى اسرائيل ولكن وفقا لما تسمح به القوانين الاسرائيلية.
واكد ان قضية اللاجئين اعقد واوسع من ذلك قائلا " يوجد 6 ملاين لاجئ فلسطيني شردوا من ديارهم ومن حقهم العودة الى اراضيهم وفق قرار الامم المتحدة 194.
وحول ما اذا الإدارة الامريكية تحاول ان تدفع باتجاه تمديد المفاوضات، نبه الى ضرورة الحذر واليقظة من مفاجئات لا يستبعدها، داعيا الى ضرورة الانسحاب من هذه المفاوضات.
واشار الى ان الموقف العربي لا يمارس أي ضغط على الجانب الفلسطيني للتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني، وأكد أن الاصل في الموقف العربي هو تماسك وثبات الموقف الفلسطيني، فطالما" اننا متمسكون بحقوقنا ونرفض المساومة عليها ومتمسكون بوحدتنا فإن الاشقاء العرب سوف يواصلون دعمهم وتأييدهم"، مطالبا بتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية.
وحول اعتراف الجانب الفلسطيني بيهودية دولة اسرائيل أكد تيسير خالد "أن الاعتراف المتبادل قد تم عام 1993 بين منظمة التحرير الفلسطينية ودولة اسرائيل وهو اعتراف دفعنا ثمنه غاليا بينما لم يكلف اسرائيل شيئا، ونبه الى محاذير الاستجابة لهذا المطلب الاسرائيلي، الذي يلقى الدعم والتأييد القوي من وزير الخارجية الاميركي، فمثل هذا الاعتراف يعني ليس فقط التنازل عن حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم التي هجروا منها بالقوة العسكرية الغاشمة عام 1948 والتخلي عن قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة والمس بالحقوق المدنيبة والسياسية للمواطنين الفلسطينيين في اسرائيل، هذا الى جانب تنازل القيادة الفلسطينية عن الرواية التاريخية الوطنية الفلسطينية والتنكر لها والتسليم بالرواية الايدولوجية الصهيونية غير التاريخية ... هذا أمر مضحك أن تسعى حكومة اسرائيل ومعها وزير الخارجية الاميركية الى تحويلنا الى "صهاينة" في أرض ابائنا واجدادنا".
ويسعى وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى حمل السلطة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي على الموافقة على إطار لاتفاق سلام نهائي بعد أشهر من المحادثات المكثفة والسرية مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ويتناول الاطار الذي يعمل عليه كيري جميع القضايا الجوهرية بما في ذلك الحدود بين الدولة الفلسطينية المستقبلية واسرائيل والقضايا الخلافية فيما يتعلق بمدينة القدس والأمن واللاجئين الفلسطينيين.
واستؤنفت المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والجانب الإسرائيلي بوساطة أمريكية في يوليو الماضي برؤية ترمي الى التوصل الى إتفاق بحلول نهاية ابريل المقبل.