الجمعة: 15/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد معركة طويلة- داخلية اسرائيل تمنح مواطنين هوية مقدسية

نشر بتاريخ: 09/01/2014 ( آخر تحديث: 09/01/2014 الساعة: 20:09 )
القدس - معا - بعد معركة حامية الوطيس خَسِرَتْ نيابة اسرائيل قضيّةً هامة في سابقة قانونية وصفها حقوقيون بأنها "رائعة" إذ قرّرت المحكمة العليا الاسرائيلية قبول استئنافٍ للمحاميَيْن وكاتِبَيْ العَدْل نجيب زايد وزوجته ماريا زايد ضد وزارة الداخلية الإسرائيلية وأبطلت قرار محكمة القدس المركزية للقاضي نوعام سولبرغ (القاضي اليميني المستوطن الذي تعين مؤخراً قاضياً في المحكمة العليا) فيما يخص قضية لم شمل المواطنة المقدسية كفايه شفيق بكر أبو الدوله (51 عاماً) وزوجها المواطن الفلسطيني منور ابراهيم علي أبو عيد (52 عاماً) من قرية بدّو وألزمت الداخلية منح الزوج بطاقة هوية زرقاء بدلاً من تصاريح الإقامة للزوج وخرجت عن الحالة الفردية الخاصة وتطرقت للوضع القانوني العام متخذة موقفاً مضاداً لاستمرار تجميد معاملات جمع الشّمل وفق الأحكام الإنتقالية لقانون المواطنة.

يُذْكَر أنّ الزّوجَيْن يعانيان منذ عشرين عاماً وهما يطرقان أبواب وزارة الداخلية الاسرائيلية لأجل لمّ شمل العائلة. فهما مُتَزَوّجان مُنْذُ عام 1991 ورُزٍقا بخمسة أوْلاد, وقد قاما بتقديم طلب جمع شمل عام 1994 إلا أن الداخلية الاسرائيلية وافقت على الطلب ومنحت الزوج تأشيرة إقامة بعد سبع سنوات عام 2001.

وقد أصدرت الحكومة الإسرائيلية عام 2002 قراراً بتجميد جميع معاملات لم الشمل للفلسطينيين وفي عام 2003 سنت الكنيست قانون المواطنة الذي يحظر منح بطاقات هويّة إسرائيليّة للفلسطينيين مما حال دون حصول الأزواج والزوجات الفلسطينيين على بطاقات هوية من شأنها أن توفر لهم عيشاً كريماً وتضمن لهم حقوقاً أهمها الاجتماعية كالتأمين الصحي والتأمين الوطني كضمان الدخل وحقوق الملكية وحرية الحركة والتنقل والحقوق السياسية كحق الاقتراع والترشيح وغيرها.

وقام الزوجان بالتوجه عام 2009 إلى المحامي وكاتب العَدْل نجيب زايد الذي قام بدوره بإخطار الداخلية الاسرائيلية مطالباً منح موكله بطاقة هوية إلا أن الداخلية رفضت الطلب فتوجه باستئناف إداري إلى لجنة الاستئناف إلا أن الأخيرة رفضت الاستئناف, فقام بتقديم التماس إداري لدى محكمة القدس المركزية التي قررت ردّ الالتماس شكلاً ومضموناً مما حدا بالمحامي زايد عام 2011 تقديم استئناف لدى المحكمة العليا مطالباً فَسْخ قرار المركزية وإلزام الداخلية منح بطاقة هوية للزوج.

وقد قامت نيابة اسرائيل بدورها بواسطة المحامية عرين صفدي بتقديم مدافعتها ومرافعتها زاعمة أن الطلب يشويه "التَقاعُس" كون الحديث يدور عن أحداث ترجع إلى سنوات التسعينيات من القرن الماضي وأنه "غير نزيه" كون مؤسسة التأمين الوطني كشفت النقاب للداخلية بأن "مركز حياة" الأسرة حتى نهاية العام 1997 كان في قرية بدو في الضفة الغربية وادعت أيضاً أن الزوج لم يحصل على 27 شهراً تصاريح إقامة قبل قرار الحكومة عام 2002 ولذلك فإن الداخلية ملزمة برفض طلب الهوية حسب قانون المواطنة. وبعد مرافعة المحامين رفعت الجلسة للنظر حيث استجابت المحكمة العليا بقرارها لمطالب المحامي وكاتب العدل نجيب زايد تثبيت حق تحسين المكانة القانونية للإقامة من خلال بطاقة هوية.

وقد كَتَبَت القرار القاضية البروفيسور دفنه باراك-إيريز (التي شغلت منصب عميدة كلية الحقوق في جامعة تل أبيب) وخرجت عن نطاق القضية الفردية قائلة: "تعودُ وتُلِحُّ ضّرورة المعاينة التشريعيّة من أجل تنظيم مكانة أولئك الذين "جُمّدَتْ" وضعيتهم وهم مُعَلّقين "بين السماء والأرض" منذ سنوات". وقد انضم إليها القاضيان يورام دانصيغار واسحق عميت الذي وصف توسع الثغرة القانونية في أعقاب جهود المحامي نجيب زايد بأنها "كانت عيناً سحرية للباب لكنها أصبحت مدخلاً للقاعة".