عن ماذا يبحث جون كيري في عمان والرياض والقاهرة؟
نشر بتاريخ: 09/01/2014 ( آخر تحديث: 12/01/2014 الساعة: 16:51 )
بيت لحم - معا - وصفت مصادر ذات علاقة بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية زيارة جون كيري الأخيرة للعاصمة الأردنية عمان والسعودية الرياض بداية الأسبوع بأهم وانجح زيارة سياسية قام بها الوزير الأمريكي منذ استئناف المفاوضات تموز الماضي.
وقال موقع "واللا" العبري الالكتروني الذي تابع الزيارة ونتائجها وماذا يريد كيري منها عبر تحقيق مطول نشره اليوم الخميس، استنادا لمصادر ذات علاقة قوية بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لم يكشف النقاب عن هويتها او مدى قربها من دوائر المفاوضات، أن الزيارة القصيرة التي لم تستغرق أكثر من نصف يوم خصص فيها كيري ساعات معدودة للاجتماع بالعاهل الأردني الملك عبد الله وأخرى مماثلة بملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز اقل من نصف نهار وان كان قصيرا جدا بالنسبة للوقت الكبير الذي خصصه كيري للحديث مع نتنياهو وأبو مازن لكن طول الاجتماعات ليس بالضرورة ان تؤشر على جدواها عكس الاجتماع القصير والمثمر مع الزعيمين العربيين سواء من حيث تجنيد الدعم العربي لاتفاق الإطار وصولا إلى تأييد تطبيع العلاقات مع إسرائيل على أن يتجلى التطبيع بين إسرائيل والدول العربية "المعتدلة" في عدة مجالات وصور من الأبعاد الاقتصادية بعيدة المدى وصولا إلى تحالف إقليمي ضد إيران وأخيرا يمكن لهذه الاجتماعات القصيرة ان تخفي في ثناياها الكثير من الخير والأمور الايجابية لإسرائيل حسب تعبير الموقع.
" ان اول أسباب أهمية الزيارة القصيرة يتمثل بمحاولة كيري تجنيد دعم لدول العربية لاتفاق الإطار المتوقع أن يطرحه على طرفي المفاوضات في الأسابيع القريبة.. هذا الاتفاق الذي من المتوقع ان يتضمن بنودا من الصعب استيعابها سواء من قبل نتنياهو أو من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس منها ما يتوقع ان يتضمنه اتفاق الإطار من إشارات واضحة لضرورة الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية وكيري يدرك تماما صعوبة الأمر على ابو مازن المطالب بأن يكون أول زعيم عربي منذ 150 عاما هي تاريخ الحركة الصهيونية ان يمنح إسرائيل هذا الاعتراف العلني لذلك يأمل كيري عبر منح السعودية والأردن ومصر الدعم المطلوب لابو مازن ان يتشجع وينطق بالاعتراف المطلوب منه.
وبالتوازي مع زيارة كيري لعمان والرياض توجه الموفد الأمريكي للمفاوضات "مارتن انديك" إلى القاهرة في زيارة قصيرة جدا التقى خلالها بقادة الجيش المصري وأطلعهم على تطورات المفاوضات وطلب منهم دعم وتأييد الاقتراح الأمريكي خاصة وان دعم القاهرة سيكون له الاثر الكبير والحاسم في ظل وجود عدو مشترك بين رام الله والقاهرة تمثل بحكومة وحركة حماس في غزة حسب ادعاء الموقع العبري.
وسبق لرئيس الشاباك السابق يوفال ديسكين ان قال قبل شهر خلال مؤتمر لمبادرة جنيف " ان ترميم علاقات الثقة بين واشنطن والقاهرة التي تضررت بعد الحركة التي قام بها الجيش المصري في حزيران الماضي يعتبر امرأ حيويا وحاسما لنجاح المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية ويبدو أن حاشية "كيري" فهمت وأدركت الرسالة وما عبر عنه "ديكسين" لدرجة ان كيري اتهم مؤخرا الإخوان المسلمين بسرقة الثورة المصرية وهذا تصريح يتعارض بالمطلق مع الخط والموقف الرسمي لمعلن لإدارة اوباما.
قررت الدول العربية العام الماضي وبعد كثير من التردد إضافة عبارة "تبادل الأراضي" لمبادرة السلام العربية التي كانت تصر على حل سياسي على حدود 67 فقط لا غير لذلك يعتبر قبول دول عربية الاعتراف بيهودية الدولة في حال تم.. انجاز دبلوماسي هائل للوزير الامريكي لكن هذا الانجاز يبدو غير منطقي حتى الان على الاقل وبكل تأكيد لن يكون منطقيا في مرحلة اولية من المفاوضات الجارية.
ومع هذا.. يبقى السؤال ماذا يمكن لكيري أن يحصل عليه من السعوديين؟ أولا وقبل كل شي تعهد سعودي بتقديم دعم مالي هام ومؤثر للسلطة الفلسطينية خلال الأشهر القليلة القادمة ومثل هذا الدعم يمكن ان يقنع الرئيس عباس باستمرار المفاوضات رغم الصعوبات التي قد تظهر خلال المسيرة وسبق لكيري ان نجح بتجنيد دعم مالي قطري بمئات ملايين الدولارات وبكل تأكيد سيعلن الملك السعودي قريبا عن منحة مالية للسلطة الفلسطينية وفي رام الله ينتظرون دعما اوليا لا يقل عن 100-200 مليون دولار.
لكن ليس الفلسطينيون وحدهم من سيجنون الفوائد والإرباح من وراء زيارة كيري للرياض بل اختار كيري مطار العاصمة السعودية لحظات قبل إقلاعه باتجاه إسرائيل ليقول كلاما لم يقل مثله أي وزير خارجية أمريكي بالمطلق خلال زيارة لدولة عربية تقاطع إسرائيل بشكل رسمي على الأقل حين صرح قائلا "عمليا تقول مبادرة السلام العربية بأنه وبعد توقيع اتفاق سلام فلسطيني إسرائيلي ستقوم جميع الدول العربية و35 دولة إسلامية ببناء علاقات طبيعية وعادية مع إسرائيل فتخيلوا كيف لمثل هذا الموقف ان يؤثر على الاقتصاد والتربية والفرص الاقتصادية في المنطقة وتخيلوا تأثيره على السياحة والتطور التكنولوجي وفرص تشغيل الشباب".
وبعد ان وضع "كيري" تصريحه هذا بأوضح شكل منذ استئناف المفاوضات ملف التطبيع على طاولة البحث خاصة بعد ان وصف قبل أشهر المبادرة العربية "رؤيا لمستقبل الشرق الأوسط" دون ان يدخل حينها بالتفاصيل لكنه هذه المرة اختار ارض السعودية ليغوص بتفاصيل التطبيع وبالفرص الكامنة في عملية تطبيع العلاقات الواردة في سياقات المبادرة العربية.
واختتم الموقع العبري تقريره بالقول بان أرباح إسرائيل ستكون هائلة اذ يعتقد ان كيري طالب السعوديين باتخاذ خطوات تطبيعية محدودة خلال المفاوضات اذا تحقق تقدما فعليا مثل موافقة دول الخليج مجتمعة على فتح مجالها الجوي للطيران الإسرائيلي المتجه إلى الشرق الأقصى ما يعني تخفيض سعر تذاكر السفر ما يشكل "حبة بقلاوة" صغيرة لكنها إشارة هامة على الفرص الاقتصادية والمنافع الكامنة بالتطبيع الكامل مع العرب.