مخيم النصيرات: تنفيذ مؤتمر حول " الشباب والمساءلة المجتمعية "
نشر بتاريخ: 09/01/2014 ( آخر تحديث: 10/01/2014 الساعة: 00:15 )
غزة -معا - نفذت جمعية الكرمل للثقافة والتنمية المجتمعة وبلدية النصيرات ومبادرة شباب لأجل الشباب – لأجلك، بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP مؤتمراً بعنوان " نحو دور فاعل للشباب في قضايا المساءلة المجتمعية " ، في صالة قرية النخيل بمخيم البريج وسط قطاع غزة.
وشارك في المؤتمر عدد من الباحثين والإعلاميين والنشطاء الشباب ، حيث تنوعت فعاليات المؤتمر على عدة جلسات ، حيث كانت الجلسة الأولى مفاهيمية قدمها الباحث إبراهيم أبو شمالة حول العقد الاجتماعي والمساءلة المجتمعية ما بين " المفهوم والممارسة " .
وشملت الجلسة الثانية بإدارة الدكتور أشرف أبو ندى " المساءلة المجتمعية والبلديات " شارك فيها الباحثين د. أشرف الجدي بورقة عمل بعنوان " البلديات بين المشاركة المجتمعية والمساءلة المجتمعية " ، والباحث والناشط المجتمعي أيمن أبو شاويش بورقة عمل بعنوان " رؤية الشباب للعمل البلدي والمساءلة " ، ممثلاً عن مبادرة شباب لأجل الشباب – لأجلك بمخيم النصيرات .
أما الجلسة الثالثة بإدارة الناشط المجتمعي عبد المنعم الطهراوي حملت عنوان " دور مؤسسات المجتمع المدني في تعزيز المساءلة المجتمعية " ، بمشاركة الباحثين أمجد الشوا بورقة عمل بعنوان " آليات مؤسسات المجتمع المدني في تحفيز المساءلة " ، والناشط الشبابي حسين الخطيب بورقة عمل بعنوان " رؤية الشباب لدور مؤسسات أكثر فاعلية " ممثلاً عن مبادرة شباب لأجل الشباب – لأجلك .
فيما كانت الجلسة الرابعة بعنوان " دور الإعلام في تعزيز طرق المساءلة المجتمعية " بإدارة الناشطة المجتمعية وسام جودة ، شارك فيها الباحثين الكاتب والإعلامي حسن جبر بورقة عمل بعنوان " نحو إعلام فاعل للمساءلة المجتمعية " ، والناشط الشبابي أحمد خريس بورقة عمل بعنوان " دور الشباب في تعميم المساءلة المجتمعية خلال الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي " . |259612|
وحضر المؤتمر 300 شخصية مجتمعية ومحلية ورؤساء بلديات المنطقة الوسطى وأعضاء مبادرة شباب لأجل الشباب – لأجلك ، وممثلي عن الجمعيات والمؤسسات الأهلية ونشطاء شباب وحشد من المثقفين والأكاديميين والمفكرين والباحثين .
وأشرفت مبادرة شباب لأجل الشباب – لأجلك على المؤتمر فنياً ولوجستياً، وأبدت اهتماماً كبيراً في إنجاحه وتحقيق أهدافه ، لاستثمار التوصيات بما يخدم تطلعاتها بممارسة دورها الحقيقي على أرض الواقع، إضافة إلى ترشيح ممثلين لها للمشاركة بأوراق بحثية داخل أروقة المؤتمر .
وكانت جلسة الافتتاحية بإدارة الكاتب والباحث ناهض زقوت ، وبمشاركة أيمن الهور المدير التنفيذي لجمعية الكرمل، ومحمد أبو شكيان رئيس بلدية النصيرات، وباسل ناصر مدير برنامج الأمم المتحدة UNDP بغزة .
ورحب زقوت بالحضور وتناول لمحة تعريفية عن المؤتمر شملت دور الشباب وتفاعلهم المجتمعي، وأكد على أهمية تبني إستراتيجية لتعزيز مفهوم المساءلة المجتمعية، لدى مؤسسات المجتمع المحلي، سواء الرسمية أو الشعبية خلال عملية تنفيذ المشاريع، وأن تصبح تلك المؤسسات أكثر استجابة لاحتياجات مواطنيها، وأن تفسح المجال ليتم محاسبتها ومساءلتها من قبل الشباب الفلسطيني، لمشاركتهم ووضعهم أمام مسئولياتهم عند اتخاذ القرار في إعداد المشاريع وتنفيذها .
وأوضح أن المؤتمر جاء انطلاقاً من هذهِ الرؤى، تأكيداً على إيجاد دور فاعل للشباب في قضايا المساءلة المجتمعية، واستجابة لتعزيز مشاركة الشباب في المجتمع المحلي .
وبيّن أنه يجب الحرص على تحقيق العدالة الموضوعية للعلاقة بين أفراد المجتمع بعضهم البعض، وعلاقتهم مع المجتمع المحلي والسلطة السائدة في تشكيل إيجابي للعقد الاجتماعي .
فيما قال محمد أبو شكيان رئيس بلدية النصيرات أن المساءلة المجتمعية جزء هام في تحقيق العدالة داخل المجتمع، داعياً الشباب إلى تكثيف دورهم وطاقاتهم ، لتكامل الجهود للوصول إلى نتائج مرموقة وإيجابية .
وأوضح أبو شكيان أنه لا يجب اقتصار دور الشباب على جانب محدد فحسب، بل لابد وأن يكون لهم دور في صنع القرار واتخاذه انسجاماً مع تطلعاتهم للمشاركة المجتمعية بشكل دائم ومستمر .
في حين قال باسل ناصر مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي PPAPP/UNDP ، أن المؤتمر يهدف لتعزيز دور الشباب في الرقابة العامة من أجل تطوير المؤسسات المحلية بالتعاون مع جمعية الكرمل وبلدية النصيرات .
وتابع ناصر " هذا البرنامج يهدف إلى تنمية الإنسان، ولذا نرى أن تحقيق التنمية البشرية المستدامة يتطلب وجود عملية ديمقراطية من أجل تمكين الناس لاختيار ممثليهم وأهداف وما يتعلق بمستقبلهم " ، مشيراً إلى أن الديمقراطية بدون مساءلة ورقابة تصبح اسم بلا فائدة وعنوان بلا مضمون، وأن الديمقراطية تبدأ من وضع الورقة في الصندوق وما يكمل العملية الديمقراطية هي المساءلة من قبل المجتمع المحلي .
وتناول ناصر قضايا تتعلق بالانتخابات وعملية الانتخاب، وأن العضو المنتخب يجب أن يحفز من قبل الناس، وهذا دور يقع على عاتق الشباب وعملية المساءلة وأهميتها وأن تقوم بإكمال العملية الديمقراطية من خلال المساءلة العامة ، وهذهِ مسؤولية الشباب لأنهم المستقبل، وأكثر إدراكاً ووعياً ولا يجب أن يتم ترك المسئول بدون مساءلة وهذا يعزز أن يكون دوره بصورة إيجابية ويساهم في تحقيق أهداف التنمية البشرية التي نبتغيها دائماً .
بينما قال أيمن الهور المدير التنفيذي لجمعية الكرمل " إيماناً منا بدور الشباب وتفاعلهم المجتمعي، وتأكيداً على أهمية تبني إستراتيجية لتعزيز مفهوم المساءلة المجتمعية لدى مؤسسات المجتمع المحلي، سواء الرسمية أو الشعبية خلال عملية تنفيذ المشاريع، وأن تصبح تلك المؤسسات أكثر استجابة لاحتياجات مواطنيها، وأن تفسح المجال ليتم محاسبتها ومساءلتها من قبل الشباب، بمعنى مشاركتهم ووضعهم أمام مسؤولياتهم عند اتخاذ القرار في إعداد المشاريع وتنفيذها .
وأكد على ضرورة إيجاد دور فاعل للشباب في قضايا المساءلة المجتمعية، مشيراً إلى أن المؤتمر جاء استجابةً لتعزيز مشاركة الشباب مع المجتمع المحلي .
وقدم الباحثون والإعلاميون والنشطاء الشباب أوراق عملهم وأبحاثهم وسط تفاعل ومشاركة كبيرتين من قبل الحضور ، عبر حلقات نقاش مستمرة، حملت رؤى ومواقف وآراء الحاضرين .
وأصدر المؤتمر بيانه الختامي بعرض التوصيات التي استخلصها من أوراق عمل الباحثين، لتكون أداء استرشاد لصناع القرار في منح الشباب دورهم المجتمعي، وكذلك استرشاد للشباب أنفسهم لكي يتعرفوا على أهمية دورهم المجتمعي في مساءلة المؤسسات المجتمعية عن دورها في تقديم الخدمات الجمهور .
وأوصى البيان على ضرورة العمل على تعزيز حالة الوعي المجتمعي بأهمية دور الشباب وتمثيلهم تمثيلاً حقيقياً ومناسباً في كل مؤسسات المجتمع المدني، مؤكداً على أهمية تعزيز مشاركة الشباب في ورش العمل والدورات التدريبية بهدف تفعيلهم ومنحهم التجربة لإظهار قدراتهم وطاقاتهم الكامنة .
وطالب بإعطاء دور بارز لمؤسسات المجتمع المحلي في تدعيم مبدأ الشفافية والمساءلة المجتمعية لتعزيز قيم النزاهة والعدالة، وذلك من خلال الرقابة المجتمعية، وهذا سيعود بشكل إيجابي على تحسين مستوى الأداء ونوعية الخدمات المقدمة للمواطنين .
وأكد على تعزيز وعي الشباب خاصة والمواطنين عامة بالحق في الحصول على المعلومات من الهيئات المحلية والمشاركة في نقاشاتها وجلساتها وحق المواطنين في المساءلة والمحاسبة.
ودعا البيان إلى العمل على إنشاء صفحات إلكترونية وصفحات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي للبلديات لاستقبال الشكاوي والمقترحات ، ولعرض كل المعلومات أمام المواطنين والشباب ليشاركوا بصورة أكثر فاعلية والعمل على تشكيل صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بكل مدينة وقرية ومخيم لمتابعة قضاياه ولمناقشة المشاريع المستقبلية للبلديات مع المواطنين والشباب خصوصاً .
وأوصى البيان بضرورة تشكيل مجالس محلية شباب في كل حي ومنطقة لمتابعة هموم ومشاكل الحي والمنطقة، وتكون بمثابة رديف مساند للبلديات والمجالس المحلية .
وقال البيان، لابد أن يتم نشر الوعي بالدور الهام لوسائل الإعلام على مختلف أنواعها بين الموظفين والمسئولين والعاملين في البلديات، وحثهم على بناء علاقة واضحة معها لما فيه خير للمواطنين، مشيراً إلى دعم وسائل الإعلام في الوصول إلى المعلومات والأخبار وإجراء التحقيقات الضرورية بشكل دقيق بعيداً عن التهويل والتضخيم مما يعزز مبدأ الشفافية والمساءلة المجتمعية .
واختتم البيان " إن استيعاب طاقات الشباب من خلال تمثيلها الفعلي في تشكيل المجالس المحلية ومجالس المؤسسات الأهلية يضمن مشاركة فاعلة لهم في عملية البناء وتغيير مسار إيجابي نحو المساءلة والمراقبة المجتمعية " .
وتميز المؤتمر بالمشاركة الفاعلة والمؤثرة من قبل الحضور، مما أضفى برونقاً إيجابياً يهدف للوصول إلى نتائج واضحة لتمكين دور الشباب في المساءلة المجتمعية .