مخيم "فلسطين الجديدة" للعائلات المشردة في البرازيل
نشر بتاريخ: 11/01/2014 ( آخر تحديث: 11/01/2014 الساعة: 08:56 )
بيت لحم- (أ ف ب) - معا - لا تحول الشمس الحارقة في ساو باولو دون تواصل العمل في مخيم تقطنه الاف العائلات الباحثة عن مسكن، والذي بات يعرف باسم "مخيم فلسطين الجديدة" لما يحمله هذا الاسم من مدلولات "نضالية".
فدرجات الحرارة لا تكاد تحتمل في هذا المخيم المقام قرب وسط المدينة، في المكان نفسه الذي اتت عليه مؤخرا الامطار الغزيرة للصيف الجنوبي.
وتقول ألينا سانتوس المسؤولة في حركة العمال دون سقف التي تنسق الاعمال في هذا المخيم "نحن نقيم في هذه الارض منذ التاسع والعشرين من تشرين الثاني/نوفمبر مع نحو ثمانية الاف عائلة..علما ان هناك الفا عائلة اضافية ادرجت اسمها على قوائم الانتظار".
وتضيف ألينا لوكالة فرانس برس "نحن بحاجة الى بيوت، والا فان الحياة لن تكون ممكنة هنا تحت اغطية البلاستيك حيث لا يكاد المرء يقوى على التنفس مع هذه الحرارة المرتفعة".
وتحاول هذه الحركة التي تأسست في العام 1997، والتي تؤكد عدم ارتباطها بأي حزب سياسي في البلاد، ان تمارس ضغوطا على السلطات بغية تسريع اصلاحات التنمية الحضرية وتوزيع المساكن في الضواحي الفقيرة للبرازيل.
ففي هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 200 مليون نسمة، والذي سيستضيف مباريات كأس العالم لكرة القدم هذه السنة والذي بات يعد الاقتصاد الاقوى في اميركا اللاتينية، يقدر النقص في المساكن بنحو 5,2 مليون مسكن، منها 1,1 مليون في ساوباولو وحدها، وفقا لمعهد الابحاث الاقتصادية التطبيقية.
وتقول ألينا "ازمة السكان حادة في ساوباولو التي يبلغ عدد سكانها 20 مليون نسمة، هناك حركة لبناء المنازل بطبيعة الحال، لكنها أدنى من أن تكون كافية".
ومع أن عددا من العائلات البالغ عددها ثمانية الاف في "فلسطين الجديدة" لا يقيمون فعليا في المخيم ولكن يستأجرون منازل خارجه او يقيمون عند اقارب، الا انهم جميعا يشاركون في هذا المخيم على أمل الحصول على مسكن او مساعدة اجتماعية تعينهم على تحمل عبء الايجارات المرتفعة في هذه المدينة.
وتؤكد الينا سانتوس ان المخيم مقام على "ارض شاسعة لم تستغل منذ اربعين عاما".
وتقول بلدية المدينة ان هذه الارض هي ملكية خاصة، لكنها اعلنتها في السنوات الاخيرة ارضا "ذات منفعة عامة" بحكم كونها واقعة في منطقة محمية بيئيا، وهي تعتزم اقامة حديقة فيها.
لكن سكان المخيم الذين يحتلون هذه الارض يرغبون في ان يجري تعديل هذا القرار.
ويقول احد القاطنين في المخيم "لماذا اخترنا اسم +فلسطين الجديدة+؟ لانه اسم يحمل مدلولات نضالية، ونحن هنا في حركة نضالية".
وكانت حكومة الرئيسة ديلما روسيف ذات التوجهات اليسارية، اطلقت برنامج "حياتي، بيتي" الذي اتاح تشييد مليون وحدة سكنية في البلاد، ويرتقب ان يشيد مليونان اضافيان في السنة الجارية.
وتعهد رئيس بلدية ساوباولو فرناندو حداد، وهو ايضا ينتمي الى حزب العمال اليساري، في العام 2013 ببناء 55 الف مسكن في غضون اربع سنوات.
ويقول مصدر في البلدية لوكالة فرانس برس "سنبني كل هذه المساكن، لكننا نعلم انها ايضا غير كافية".
يقيم في "فلسطين الجديدة" متقاعدون وحديثو ولادة، على غرار طفل الشابة تاهيانا اوليفيرا التي تقول من خيمتها الحارة حيث يصعب التنفس "زوجي عامل وانا غير قادة على الخروج او العمل لانني ارعى اولادي الثلاثة".
وليس بعيدا عن خيمة تاهيانا، تقول ايدنا ريبيرو في المطبخ الجماعي للمخيم "لا احد يقيم هنا للتسلية، نحن نعيش على الهبات، وننام على الارض".
وتضيف في تعليق على انفاق السلطات مبالغ طائلة لاستضافة نهائيات كأس العالم "البرازيل بحاجة الى ملاعب كرة قدم، لكنها ايضا بحاجة الى منازل وخدمات صحية افضل".