الثلاثاء: 26/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

لماذا تطالب اسرائيل الاعتراف بيهودية الدولة؟

نشر بتاريخ: 11/01/2014 ( آخر تحديث: 11/01/2014 الساعة: 17:40 )
بيت لحم - تقرير خاص معا - تردد في الاعوام الاخيرة مطالبات اسرائيلية باعتراف الفلسطينيين باسرائيل كدولة يهودية، وصولا الى تضمينها كشرط رئيسي في المفاوضات الحالية بين السلطة واسرائيل.

ويعتبر ثيودور هرتزل الأب الروحي والمؤسس الأول للصهيونية العالمية كحركة سياسية استعمارية أول من تبنى فكرة تأسيس كيان يهودي في فلسطين وقد كان مثل هذا التبني من قبل هيرتزل نقطة التحول في أهداف الحركة الصهيونية، من مجرد بعث بسيط للثقافة اليهودية إلي إنشاء كيان قومي يضمن لليهود بعضاً من السيطرة السياسية في شؤون حياتهم

ففي العام 2003 أقرَ البرلمان الإسرائيلي ضرورة تعميق فكرة يهودية الدَولة وانتزاع إعتراف فلسطيني ودولي بها حيث سعت الحُكومات الإسرائيلية المتعاقبة إلى انتزاع موافقة المُفاوض على شَرطها الجديد. ولم تكتف إسرائيل بطرح فكرة يهودية الدولة، بل بدأت بتنفيذِها على أرض الواقع وذلك من خلال البدء بتشريعَ قوانينَ عُنصرية تَهدف بشكل أساسي الى الحد من الوجود الفلسطيني داخل إسرائيل وإنتزاع حقوقهم.

منظمة التحرير: يهودية الدولة تلغي كل الحقوق الفلسطينية

وفي هذا الاطار قالت الدكتورة حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة لوكالة " معا " ان محاولة اسرائيل اجبار الفلسطينيين على الاعتراف بدولة يهودية يعتبر قضية ايدولوجية عقائدية، ومحاولة لربط توراتي بتواجد اليهود على اراض فلسطين منذ القدم .

واضافت عشراوي أن يهودية الدولة مسمى يلغي الطرف الاخر ...وايجاد رواية تنفي الوجود الفلسطيني والحق الفلسطيني والاستمرارية على ارض فلسطين التاريخية , ويمثل تشريعا للعنصرية وأن اي يهودي في العالم له الحق بالعودة الى فلسطين ولا يحق لاحد غيرهم بالسكن فيها، مؤكدة ان مثل هذا الاعتراف يلغي قضية اللاجئين بالعودة الى ديارهم ، كما يلغي مسؤولية الاحتلال الاسرائيلي عن الجريمة والمأساة للاجئين الفلسطينيين وتشريدهم .

وحول اعتراف الفلسطينيين السابق باسرائيل عام 1993 من خلال منظمة التحرير، وقبولهم بمباديء التقسيم عام 1988 قالت عشراوي ان اسرائيل لا زالت تحاول الحصول على اعتراف جديد كونهم يشعرون بمسؤولية عما جرى للفلسطينيين من نكبات وتشريد وبذلك بدأت شرعيتهم مهزوزة امام العالم .

واكدت عشراوي ان مثل هذا الطرح يعني تخلي الفلسطينيين عن حقوقهم المشروعة وليس فقط مطالبهم المشروعة .

فلسطينيو الداخل: قرار جوهري يلغي رواية النكبة

من جهته قال عضو الكنيست العربي طلب الصانع لوكالة " معا " ان هذا القرار ليس اجرائي وانما جوهري في مضمونه يعني ان الاعتراف الفلسطيني بيهودية الدولة يختلف عن اي اعتراف اخر بالعالم، فهو يلغي الرواية الفلسطينية حول النكبة وبذلك لم يكن هناك نكبة فلسطينية وان اليهود ترجموا حقهم بالعودة الى وطنهم.

كما اكد الصانع ان هذا الاعتراف يلغي حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى وطنهم وبلداتهم التي هجروا منها ويشرع قضية تبادل السكان لفلسطينيي الداخل وبذلك يشرع ترحيلهم باعتبار ان دولة اليهود فقط لليهود والفلسطينيين فيها هم رعايا وعليهم مغادرتها.

وفيما يتعلق بالطرح الجاري في المفاوضات الفلسطينية والمتعلق بتبادل الاراضي قال الصانع ان هذا الطرح "غبي" وبقاؤنا في الداخل ليس محبة باسرائيل وانما لان الفلسطينيين موجودين في وطنهم قبل اليهود .

واكد ان التبادل السكاني الهدف منه التخلص من الخطر الديمغرافي الفلسطيني، حيث اعتبر ساسة اسرائيل انه اكبر خطأ استراتيجي ارتكبته الحركة الصهوينية عام 1984 ببقاء نحو 150 الف فلسطيني داخل فلسطين التاريخية.

وبين الصانع "ان الفلسطينيين لن يقبلوا بهذا الطرح لان الحدود الجغرافية لاي فلسطيني في المثلث مثلا تعني الناصرة والمثلث وحيفا ويافا باعتبار انها مدن فلسطينية محتلة" .

واللافت ان الوفد الاسرائيلي الذي حضر مؤتمر انابوليس تقدَّم باشتراط اساسي للتوقيع على وثيقة مشتركة مع الوفد الفلسطيني، بحيث تتضمن موافقة فلسطينية على فكرة يهودية الدولة، وذلك بغية خلق وحدة موقف في المجتمع الإسرائيلي الذي يرزح منذ زمن تحت وطأة وإشكالية الهوية بعد جذب نحو أربعين في المائة من اجمالي يهود العالم الى اسرائيل.

ووفقا لقرار التقسيم في العام 1949 تحد القطاع الشمالي الشرقي من الدولة اليهودية (الجليل الشرقي) من الشمال والغرب والحدود اللبنانية، ومن الشرق حدود سوريا وشرق الأردن. ويضم كل حوض الحولة وبحيرة طبريا وكل مقاطعة بيسان، حيث يمتد خط الحدود إلى قمة جبال الجلبوع ووداي المالح. ومن هناك تمتد الدولة اليهودية نحو الشمال الغربي ضمن الحدود التي وصفت فيما يتعلق بالدولة العربية.