مؤتمر "معا" ضد الاحتلال والكولونيالية: المفاوضات الحالية تكرار لاوسلو
نشر بتاريخ: 12/01/2014 ( آخر تحديث: 12/01/2014 الساعة: 12:22 )
الخليل- معا - قال المشاركون في "مؤتمر معاً ضد الاحتلال والكولونيالية والعنصرية" الذي نظمته في مدينة الخليل القوى السياسية الفلسطينية اليسارية في الخليل وحركة ترابط من داخل الخط الأخضر ومركز المعلومات البديلة والذي انهى جلساته الليلة الماضية بأن عملية السلام الجارية حاليا بين الفلسطينيين والإسرائيليين لن يكتب لها النجاح ولن تتخطى المأزق ما دامت محكومة بالشروط الإسرائيلية وهيمنة الإدارة الأمريكية عليها، ووصف البيان الصادر عن المؤتمر المفاوضات الجارية منذ عدة أشهر بالتكرار لتجربة أوسلو التي انتهت إلى الفشل.
وقال البيان إن عملية السلام ولكي تصل إلى نتيجة حاسمة وواضحة يجب أن تستند إلى: رفض تقديم أية تنازلات تمس الحقوق الوطنية الفلسطينية، والتمسك بقرارات الشرعية الدولية كأساس ومرجعية للحل (حق العودة، تقرير المصير، الانسحاب الإسرائيلي لحدود الرابع من حزيران، قضية القدس، تفكيك المستوطنات، وبناء الدولة الوطنية ذات السيادة) وتخطي التفرد الأمريكي بالملف الفلسطيني ومطالبة روسيا للعب دور فاعل كراعي لعملية السلام وربط حل القضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال بحل الصراع في الشرق الأوسط وبقية الملفات الإقليمية، وإنهاء الانقسام الفلسطيني وتعزيز الوحدة الوطنية ورؤية الأسباب الفعلية وراء الانقسام ومعالجتها، وتفعيل دور منظمة التحرير وتجمعات الشعب الفلسطيني في الشتات والداخل. وإطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين كشرط ابتدائي للسير في اي عملية سلام.
وكانت أعمال المؤتمر قد بدأت صباح اليوم في مركز اسعاد الطفولة في مدينة الخليل بمشاركة مئات الناشطين السياسيين الفلسطينيين من جانبي الخط الأخضر والنشطاء اليساريين اليهود المناهضين للصهيونية والقيت في حفل الافتتاح كلمات مختلفة منها كلمة باسم محافظ محافظة الخليل كامل حميد والتي ألقاها نائب المحافظ مروان سلطان الذي حيا المؤتمر وتمنى له النجاح واستعرض سلطان الواقع الذي تعيشه محافظة الخليل في مواجهة الإستيطان وآلة الاحتلال العسكرية الذي يقسم المدينة ويهدد بإخلاء أجزاء واسعة من مناطق جنوب شرق المحافظة.
نائب رئيس بلدية الخليل جودي أبو اسنينة قال في كلمته إن قوى الإحتلال خصوصا اليمين المتطرف منها تحاول أن تنتزع الصفات الإنسانية عن ضحيتها لتبرر لنفسها الاحتلال والسيطرة وارتكاب الجرائم، ودعا ابو اسنينة المشاركين اليهود في المؤتمر الى إعلاء الصوت أكثر والضغط على حكومتهم لتعترف بحقوق الشعب الفلسطيني حرصا على الوصول الى مستقبل أكثر أمنا للشعبين.
كما تحدث في المؤتمر شيخ قرية العراقيب في النقب صياح الطوري الذي اكد على استمرار نضال أهل قريته وسكان النقب الفلسطينيين في مواجهة سياسة الإقتلاع الصهيونية الهادفة لتهويد النقب. وحيا الشيخ صياح القوى الديمقراطية اليهودية ومنها حركة ترابط على مساندتها ووقوفها الى جانب سكان العراقيب وسكان النقب عموما. الشيخ صياح أشار الى أن دولة اسرائيل حاولت التفريق بين السكان الفلسطينيين في اسرائيل ومن ثم حاولت السيطرة على النقب اعتقادا منها أنه اللقمة الأسهل بلعها لكن صمود سكان النقب المسنود من كل السكان الفلسطينيين والقوى الديمقراطية اليهودية أعاق تنفيذ مخططات الدولة التي اعلنت عن الغائها لمخطط برافر.
نائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قيس عبد الكريم تحدث الى المؤتمر باسم القوى السياسية الفلسطينية المنظمة للمؤتمر أشار فيها الى أنه في ظل الحديث عن حل الدولتين فإن كل ما يرشح عن الخطة الأمريكية المقترح يتحدث عن السيطرة على الدولة الوليدة بابقاء المستوطنات فيها حتى الصغيرة منها واستمرار السيطرة على الأغوار وشطب حق العودة وحق الفلسطينيين في القدس ووصف عبد الكريم ذلك بأنه حل الدولة الاستعمارية الكبرى. وحذر عبد الكريم من الإعتراف بيهودية الدولة الذي اعتبره اعترافا بالرواية الصهيونية التي تدعي ان من حق يهود كل العالم العيش في هذه البلاد وتجاهل الحق الفلسطيني عليها.
كلمة المنظمين القاها مدير مركز المعلومات البديلة نصار ابراهيم الذي خاطب النشطاء من حركة ترابط خصوصا اليهود منهم قائلا إن القوى السياسة في الخليل صاحبة التاريخ الطويل من النضال المكلل بعشرات الشهداء وآلاف الجرحى والأسرى فتحت قلوبها للعمل معكم على قاعدة الوضوح السياسي وليس المساومة أو التفاوض بل للعمل معا لإحداث تغيير في مجال مقاومة الإحتلال والعنصرية والإستعمار ووصف ذلك بالتحدي المطلوب الإجابة عليه في النضال على الأرض.
وكانت أعمال المؤتمر قد توزعت على ثلاثة محاور هي: الأول: النضال ضد الكولونيالية/ الاستعمار الاستيطاني والعنصرية الصهيونية والذي تضمن ورقتين: الأولى بعنوان التهجير المستمر، سلب الموارد، والمس بالحريات في ظل الاحتلال العسكري ألقاها الباحث جمال طلب العملة، والثانية بعنوان الاستعمار الداخلي ضمن حدود 1948 ألقاها الناشط في حركة ترابط غادي ىالغازي، المحور الثاني تطرق للنضال السياسي – الاجتماعي في ظل الاحتلال و الكولونيالية الصهيونية، وتضمن: ورقة بعنوان النضال التحرري الفلسطيني ألقاها عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني فهمي شاهين، والثانية النضال السياسي والاجتماعي في الداخل ألقتها الناشطة في حركة ترابط هناء عموري. والمحور الثالث كان تحت عنوان؛ نعم للنضال المشترك – لا للتطبيع، حيث توزع على ست ورشات عمل تناولت: واقع الأسرى السياسيين، أفق وإمكانيات المقاطعة الشاملة، النضال المشترك والتطبيع، نضالات العمال، والنساء في النضال، والتغيرات الإقليمية والدولية وتأثيرها على القضية الفلسطينية.