كيف تحولت الارياف الفلسطينية من منتجة الى مستهلكة؟
نشر بتاريخ: 13/01/2014 ( آخر تحديث: 13/01/2014 الساعة: 19:57 )
بيت لحم - معا - "احنا بنزرع بس عشان نحمي أرضنا من المصادرة" عبارة بدأت بها ام محمد مزارعة منذ 23 عاما من بلدة الخضر عند سؤالها عن اسباب اختلاف اوضاع المزارعين الفلسطينيين في الارياف.
وتضيف ام محمد ان ارتفاع تكاليف الزراعة من مواد خام وتكاليف النقل والمواصلات اضافة لتغير المناخ ونقص كميات الامطار الهاطلة على المناطق الزراعية؛ الذي ينتج عنه ربحا محدودا لا يكفي حتى لتغطية مصروفات طالبة مدرسية... دفع بالكثير من المزارعين لترك الزراعة والتوجه لسوق العمل في المستوطنات الاسرائيلية لتأمين متطلبات الحياة وبالتالي تقلّصت كميات الانتاج حتى انها اصبحت شبه معدومة في بعض القرى.
واشارت ام محمد الى ان المنتوجات الزراعية كانت في السابق مصدر دخل اساسي ووحيد لعائلتها وان ارباح البيع كانت تكفي لاكمال تعليم ابنائها في حين اصبحت اليوم تكتفي بزراعة نباتات بسيطة فقط حفاظا على ارضها من المصادرة.
وفي لقاء اخر مع السيدة ام حمد وهي منتجة سابقة للألبان والأجبان من قرى الريف الشرقي لبيت لحم للاستفسار منها عن أسباب تناقص عدد النساء المنتجات في هذا المجال.. اوضحت ان الاعلاف المستخدمة في تغذية المواشي والتي تعتمد بشكل كبير على مياه الأمطار كانت في السابق تزرع في اراضي البلدة؛ اما اليوم فكميات الامطار لم تعد تسمح بذلك فقلت الاعشاب وتناقصت اعداد المواشي وتناقصت بالتالي كميات انتاج الالبان.
وبينت ام حمد الى ان ارتفاع اسعار الاعلاف المباعة في الاسواق اضافة الى تكاليف استخدام الادوات الحديثة اللازمة لتصنيع المنتجات بدل الادوات البدائية مقارنة بالدخل الوارد لا تكفي لتغطيتها وبالتالي فإن تربية المواشي اصبحت عبئا ثقيلا لا نستطيع احتماله مما ادى للتخلي عن هذه المهنة والاعتماد على منتجات المصانع بالدرجة الاولى.
وخلال حديثنا مع المهندسة كفاح الساحوري مسؤولة دائرة التنمية الريفية في مديرية الزراعة ارجحت تحول الارياف من منتجة الى مستهلكة لعدة سباب منها زيادة عدد السكان ما ادى الى استهلاك الاراضي الزراعية في البناء وتأمين المساكن وارتفاع اسعار المواد الخام اللازمة للزراعة مقابل المردود المالي ما ادى لتقلص المساحات الزراعية.
واكدت الساحوري الى ان ارتفاع اسعار الاعلاف شكل ازمة كبيرة لدى مربي المواشي والمعتمدين على الثروة الحيوانيه في منتجاتهم مما ادى الى نقص الانتاج بشكل كبير جدا يضاف اليها الكلفة العالية في نقل المنتجات من الارياف الى السوق المحلي لتسويقها في غياب الدعم الخارجي والمحلي للمزارعين والمنتجين.
اعدت هذا التقرير امنة حساسنة... ضمن مشروع الاعلام الريفي.