كيف تم اطلاق النار على أحمد بدم بارد وبدون سبب
نشر بتاريخ: 26/08/2005 ( آخر تحديث: 26/08/2005 الساعة: 14:45 )
ترجمة وكالة معا - اسرائيليون قلائل - محبين للعرب- لا يزالون يبدون إهتماما بجيرانهم الفلسطينيين حتى خلال هذه الأيام " أيام الانسحاب"، أنه مما لا شك فيه أن هذا أنما تصرف شديد التطرف، وشذوذ، حتى لا يقال نكران لا بل كره للذات، والذي كان نموذجاً للتحول عبر أجيال خلت.
خلال الأسبوع الفائت، قام ثلاثة من هؤلاء العرافين، عاثري الحظ- دفنا بناي، بيشاي روزن زفي وإيهود كرينس- بالتوجه الى قرية سالم للقاء أحمد عيسى والاستماع منه لما حصل معه في 18/7/2005 عند حاجز زعمط.
أحمد، يبلغ من العمر خمسون عاماً، ولديه خمسة من الأطفال، أكبرهم "ولد" في السادسة من عمره، وأصغرهم "بنت" عمرها لم يتجاوز الشهر سوى بضعة أيام، إنسان عادي، ليس فقير جداً، ولكنه ليس أغنى رجال القرية، إنه يعيش من عرق جبينه.
في ذلك اليوم، أي في 18 /7/2005 كان احمد يتجه من نابلس في طريق العودة الى القرية " سالم" ومستقلاً سيارة تكسي وبصحبته زوجته وطفلته التي ولدت فقط قبل أربع وعشرين ساعة، وكما هي العادة، توقفت السيارة على حاجز زعمط، وكان الحر شديداً في ذلك اليوم " التموزي" الساخن.
إعتقد أحمد بسذاجة أن الضابط الاسرائيلي على الحاجز قد ينظر الى وضعه وزوجته والطفلة تالا ابنة اليوم الواحد بشيء من الاعتبار إلاّ أن الضابط لم يكن من ذلك النوع الذي يمكن أن يتأثر بهكذا مواقف، فأمر احمد أن يعود أدراجه،،، أحمد أطاع الأوامر بكل بساطة وبدون أدنى جدال، وقفل راجعاً باتجاه سيارة التاكسي، التي لم يستطع أن يصلها بعد ذلك، فبمجرد أن استدار أحمد، كان الضابط قد أطلق عليه الرصاص وكانت رصاصة واحدة كافية لإصابة كلتا رجليه.
لقد أمضى احمد اسبوعاً في المستشفى، وسيكون خلال الشهرين القادمين شبه معاق، ولن يكون بامكانه العمل وإعالة نفسه وعائلته.
صور أحمد، وطفلته تالا بين ذراعيه، وساقيه المضمدتين موجودة الآن في ملف مع الاوراق والتقارير الأخرى.
احمد لم يبكِ في تلك الصور، وهو كذلك لم يصرخ, وهو لم يشتم الضابط على الحاجز، لأن احمد رجل الأحزان ورجل المآسي، وتعّود على الالم مثل كثيرين من أبناء شعبه، وبالنهاية ماذا سيفيده الغضب، وما نفع ذلك.
قبل أيام، تم تقديم شكوى لرئيس الأركان حول ما حدث على حاجز زعمط، ويبدو أن الشرطة العسكرية تحقق في الأمر، وقد تم التحقيق مع احمد نفسه فيما يتعلق بالحادث، والضابط الذي فتح النار = أين هو الآن ؟؟ من يعلم ؟؟ قد يكون بين القوات المخصصة للاخلاء في غزة أو جنين= مؤدب، كثير التهذيب،،، وبالتأكيد غير قاسي.
ليس غريباً أن يكون تبادل " العناق" مع بنحاس وولرشتاين هذا " العناق" الرحيم والمؤثر والذي على أثره ذرفت الدموع في كثير من البيوت!! إنه نفس وولرشتاين الذي أطلق الرصاص خلال الانتفاضة الأولى على شاب فلسطيني من قاذفي الحجارة، حيث قام وولرشتاين بايقاف سيارته، ترجل منها، وأطلق الرصاص على الولد الهارب في الظهر, وقتله نعم لقد قتل الولد.
لقد تضافرت جهود الجيش، الشرطة، الإدعاء العام وحتى المحكمة " في حينه" لإبقاء وولرشتاين حراً طليقاً وعدم سجنه، وتمت إدانته بالاعتداء, وحكم عليه "كفارة" عدة أشهر في خدمة المجتمع.
قد يكون الضابط " الذي ارتكب ما إرتبكه ضد احمد" هذه الايام يمد يده " الرحيمة" لِ دانييلا فايس - رئيسة مستوطنة أخرى - بكل نعومة ساحباً إياها من على إحدى الطرق المغلقة.
وقد يكون من الممكن أن هذا الضابط، يصطحب الآن إحدى النساء والمستوطنات والتي على وشك الولادة أو ربما أنجبت قبل يوم أويومين، ويتصرف معها بسلوك عالٍٍٍ من التمدن والرقي لكي يقدم كل مساعدة ممكنة، سوف يرافقها وطفلها،،، "الضابط" السامري الطيب على حاجز التفتيش، لن يتركها وطفلها هكذا، ولن يسمح لها بذلك، بل سيعمل على أن يتأكد وبكل تصميم وبدون تردد أن لا تنتظر ورضيعها أي لحظة تحت هذه الشمس الحارقة.
بقلم يوسي سريد
هآرتس