الرغبة في السقوط
نشر بتاريخ: 15/01/2014 ( آخر تحديث: 15/01/2014 الساعة: 19:49 )
بقلم :عبد الرحيم ابو حديد
في كل حالاتنا الحياتية كمجتمع عربي لا نستطيع أن نكمل النجاح حتى لو توفرت لدينا الإمكانيات فنصل إلى مراحل متقدمة وعند الخطوة الأخيرة نتوقف أو لا نستطيع أن نتخذ القرار المناسب ، ويأتي ذلك لثلاثة أسباب أولها العقلية المنهزمة وثانيها النفسية المتوترة وثالثها الأنانية المفرطة .
المنتخب من يصنع اللاعب وليس العكس
ويبدو أن الحال الرياضي الفلسطيني مشابه للحالة العربية العامة ففي بطولة غرب آسيا الأخيرة والتي لم تسفر عن أي جديد للمنتخب الفلسطيني طلت علينا حالات غريبة عن المنتخب ، وقبل ان أخوص في هذه الحالات أقول أن أي نجم بزغ نجمه في أي نادي سواء في فلسطين أو خارجها فهو بفضل المنتخب وهذه حقيقة يجب أن تكون راسخة فلم نعرف زياد الكرد أو صائب جندية أو لؤي حسني أو حازم المحتسب أو عبد السلام سويركي أو خلدون فهد إلا من خلال المنتخب الفلسطيني الذي دائما ما نتمنى أن يصبو لتحقيق أهدافنا في تحقيق انجاز سواء الفوز ببطولة إقليمية أو التأهل إلى كاس آسيا كون هذه الأمنيات من الممكن تحقيقها .
ما خطر ببالي كتابة هذا المقال هو أن العديد من لاعبي منتخبنا يظن أن المنتخب ليس هو من صنعه كلاعب فقبل البطولة تغيب الكثير عن المنتخب بدواعي واهية ونسوا أنهم يحملون اسم فلسطين اسم سالت من اجله انهر من الدماء ونسوا أن الآلاف من الأسرى لا يزالوا متحررين بكرامتهم خلف القضبان من اجل فلسطين ، ويبدو أنهم لا يشاهدون الآلاف من المقعدين والمعاقين لأنهم حاربوا بفدائية من اجل فلسطين ، يفوتون فرصة وطنية يحلم بها الآلاف من الرياضيين في فلسطين وفي الشتات ، يبدو أنهم لا يعرفون ما هي القيمة لكلمة لاعب منتخب
أين الفدائي؟؟؟
وما زاد الطين بلة ليس خروجنا من الدور الأول في بطولة غرب آسيا وإنما حالة غريبة لم نكن نشاهدها في السابق وهي فتور العديد من نجوم المنتخب في اللعب وخصوصا في خط الوسط والهجوم لا ادري لماذا هل اللاعب مل من المشاركة مع المنتخب ومل الذهاب إلى الرحلات كون لا جديد هناك ، أم ان ذاك اللاعب لا يريد ان يحتك خوفا من الإصابة لأنه تلقى عرضا من احد الأندية ، أم ان اللاعب يعتبر مستواه أعلى من مستوى المنتخب ، أقول بأننا شاهدنا حالة مزرية لبعض اللاعبين كنا ننتظر منهم التقدم أكثر وأكثر في أحلام منتخب يمثل شعب مضطهد ، أنا متأكد لو أنهم شاهدوا انفعالات الرياضيين وخصوصا في مباراتنا أمام قطر ، لما شاهدنا هذا الأداء الباهت من بعض اللاعبين .
وأقول هنا إن اللاعبين اللذين يظنون بان نجوميتهم ستستمر في ظل أدائهم الباهت في المنتخب فهم واهمون كثيرا ، وأنا اعتقد أن بعض النجوم فقدوا فرص احترافية بسبب أدائهم في غرب آسيا .
ومن لدبه الرغبة في السقوط فعليه ان يسقط بهدوء وليس في المهمات الرسمية
في النهاية أتوجه بطلب إلى الاتحاد والى الأندية والى المدربين والأجهزة الفنية العمل على توعية وتنمية وتطوير ثقافة لللاعبين.
وأتوجه بتحية إجلال إلى قلب الدفاع عبد اللطيف البهداري والحارس الأمين رمزي صالح ، وأقول لهم ما أروعكم.