الفاتيكان يدعو لوقف فوري غير مشروط لإطلاق النار في سوريا
نشر بتاريخ: 15/01/2014 ( آخر تحديث: 16/01/2014 الساعة: 09:05 )
القدس - معا - عُقدت يوم أمس الاثنين في الفاتيكان ورشة عمل حول موضوع "سوريا: هل يمكننا أن نبقى غير مبالين؟"، بمبادرة من الأكاديمية البابوية للعلوم، وقد افتتح الأعمال رئيس المجلس الحبري للحوار بين الأديان الكاردينال جان لوي توران.
وقد صدر عن المشاركين بيان ختامي أكد أن العنف والموت السائدين في سوريا حملا العالم كله على تجديد التفكير في فرص إحلال السلام في المنطقة.
واعتبر البيان أن المؤتمر الدولي حول السلام في سوريا، المعروف باسم مؤتمر جنيف اثنين، والمزمع عقده في الثاني والعشرين من الشهر الجاري في مدينة مونترو السويسرية سيفسح المجال أمام شعوب سوريا والمنطقة والعالم لإطلاق مسيرة جديدة ترمي إلى وضع حد لأعمال العنف وإراقة الدماء في البلد العربي والتي حصدت حتى اليوم أرواح أكثر من مائة وثلاثين ألف شخص، وألحقت دمارا فادحا في البلاد ناهيك عن التهجير.
وشدد المشاركون في ورشة العمل على ضرورة العمل معاً بتناغم وبروح من الثقة لرسم الدرب المؤدي إلى المصالحة وإعادة الإعمار. كما سطر البيان أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار كخطوة أولى في هذا الاتجاه، وهذا أمر يتّفق عليه جميع الرجال والنساء ذوي الإرادة الطيبة. ومن هذا المنطلق لا بد أن تُلقي كل الأطراف المتنازعة داخلياً السلاح كما يتعين على القوى الخارجية أن تبذل ما في وسعها لوضع حد فوري لتدفق السلاح إلى سوريا وتمويل وتغذية التصعيد في أعمال العنف والدمار.
وأكد البيان أن الوقف الفوري لإطلاق النار يصب في صالح الجميع فضلاً عن كونه يشكل الخطوة الأولى باتجاه المصالحة. ولا بد أيضاً أن يرافق وقف العمليات العدائية توزيع المساعدات الإنسانية على المحتاجين وانطلاق مشاريع إعادة الإعمار خصوصاً وأن الصراع الدائر في البلد العربي أدى إلى تهجير وتشريد ملايين المواطنين السوريين الذين يعانون من النقص في الغذاء والمياه والخدمات الصحية والكهرباء والمأوى وباقي متطلبات الحياة الأساسية.
كما شدد البيان الختامي على ضرورة توفير فرص العمل للأجيال الفتية ضمن إطار مشاريع إعادة الإعمار. ومن الأهمية بمكان أن يهدف الحوار وعملية المصالحة بين مكونات المجتمع السوري إلى تلبية الاحتياجات الأساسية للجميع مع الحفاظ على التنوع الديني والعرقي والثقافي.
كما أكد المؤتمرون أن الكرسي الرسولي ملتزم في دعم كل الجماعات الدينية في سورية بغية التوصل إلى التفاهم وإعادة بناء الثقة بعد سنوات من العنف الطائفي.
ولم يخل البيان من الإشارة إلى ارتباط الصراع الدائر في سوريا بمصالح القوى الإقليمية والدولية، لافتاً إلى أن المواطنين السوريين عاشوا جنباً إلى جنب بسلام ووئام على مدى التاريخ ولا بد أيضاً من معالجة الصراعات الإقليمية بغية ضمان سلام طويل الأمد.
فيما يتعلق بمؤتمر جنيف اثنين سطر البيان الختامي أهمية مشاركة جميع الفرقاء والقوى المتورطة في النزاع على الصعيد المحلي، الإقليمي والدولي.
كما أشاد البيان بالاتفاق الذي تم التوصل إليه مؤخراً بين طهران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي زائد ألمانيا بشأن الملف النووي الإيراني وهذا الاتفاق يبعث على الأمل في بداية مرحلة جديدة من الثقة والتعاون في المنطقة. وهذا ينطبق أيضا على محادثات السلام الإسرائيلية الفلسطينية التي استؤنفت مؤخرا برعاية أمريكية.
وختم البيان مؤكداً أن الشروط الأساسية لتحقيق سلام دائم تكمن في الوقف الفوري للعنف، بداية عملية إعادة الإعمار، الحوار بين الطوائف، والعمل على حل الصراعات الإقليمية ومشاركة جميع القوى الفاعلة الإقليمية والدولية في مؤتمر جنيف اثنين. وهذه الشروط كلها تشكل الأساس للأمن وإعادة الإعمار اللذين يبنى عليهما السلام الدائم. كما لا بد أيضاً من إيجاد أشكال جديدة لممارسة النشاط السياسي في سوريا لضمان الإصلاحات وتمثيل أوسع والأمن لمكونات المجتمع كافة.