المالكي: ما يحصل في القدس مصيري وله تأثير على مجرى السلام
نشر بتاريخ: 18/01/2014 ( آخر تحديث: 18/01/2014 الساعة: 11:11 )
مراكش - معا - قال وزير الشؤون الخارجية رياض المالكي، إن ما يحصل في مدينة القدس هو شيء مصيري وسيكون له تأثير كبير على مجرى السلام والأمن الإقليمي والدولي.
وأضاف في كلمته أمام رؤساء وفود الدول الأعضاء في لجنة القدس، بمدينة مراكش، أن هناك مسؤولية قانونية وأخلاقية تقع على المجتمع الدولي لمنع الوصول إلى نقطة اللاعودة، وهناك أيضا مسؤولية تاريخية تقع على أمتنا العربية والإسلامية.
وطالب بضرورة إيجاد إجراءات عملية تجاه الدول التي تعتدي على الوضع القانوني لمدينة القدس، بما ذلك تجرؤها على عقد لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين في المدينة.
وقال 'إن فلسطين تعرضت لعدة نكبات، وعلى الرغم من ذلك بقيت وفي القلب منها عاصمتها القدس الشريف مهد هويتنا الوطنية وقلبها النابض، أرض الحضارات ومدينة المقدسات، مستعصية على المحتلين، 'فقد قاوم شعبنا المشاريع الاستعمارية والعنصرية التي تهدف إلى طمس الهوية العربية والإسلامية في المدينة'.
وأكد المالكي 'أننا سنواصل تحمل مسؤولياتنا وسنستمر في الدفاع عن وطننا وفي العمل الدؤوب لتحقيق السلام العادل والشامل القائم على أسس وقرارات الشرعية الدولية'، مشددا على 'الحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى دعم الأخوة لمواجهة المخاطر المحدقة بالمدينة والمنطقة بأكملها'.
وأشار إلى أن المكانة الفريدة لفلسطين عامة والقدس خاصة، كأرض الرسالات السماوية وحاضنة المقدسات الإسلامية والمسيحية بما في ذلك الحرم الشريف أولى القبلتين، وثاني المسجدين، وثالث الحرمين الشريفين تجعل منها قلب النزاع وقلب السلم.
وبين أن إسرائيل صعدت مؤخرا من سياستها غير الشرعية والرامية إلى تغيير المعالم الدينية المقدسة عن طريق إلغاء هويتها الفلسطينية الإسلامية والمسيحية، من خلال النشاط الاستيطاني، وسحب بطاقات المقدسيين، وبناء الجدار، والاستيلاء على، الأراضي وتدمير البيوت، والاعتقال والإبعاد، إضافة إلى إرهاب ميلشيات المستوطنين.
وأوضح أن الفترة الماضية شهدت تصعيدا خطيرا من قبل المستوطنين بحماية جيش الاحتلال، خاصة في القدس وضواحيها، لافتا إلى أن القدس المحتلة تشهد، كذلك، هجمة متواصلة من قبل سلطات الاحتلال والمستوطنين والجماعات المتطرفة تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.
وأوضح أنه في حين تتركز الأنشطة الإسرائيلية على مدينة القدس المحتلة التي وصلت إلى درجة غير مسبوقة بل إلى درجة الحسم، لم ترق ردود فعلنا أكانت عربية أو إسلامية أو دولية للمستوى المطلوب، ولم يتم ترجمة مكانة القدس الاستثنائية إلى الدعم السياسية والمالي المتوقع.
وأشار إلى أن ما تشهده المدينة اليوم من هجوم مستمر على شعبنا وعلى هويتنا ومقدساتنا إنما هو خير دليل على نوايا إسرائيل وعدم جديتها في تحقيق السلام والاستقرار.
وقال المالكي: 'نظرا لخطورة الوضع في القدس الشريف والتهديد غير المسبوق لهويتها الفلسطينية والعربية ولمقدساتها الإسلامية والمسيحية، فإننا ندعوكم للخروج من إطارنا المحدد بالبيانات والإدانات، وأن يتم تبني خطوات عملية لتنفيذ قرارات القمة الإسلامية واجتماعات مجلس وزراء الدول الأعضاء'.
ودعا كافة الدول الأعضاء إلى الالتزام بتبني والتصويت لصالح القرارات المتعلقة بالقدس في المحافل الدولية واتخاذها إجراءات ضد الدول التي تتخلف عن ذلك، ومتابعة التصويت السلبي للدول على تلك القرارات المتعلقة بالقدس، ومطالبتها بتعديل تصويتها بما يتلاءم مع القانون والمجتمع الدولي بخصوص الوضع القانوني للمدينة.
وطالب بمقاطعة أي دولة تعترف بضم إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، ضما غير شرعي لمدينة القدس، ومقاطعة ووقف التعامل مع كافة الشركات والمؤسسات التي تتعامل بشكل مباشر وحتى غير مباشر مع منظومة الاحتلال الإسرائيلي.
كما دعا لإيجاد آليات خلاقة لدعم القدس ماليا واقتصاديا بما في ذلك دعم وتمويل الخطة الاستراتيجية لتنمية القطاعات الحيوية في القدس بأسرع ما يكون، إضافة لدعم الخطة الخمسية لوكالة بيت مال القدس، ودعوة رجال الأعمال العرب والمسلمين للمساهمة في دعم المدينة، وعمل حملات تبرع شعبية في الدول الإسلامية لصالح القدس، بهدف تعزيز صمود المواطنين والحفاظ على الهوية والإسلامية، 'وغيرها من الأفكار والآليات التي يمكن لنا أن نتعامل معها بجدية في المستقبل القريب'.
وقال: 'إننا على قناعة بأن الأمة الإسلامية والعربية لن تقبل أن تسجل على نفسها أنها سمعت نداء القدس ولم تستجب، وعلى ثقة أيضا أنكم ستستمرون في دعم القدس وستصعدون من جهودكم لحمايتها بما يتناسب مع التصعيد الإسرائيلي كحد أدنى'.
وأردف أن الإجراءات الإسرائيلية في المدينة لا تشكل انتهاكا صارخا لحقوق شعبنا فحسب، أو ازدراء القانون والإرادة الدوليين، بل تشكل تهديدا لمستقبل السلم والأمن الدوليين وتحديا لمشاعر مئات الملايين من المسلمين بكل أرجاء العالم.
وقال المالكي، مخاطبا المجتمعين، 'إن دعمكم للجهود المبذولة في مواجهة إفلات إسرائيل من العقاب وتصرفها كدولة فوق القانون، ومساندتكم السياسية والمالية للمدينة المحاصرة سيعزز من صمود أهلها، ومن حتمية خلاصها من الاحتلال ومن تمكين شعبها من تقرير مصيره وتحقيق دولته المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس الشريف'.
وأعرب المالكي عن شكره وتقديره لدور رئاسة لجنة القدس، مؤكدا تأييد فلسطين الكامل ودعمها لمشروع البيان الختامي المقدم من طرف رئاسة اللجنة.