الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

أحرار: الأسير قيصر منصور من عانين حرم من إكمال تعليمه خارج الأسر

نشر بتاريخ: 21/01/2014 ( آخر تحديث: 21/01/2014 الساعة: 11:03 )
جنين -معا - لم يكن قيصر يعلم إن رجوعه لمنزله في نهاية الأسبوع الدراسي سيكون بمثابة وداع لعائلته، فقد وجد أمامه مصير السجن والاعتقال بانتظاره..

ففي يوم ممطر وبارد، كان الأسير الطالب قيصر فتحي توفيق منصور 27 عاماً من بلدة عانين قضاء جنين، عائداً من جامعته إلى المنزل، ليقضي نهاية الأسبوع مع العائلة، لكن الاحتلال لم يمهله سوى ساعات أمضاها مع العائلة، ثم اعتقله.

ولمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، يروي أبو قيصر والد الأسير، قصة الاعتقال لنجله والتي كانت في ساعات المساء من ذات اليوم الذي وصل فيه قيصر إليهم قادماً لقضاء عطلته الأسبوعية معهم.

ويقول أبو قيصر:" جاء قيصر للمنزل في وقت متأخر من يوم الخميس بتاريخ: 28/2/2010، من جامعته فهو يأتي كل أسبوع أو أسبوعين لقضاء العطلة معنا، وبعد أن جلسنا وتناولنا طعام العشاء، أراد ولدي وكعادته الدائمة في صلة الأرحام، أن يمضي ليلته الأولى في منزل شقيقته، لكننا فوجئنا وبعد ساعات قليلة من غيابه، بشقيقته تهاتفنا وتقول بأن الاحتلال داهم منزلهم واعتقل قيصر".

ويكمل:"اعتقدنا أن هناك لبس في الموضوع أو اشتباه قوات الاحتلال بشخص آخر وانتظرنا قليلاً حتى جاءنا اتصال هاتفي يخبرنا أن قيصر تم أخذه للتحقيق، وأنه يجري استجوابه على قضايا "مخالفة" للقوانين الاسرائيلية، وظل قيصر في التحقيق لأكثر من شهرين".

وتابع "توقفت دراسة قيصر في الجامعة بعد أن كان قد تبقى له منها قرابة العام، فكان يدرس تخصص تكنولوجيا المعلومات في جامعة النجاح الوطنية وكان متفوقاً، إلا أن الأسر كان مسبباً منع مواصلته للتعليم".

ويؤكد أبو قيصر لمركز أحرار، إن الاحتلال قام بنقل ابنه ومن بعد انتهاء فترة التحقيق إلى عدة سجون، فمن مجدو إلى جلبوع فبئر السبع، وكان ذلك أمراً بالغ الصعوبة فيما يتعلق بالزيارات لوالده ووالدته والمشقة الكبيرة عليهما في رحلة التنقل من سجن لآخر، وخاصة سجن بئر السبع بعيد المسافة.

وبعد تنقلات واسعة عاشها قيصر في سجنه، حكمت سلطات الاحتلال الاسرائيلية عليه بالسجن 4 أعوام، بتهمة المشاركة في بعض الأنشطة التحريضية، وبعد أن كان قيصر وكما أكدت عائلته في حديثها ل أحرار، ينتظر انتهاء ما تبقى له من دراسة عام واحد فقط، أصبح الآن ينتظر انقضاء أعوام، مشيرة إلى إن إدارة السجن منعته من مواصلة تعليمه من داخل السجن، وهو الأمر الذي تتبعه سلطات الاحتلال مع الأسرى ويعتبر إحدى وسائلها العقابية ضد الأسرى.

وقال فؤاد الخفش مدير مركز أحرار إن الأسير منصور، إن ابنها كان قد تعرض للاعتقال أول مرة بتاريخ: 21/4/2004، وكان يبلغ من العمر 16 عاماً، وبالرغم من صغر سنه، إلا إن الاحتلال حكم عليه بالسجن مدة عامين.

أما والدة الأسير قيصر منصور، فقالت:" إن الاحتلال يستهدف شبابنا وهم في زينة عمرهم وأجمل مراحل حياتهم، ويستهدف منعهم من التعليم الذي يعلم أنه سلاح قوي بأيدي الشباب الفلسطيني في وجهه، لكنني لن أخاف على قيصر الذي أحفظه غيباً.. فقيصر شاب مثابر ونشيط ومتوكل على الله في كل أحواله، وستنقضي هذه العتمة ويعود لدراسته وحياته من جديد".