وفاة مسن في المستشفيات الإسرائيلية متأثرا باعتقال نجله على المعبر

غزة- معا - لم يكن يعلم المسن سالم محمد أبو شماس (70 عاما) أن رحلة العلاج في الخارج ستكلفه حياته بعد قيام الاحتلال الإسرائيلي بإحضار نجله محمود للتوقيع على ورقة خاصة بإجراء عملية لوالده الذي يرقد في المستشفات الإسرائيلية ليتم اعتقاله على الفور.

ويستغل الاحتلال حاجة السكان للسفر لغرض العلاج في المستشفيات في الضفة الغربية وداخل الخط الأخضر للإيقاع بهم واعتقالهم أو الضغط عليهم ومساومتهم بين التخابر لصالح أجهزتها الأمنية أو العودة للموت في غزة.

واعتقلت قوات الاحتلال الخميس محمود سالم محمد أبو شماس (34 عاما) أثناء توجهه عبر معبر بيت حانون إلى مستشفى أسوكا – تل أبيب – رامات هيخال والتي طلبت منه الحضور من أجل التوقيع على الأوراق الخاصة بإجراء العملية الجراحية لوالده المريض سالم محمد أبو شماس (70 عاما) والذي يمكث في المستشفى المذكور ويرافقه ابن شقيقته عبد القادر عيد أبو شماس (49 عاما) وعندما علم المريض سالم باعتقال نجله محمود تدهورت حالته الصحية بشكل كبير ما أدى إلى وفاته قبل يومين.

يشار إلى أن المريض سالم أبو شماس أصيب بوعكة صحية خلال شهر نوفمبر 2013 وحول إلى المستشفى العربي التخصصي في نابلس حيث قام بمرافقته ابن شقيقته ومكث بالمستشفى وأجريت له عملية قلب مفتوح ولكن حالته الصحية تدهورت بتاريخ 16 كانون الأول الماضي وعلى إثرها تم تحويله إلى مستشفى أسوكا داخل إسرائيل.

وتفرض قيودها المشددة على حركة وتنقل الفلسطينيين من قطاع غزة وإليه، ولاسيما المرضى ومرافقيهم الذين يحولون للعلاج في المستشفيات الفلسطينية في الضفة أو في المستشفيات الإسرائيلية، بحيث تحرمهم من حقهم في الوصول إلى المستشفيات، وتعتقلهم دون مراعاة لحالاتهم الإنسانية.

واستنكر مركز الميزان لحقوق الإنسان اعتقال سلطات الاحتلال المرضى أو مرافقيهم وغيرهم من الفلسطينيين الذين تدفعهم حاجاتهم الإنسانية للسفر عبر معبر بيت حانون "إيرز" ، ويرى في ذلك استمرارا لسياسة ابتزاز المرضى الفلسطينيين واستغلال معاناتهم التي تواصلها قوات الاحتلال في انتهاك خطير ومنظم لقواعد القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وحذر مركز الميزان المجتمع الدولي من مغبة تفاقم الأوضاع الإنسانية وتدهور أوضاع حقوق الإنسان بشكل متسارع بسبب استمرار الحصار الإسرائيلي، ويجدد مطالباته السابقة بضرورة العمل على إنهاء حصار قطاع غزة والعمل على ضمان إلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي باحترام قواعد القانون الدولي الإنساني في تعاملها مع السكان المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وجدد مطالبته للمجتمع الدولي بالتدخل العاجل والفعال لوقف انتهاكات إسرائيل الجسيمة والمنظمة لقواعد القانون الدولي الإنساني ومبادئ حقوق الإنسان، وتأمين الوصول الفوري للمرضى وغيرهم من سكان قطاع غزة للرعاية الصحية وغيرها من الاحتياجات الأساسية.