تحررا من الأرقام: نابلس والنصارية تحتضنان الشهيدين عميرة وسمحان

نابلس- معا - شارك مئات المواطنين، اليوم الاربعاء، بتشييع جثماني الشهيدين فتحي عميرة وعطا سمحان، اللذين انطلق موكب عسكري في تشييعهما من أمام مستشفى رفيديا بمدينة نابلس.

وكانت إسرائيل سلمت ليلة أمس جثماني الشهيدين عميرة وسمحان لذويهما بعد احتجازهما في مقابر الارقام لاكثر من 12 عاما.

وتوجهت مسيرة التشييع الأولى الى المقبرة الشرقية في مدينة نابلس ليدفن الشهيد عميرة فيها، أما المسيرة الثانية فتوجهت إلى قرية بيت حسن في بلده النصارية ليدفن جثمان الشهيد سمحان.

وقال سامر عميرة عم الشهيد فتحي لـ معا إن فتحي كان يبلغ (18 عاما) حين استشهد وهو الوحيد بين أربع بنات، واضاف في صبيحة يوم الجمعة 30 آذار 2002 طلب فتحي من والده مبلغا من النقود حتى يذهب للبحث عن عمل داخل الخط الاخضر وخرج من المنزل، وبعد ساعات معدودة فقط نفذ عملية مع صديق له اسمه مجدي خنفر على حاجز عسكري إسرائيلي بالقرب من قرية باقة الغربية اسفرت عن مقتل جندي اسرائيلي.

ويضيف عميرة لقد تفاجأ الجميع من أن فتحي كان ينتمي الى الجناح المسلح لحركة فتح كتائب شهداء الاقصى، ولكن اليوم يعود فتحي الى احضان مدينه نابلس ليدفن في المقبرة الشرقية بمشاركة اقاربه واصدقائه وجمع غفير من المواطنين بعد الافراج عن جثمانه من مقبرة الارقام الاسرائيلية.

وفي قرية بيت حسن بالقرب من النصارية الى الشمال من مدينة نابلس استعدت القرية والقرى المجاورة لاستقبال جثمان الشهيد عطا سمحان 54 عاما وهو أب لخمسة أبناء حيث كان يعمل حارسا لبيارة محمد العارف عام 2002.

ويروي عبد اللطيف اشتية ابو كايد وهو شاهد عيان على حادثة استشهاد السمحان لـ معا، قائلا كان عدد من المطاردين لقوات الاحتلال الاسرائيلي يختبئون في البيارة عندما بدأت قوات خاصة اسرائيلية بالهجوم على البيارة وبعد وقت قصيرة جاءت طائرات الاباتشي الاسرائيلي وبدأت بقصف البيارة من كافة الاتجاهات حيث استمرت لعدة ساعات وقد استشهد عطا السمحان على الفور نتجية اصابته اصابة مباشرة.

وأضاف ابو كايد ومن وقتها ترفض قوات الاحتلال الاسرائيلي تسليم جثمانه وتحتجزه في مقابر الارقام واليوم تستعد قرية أبو حسن والنصارية جمعاء لاستقبال جثمانه ودفنه في مقبرة القرية بحضور آلاف المواطنين في جنازة عسكرية مهيبة ستنطلق من نابلس الى بيت أبو حسن مسقط رأس الشهيد.