توغل في شمال القطاع بعد انسحاب من جنوبه وقصف يخلف دماراً في مدينة غزة

غزة- معا- ذكرت مصادر امنية فلسطينية ان قوات من جيش الاحتلال الاسرائيلي توغلت فجر اليوم الاحد في الاطراف الشمالية من بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.

واكدت المصادر في تصريحات صحفية ان عملية التوغل هذه التي شاركت فيها دبابات واليات وجرافات جرت وسط اطلاق نار كثيف تسبب في تضرر عدة منازل في البلدة دون وقوع اصابات.

واشارت الى ان هذا التوغل جرى بتغطية مكثفة من المروحيات القتالية الاسرائيلية التي حلقت على علو منخفض في شمال القطاع.

وكانت الطائرات الحربية الاسرائيلية قد شنت فجر الاحد ثلاث غارات على مواقع مختلفة بمدينة غزة.

وافاد مراسل "معا" في القطاع، ان الطيران الحربي الاسرائيلي شن ثلاث غارات على مواقع مختلفة في القطاع، حيث استهدفت الغارة الاولى مركزا للدراسات والابحاث يعود للجهاد الاسلامي، بينما استهدفت الغارة الثانية ورشة للحدادة بحي الشيخ رضوان، تلتها غارة ثالثة استهدفت مخازن بالقرب من ابراج الكرامة شمال مدينة غزة.

وتسببت الغارات بتدمير المواقع المستهدفة تاركة اضراراً مادية بالغة، وخلقت حالة من الفوضى والفزع والخوف لدى الاطفال الذين فاجأهم صوت القصف اثناء نومهم.

وياتي هذا القصف بعد ساعات من تنفيذ عملية "الصيف الساخن" المشتركة التي نفذتها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وكتائب شهداء الأقصى في موقع كيوسوفيم العسكري شرق محافظة خان يونس.

واعتبر مركز فلسطين للدراسات والبحوث في بيان تلقت "معا" نسخة عنه ان قصف المركز يأتي في إطار استهداف المراكز التي تساهم في إثراء الوعي الفكري الفلسطيني ما من شأنه أن يمس ويفضح جرائم الاحتلال.

يذكر ان مركز فلسطين للدراسات والبحوث الذي يديره الدكتور محمد الهندي تعرض في المرات السابقة لعمليات قصف وتدمير أتت على محتوياته.

ويهتم المركز في الأساس بالجوانب الأكاديمية والفكرية وبالقضية الفلسطينية عبر نشر الدراسات والأبحاث وإصدار الكتيبات وإقامة الندوات واللقاءات الفكرية والسياسية، كان أخر هذه الندوات اللقاء التضامني مع د.عزمي بشارة والندوة السياسية التي ضمت مختلف القيادات الفلسطينية حول الوضع الفلسطيني بعد اتفاق مكة ولقاء العلماء والدعاة حول ظاهرة الفلتان الأمني وسبل مواجهته.

من جانب آخر انهى الجيش الاسرائيلي في وقت مبكر الاحد عملية التوغل الواسعة التي نفذها في حي النهضة والاحياء المجاورة شرق مدينة رفح جنوب القطاع بعد عمليات تجريف للاراضي الزراعية واعتقالات واسعة في صفوف المواطنين.

وقالت مصادر امنية وشهود عيان ان جنود الاحتلال احتجزوا اكثر من 300 شاب فلسطيني ما بين سن السادسة عشرة والاربعين عاما قبل ان يفرجوا عن معظمهم ويعتقلوا اربعة عشر مواطنا من بينهم.

وعاش الاهالي في المنطقة ساعات من الرعب والخوف بعد ان اقتحم جنود الاحتلال منازلهم عبر تفجير ابوابها او هدم اسوارها الخارجية.

وفي اتصال مع وكالة "معا" قالت المواطنة هبة حرب ان جنود الاحتلال اقتحموا منزل أسرتها وقاموا بالاعتداء بالضرب على كل من يتواجد فيه, ثم قاموا بوضعهم جميعا في غرفة واحدة يمنع التحرك فيها.

واضافت المواطنة ان جنود الاحتلال قاموا بتفتيش المنزل المكون من ثلاث طبقات وقاموا بسرقة كميات من الذهب كما سرقوا مبلغ مالي يزيد عن الفي دولار.

واكدت المواطنة ان جنود الاحتلال قاموا بتجميع اكثر من خمسين شاباً داخل المنزل قبل نقلهم الى جهة مجهولة, مؤكدة سماعها تهديدات بعودة جنود الاحتلال الى المنطقة من جديد.

وخرج جنود الاحتلال في الساعة الواحدة من فجر اليوم بعد اربع وعشرين ساعة من عملية التوغل التي انتهت بتجريف مساحات واسعة من الاراضي الزراعية.