على هامش مؤتمر العمل الدولي: لقاء تضامني حاشد مع عمال فلسطين يحضره 550 مندوبا من مختلف البلدان
نشر بتاريخ: 10/06/2007 ( آخر تحديث: 10/06/2007 الساعة: 12:21 )
نابلس- سلفيت- معا- على هامش مؤتمر العمل الدولي المنعقد في جنيف وبدعوة من احمد محمد لقمان المدير العام لمنظمة العمل العربية عن المجموعة العربية بأطرافها الثلاثة عقد لقاء دولي تضامني أمس الأول في مبنى قصر الأمم المتحدة مع شعب وعمال فلسطين والأراضي العربية المحتلة تحت شعار من "اجل سلام عادل وشامل ودائم".
شارك فيه أكثر من 550 مندوبا يمثلون المجموعات الإقليمية المختلفة وأطراف الإنتاج الثلاثة(حكومات ، أصحاب عمل ،عمال) و ممثلي مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية وأعضاء بعثات دبلوماسية عربية وأجنبية، إضافة إلى الوفد الفلسطيني الذي يتقدمه وزير العمل الفلسطيني محمود العالول.
وافتتح اللقاء بكلمة لأحمد لقمان رحب فيها بالحضور وشكرهم على مشاركتهم في هذا اللقاء العالمي للتضامن مع عمال وشعب فلسطين والأراضي العربية المحتلة في نضالهم العادل من اجل التحرر والعيش بكرامة على أرضه ووطنه.
وأشار لقمان الى انه وقبل عدة ايام فقط صادف ذكرى مرور أربعين عاما على احتلال إسرائيل للضفة الغربية وقطاع غزة وذكرى مرور تسعة وخمسين عاما على النكبة وتشريد الشعب الفلسطيني من أرضه الى مخيمات اللجوء والمنافي ليعيشوا في ظروف إنسانية في غاية البؤس، مؤكدا "ان جريمة احتلال فلسطين وتشريد شعبها منذ ستة عقود والى الان تشكل أبشع الجرائم الإنسانية التي تمارسها العنصرية الإسرائيلية"، متسائلا عن سبب عجز الأمم المتحدة وعدم فعالياتها في تنفيذ القرارات التي تخص القضية الفلسطينية، وانهي لقمان حديثه بتوجيه الدعوة الى المجتمع الدولي لشجب ممارسات الاحتلال والعمل على تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني.
كما تحدثت في اللقاء عائشة عبد الهادي وزيرة القوى العاملة والهجرة في جمهورية مصر العربية ورئيسة المجموعة العربية مشيرة الى ان استمرار احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية والجولان لمدة أربعين عاما يشكل حالة نادرة من القبح والظلم في التاريخ الإنساني الحديث، ولا سيما ان هذا الاحتلال تسبب من خلال عدوانيته العسكرية وإجراءاته الاحتلالية الدائمة كالحصار والحواجز العسكرية في زيادة معاناة الشعب الفلسطيني مقتبسة من تقرير مكتب العمل الدولي حول أوضاع العمال في فلسطين حيث يعيش 66% من مجموع السكان تحت خط الفقر، فيما تصل نسبة البطالة الى 35%.
ودعت الوزيرة عبد الهادي منظمة العمل الدولية الى متابعة أوضاع العمال في فلسطين والأراضي المحتلة وتوفير الحماية اللازمة لتوفير شروط عمل تتناسب ومعايير المواثيق الدولية والاتفاقات الدولية ذات الصلة ودعم أطراف الإنتاج الثلاثة من خلال إعادة إحياء الصندوق الفلسطيني للاستخدام والحماية الاجتماعية.
بدوره تحدث وزير العمل الفلسطيني محمود العالول مبديا شكره على المشاركة والحضور الحاشد والذي يحمل مغزى ودلالة واضحة في دعم الشعب الفلسطيني ومساندة نضاله المشروع ضد الاحتلال، مؤكدا ان الشعب الفلسطيني شعب تواق للسلام بسبب معاناته وتشرده ولكن هذه الرغبة اصطدمت دائما بالتعنت الإسرائيلي وإنكار الحقوق الفلسطينية المشروعة وزيادة العدوانية الاحتلالية التي تسببت في تفاقم أوضاع الشعب الفلسطيني على أكثر من صعيد وبالذات قطاع العمال الذين تضرروا بشكل كبير ومباشر مما زاد من مستوى الفقر والبطالة في صفوفهم كما تشير الإحصاءات الدولية والفلسطينية.
وأوضح العالول انه وبالرغم من تشكيل حكومة الوحدة الوطنية وتبنيها برنامجا سياسيا مرنا ومنفتحا فان إسرائيل لا زالت تضغط على مختلف الأطراف الدولية والعربية لإبقاء الحصار المالي والسياسي على الشعب الفلسطيني، محذرا الأطراف الدولية والإقليمية من مخاطر القبول بالمنطق الإسرائيلي الداعي لاستمرار الحصار، باعتباره دعوة صريحة لتوليد العنف في عموم المنطقة.
وختم العالول مداخلته بمطالبة المجتمع الدولي ومؤسسات الشرعية الدولية العمل على مساندة حق الشعب الفلسطيني في الاستقلال وإنهاء الاحتلال، لأنه سبب كل الويلات وبوجوده يصعب الحديث عن تنمية شاملة ومواجهة للفقر والبطالة.
اما المدير العام لمنظمة العمل الدولية د. خوان سومافيا فقد شكر منظمة العمل العربية ومديرها العام على الدعوة لهذا الملتقى التضامني مؤكدا على أهمية التضامن مع الشعب الفلسطيني وعمال فلسطين الذين يعانون من أوضاع مأساوية لمسها هو بشكل مباشر من خلال زيارته لفلسطين وإعداده التقرير المقدم لهذه الدورة وما تضمنه هذا التقرير بان الفلسطينيين لا زالوا يناضلون للعيش بأصعب الظروف وان معدلات البطالة ارتفعت هذا العام 26% عن العام الماضي.
واكد انه مقتنع بأهمية وضرورة استمرار دعم كل الجهود الدولية الهادفة لتشغيل العمال الفلسطينيين من خلال تنشيط صندوق الدعم والحماية الاجتماعية وسعيه من خلال منظمة العمل الدولية ومن خارجها لاقناع الدول المانحة تقديم كافة أنواع الدعم للفلسطينيين كي يستطيعوا مواجهة التحديات الكبيرة التي تسبب بها الاحتلال.
واختتم د. سومافيا كلامه بأننا معكم في الكفاح ضد الاحتلال لان كرامة الفلسطينيين تتعرض يوميا لإذلال المحتل الإسرائيلي.
وألقى كلمة عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير د. سعد الفرارجي ممثل الأمين العام بجنيف والذي توجه الى الضمير العالمي الصامت تجاه معاناة الشعب الفلسطيني وما يتعرض له على يد الاحتلال الإسرائيلي مطالبا المجتمع الدولي بوقف سياسة المعايير المزدوجة وحسم مواقفه استنادا الى مبادئ الأمم المتحدة وميثاقها، وحيا صمود الشعب الفلسطيني وطالبه بتوحيد صفوفه وتصليب جبهته الداخلية حفاظا على زخم الحق الفلسطيني ومكتسباته ولإبقاء الدعم الدولي والعربي لقضيته العادلة.
وتطرق الفراجي في كلمته الى مبادرة السلام العربية التي تقدم فرصة لإحياء مسيرة السلام والانسحاب من الأراضي العربية المحتلة التي احتلت في العام 67 مؤكدا ان رفض إسرائيل لها والاستمرار في فرض سياسة الأمر الواقع بالقوة ستزيد من العنف وتبعد فرص السلام.
من جانبها أعربت اوسيرس اوفيدا نائب الأمين العام للاتحاد العالمي للنقابات عن تضامن الاتحاد مع شعب فلسطين متسائلة في الوقت ذاته عن أسباب عدم تمكن المجتمع الدولي من حل اهم قضية عادلة، مناشدة كافة القوى والاتحادات الدولية إدانة سلوك الاحتلال الإسرائيلي وممارساته التعسفية تجاه الشعب الفلسطيني.
أما خوان انطونيو فرنانديز بالاسيوس رئيس حركة عدم الانحياز وسفير دولة كوبا بجنيف فقد اكد على دعم الحركة الدائم لنضال الشعب الفلسطيني وحقه في إقامة دولته المستقلة معتبرا ان زيادة الفقر والبطالة يساهم في عدم الاستقرار في المنطقة.
وتحدث في اللقاء ايضا دانيال فينوس رئيس فريق أصحاب العمل مطالبا بدعم البرامج المعززة لصالح فلسطين وضرورة دعم الصندوق الفلسطيني للتشغيل والحماية الاجتماعية وكذلك دعم جمعيات رجال الأعمال الفلسطينية.
كما تحدث الشن ايربايوف رئيس مجموعة دول أعضاء المؤتمر الإسلامي بجنيف وعبر في كلمته عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني داعيا الى دعم صمود هذا الشعب في مواجهة سياسة الاحتلال التي تسببت في إفقاره وتدمير بناه التحتية.
بعد ذلك تحدث حسن سمونو الأمين العام لمنظمة الوحدة العمالية الإفريقية مؤكدا باسم ملايين العمال الأفارقة دعمه للشعب الفلسطيني وان العدالة لن تتحقق الا باستعادته لحقوقه الوطنية.
واستمع الحاضرون إلى كلمة كارين ثيودورسون ممثلة الاتحاد العام لعمال النرويج والتي أعربت فيها عن تضامنها ودعمها للشعب الفلسطيني ولعمال فلسطين كما طالبت الأسرة الدولية العمل على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
وتحدث في اللقاء أيضا لي مينغ وانغ ممثل الاتحاد العام لنقابات عمال عموم الصين مؤكدا تضامن الاتحاد العام والذي يضم 107 مليون عضوا مع الشعب الفلسطيني من اجل استقلاله وخلاصه من الاحتلال.
وكان أخر المتحدثين تباني رئيس منظمة أصحاب الأعمال الدولية عن قارة أسيا مؤكدا ان المنظمات التي يمثلها بما فيها منظمة أصحاب العمل في باكستان تدعم كفاح الشعب الفلسطيني المحق ضد الاحتلال مطالبا الأسرة الدولية دعم المطلب الاستقلالي للشعب الفلسطيني باعتباره الضمانة الأساسية للسلام الشامل في المنطقة.
ومن الجدير ذكره أن أعمال وفعاليات مؤتمر العمل الدولي ستستمر حتى منتصف الشهر الجاري ومن المتوقع أن يلقي الوزير محمود العالول كلمة فلسطين خلال اليومين القادمين.