جُب الذيب.. يقاوم أوكار الاستيطان بلا مخالب
نشر بتاريخ: 26/01/2014 ( آخر تحديث: 27/01/2014 الساعة: 16:04 )
بيت لحم- تقرير معا - إلى الشرق من بيت لحم وعلى بعد بضعة كيلو مترات من المدينة، يقطن 170 مواطنا أو ما يزيد، في قرية "جُبّ الذّيب" في بيوت مطوّقة بسلسلة استيطانية وثكنة عسكرية إسرائيلية، يعانون الأمرين، فلا يكفيهم شح المياه، لتفتقر منازلهم إلى الكهرباء عدا عن وعورة الطرق المؤدية إليها.
وإلى جانب التمدد الاستيطاني تشكل هذه المشاكل مجتمعة، هاجسا يضغط بشكل دائم على نفوس أبناء القرية ويجعلهم في قلق وتوتر دائمين.
وناشد أهالي القرية من خلال وكالة معا الرئيس محمود عباس والجهات المسؤولة والمعنية، التحرك من أجل إنقاذ القرية من إجراءات الاحتلال الهادفة لإحلال الاستيطان في القرية، من خلال الاستمرار بالتضييق على ابنائها ومنعهم من الحصول على التيار الكهربائي وابسط عناصر البنية التحتية.
وقال أهالي القرية إنهم لم يتركوا باب مسؤول إلا وطرقوه وكثيرة هي الوعود التي تلقوها لكن لم تجد مكانا لها على أرض الواقع، على حد تعبيرهم.
وتقول "أم ابراهيم" الوحش من أهالي القرية لـ معا "ما ذنب أطفالنا ليحرموا من مراجعة دروسهم في المساء وليشاهدوا التلفاز كباقي الاطفال، فكثيرا ما يتمنون أن يشاهدوا الرسوم المتحركة ليستفيدوا من ما فيها من معان واهداف".
|262970|
وتعد "جُب الذيب" واحدة من عدة قرى فلسطينية تقع في منطقة (C) تحت سيادة اسرائيلية كاملة، الامر الذي يعيق الى حد ما توفير كافة الخدمات والبنية التحتية المناسبة للمواطنين.
ويعتمد الاهالي في القرية بشكل أساسي على المولدات الكهربائية للحصول على الطاقة والتي لا يمتلكها الكثير من السكان؛ نظراً لتكلفتها الباهضة.
معا حاولت تسليط الضوء على معاناة أهالي جب الذيب، فطرقت باب المسؤولين لتسأل وتحصل على اجابات قد تجد في طريقها حلا يفتح نافذة أمل جديدة في وجه مواطنين صامدين، رغم فقر مقومات الحياة في أرض مهددة بالمصادرة من جانب الاحتلال.
محافظ بيت لحم الوزير عبد الفتاح حمايل أكد لـ معا أن المحافظة نجحت مؤخراً من خلال تعاونها مع شركة كهرباء القدس بتجهيز مخططات لإمداد القرية بالتيار الكهربائي، وسيتم تحويل هذه المخططات الى الادارة المدنية الاسرائيلية في "بيت أيل" للمصادقة عليها، لان العمل سيجري في منطقة مصنفة بـ (C).
وقال المحافظ إن السلطة الفلسطينية حاولت عدة مرات أن تقدم خدمات تطويرية مختلفة للقرية لكنها كانت دائما تصطدم برفض الاحتلال الذي يتذرع بحجج واهية، مضيفاً أنه جرت في السابق عدة محاولات لإمداد القرية بالتيار الكهربائي ولكن الاحتلال رفض ذلك وقام باقتلاعها.
وأقرّ حمايل أن قرية "جُب الذيب" من أكثر التجمعات السكانية في محافظة بيت لحم استهدافاً من قبل الاحتلال والاستيطان، بحكم تواجد مستوطنات ومعسكرات لجيش الاحتلال في المنطقة وتحديدا بجوار جبل "الفرديس".
وتبتلع المستوطنات الاسرائيلية أراضي القرية ما بين أراض مصادرة أقيمت عليها المستوطنات، وأراض مغلقة مجاورة للمستوطنات ابرزها "نوكديم" و"آل ديفيد"، والبؤرة الاستيطانية "حفات سيدي بار" وبالتالي وجود القرية يعد سدا منيعا وحاميا في وجه الاستيطان من مصادرة آلاف الدونمات من اراضيها.
ولفت المحافظ لـ معا أن المحافظة تمكنت من شق طريق تربط أول بيت في القرية مع المنطقة المحيطة وتم مؤخرا تعبيد هذه الطريق.
وأكد المحافظ أنه في حال اسفرت الجهود المبذولة بالنجاح في ايصال الكهرباء للقرية، فأن الخطوة اللاحقة ستكون العمل على أمداد القرية بشبكة مياه؛ لان عداد المياه الحالي يقع داخل مستوطنة مجاورة وبتالي تحت تحكم الاحتلال ومستوطنيه، ما يتسبب بقطع المياه عن القرية بشكل متكرر.
وتمنى المحافظ في نهاية حديثه أن يبقى أهالي القرية صامدون في وجه الاحتلال وان لا يرحِّلوا رغم المشاكل الجمة التي تواجههم، لأنهم يشكلون سدا منيعا في وجه التمدد الاستيطاني بالمنطقة.
وتجدر الاشارة الى أن قرية "جُبّ الذّيب" سميت بهذا الاسم نسبة إلى الجب/ الجبة وهو بئر الذئب أو كهف، وتبلغ مساحتها التقريبية حوالي 200 دونم خاضعة لملك السكان، بينما مساحتها بالتنظيم الهيكلي تبلغ 550 دونما.
وفي ظل هذا الوضع المرير الذي تحياه القرية، التي لم يكتب لها حتى الآن الالتحاق بركب التطور القائم في القرن الحادي والعشرين، ولذلك اسبابه وظروفه سواء تشكلت طوعا أو قسرا، وهنا يبقى السؤال من يتحمل المسؤولية اتجاه دعم صمود أهالي هذه القرية؟