بلدية بيت لحم توقع على اتفاقية توأمة مع اتحاد بلديات مونتي كونتيسا
نشر بتاريخ: 28/01/2014 ( آخر تحديث: 28/01/2014 الساعة: 01:40 )
بيت لحم- معا - وقعت بلدية بيت لحم يوم السبت الموافق 25/1/2014 اتفاقية توأمة تربط مدينة بيت لحم باتحاد بلديات مونتي كونتيسا التي تقع في مقاطعة كالابريا الايطالية.
وقّع الاتفاقية رئيس بلدية بيت لحم أ. فيرا بابون، وعن الجانب الإيطالي رئيس اتحاد بلديات منونتي كونتسا - التي تضم خمس بلديات في محافظة كاتانزارو وهي كورينغا وسان بيترو في مايدا وجاكورسو وكورتاليه ومايدا- ورئيس بلدية مايدا نتاليه أمانتيا.
وقد شارك في حفل توقيع اتفاقية التوأمة وفد من بلدية بيت لحم ضمّ المحامي روك روك عضو مجلس بلدية بيت لحم والدكتور فكتور بطارسة رئيس بلدية بيت لحم السابق وعقيلته، ورؤساء البلديات التي تشكل الاتحاد وهم فرانشيسكو سكالفارو عن مدينة كورتاليه وبيترو بوتاميه عن مدينة سان بيترو في مايدا وجانفرانكو دي فيتو عن مدينة جاكورسو ودومينيكو باللاريا عن مدينة كورينجا، كما حضر الاحتفال أسقف لاميتسيا تيرمي لويجي أنطونيو كاتانفورا ورئيس المجلس الاقليمي فرانشيسكو تالاريكو بالاضافة الى فناني مدينة نابولي المشهورين بصنع مغاير الميلاد الإخوة لوتشيانو وفيتشينسو كابوانو.
وقالت رئيسة بلدية بيت لحم فيرا بابون خلال الحفل أن اتحاد خمس مدن في اتفاقية التوأمة مع مدينة بيت لحم يضفي حيوية على العلاقة ويؤكد على أهميتها في الحفاظ على رسالة السلام والمحبة لأن بيت لحم مدينة عالمية وإنسانية ويجب ان تبقى كذلك رغم الحصار الذي تفرضه سلطات الاحتلال على المدينة.
كما ذكرت بأبون أن ما يجمع بين تلك المدن ومدينة بيت لحم هو غرس شجر الزيتون مشيرةً الى أن الاختلاف يكمن في أن مساحات الأراضي في منطقتهم تسمح لشجر الزيتون بالنمو والعلو والازدهار، أما في مدينة بيت لحم فقد اقتلعت سلطات الاحتلال أشجار الزيتون اليافعة اليانعة وقللت المساحات الزراعية، مانعةً شجرة الزيتون التي ترمز بشموخها وعزتها الى تاريخ نضال الشعب الفلسطيني من النمو والاثمار، مؤدياً بذلك الى تغيير معالم الثقافة في بيت لحم ومصدر شعبها النباتي نحو التنمية والازدهار.
واحتفل الوفد مع أسقف لاميتسيا تيرمي لويجي أنطونيو كاتانفورا بذكرى مرور عشر سنوات على استلامه منصب أسقف لاميتسيا تيرمي بمشاركة جوقة البابا بينيدكتوس، حيث باركت بابون للأسقف على هذه السنوات التي أمضاها في خدمة أبناء مقاطعة كالابريا وقدمت له هدية تذكارية عبارة عن مغارة الميلاد مصنوعة من الصدف والتي تعكس أصالة فن الحرفة التقليدية لمدينة بيت لحم. كما أشادت بابون بدور الشباب في بناء المستقبل، مشيرة إلى التحديات الكبيرة التي يعاني منها شباب فلسطين في ظل الاحتلال والاغلاق، مؤكدة على الدور الذي تقوم به مؤسسات مدينة بيت لحم للنهوض بواقع الحياة في بيت لحم بين صفوف الشباب وخاصة معهد ادوارد سعيد للموسيقى من خلال أوركسترا فلسطين للشباب التي تعطي من خلال الموسيقى أملاً للشباب الفلسطيني نحو مستقبل أفضل.
ومن جانبه، أعرب نتاليه عن تضامنه مع الشعب الفلسطيني، وتعهّد في هذه التوأمة، نيابة عن زملائه، على توحيد الجهود للمساعدة باستخدام كافة الوسائل والسبل الممكنة لتحقيق المثل العليا للسلام والازدهار، ثم تلى أحد بنود اتفاقية التوأمة قائلاً: "نتعهد على الالتزام الرسمي للحفاظ على علاقات طويلة الأمد بين مدننا من خلال جميع سبل تعزيزالتبادل بين مواطنينا (وخاصة بين أطفال المدارس) لتطوير شعور عميق من الأخوّة من خلال التفاهم المتبادل".
كما شكر نتاليه رئيس بلدية بيت لحم والوفد الضيف على موافقتهم ببدء علاقة صداقة وتعاون مع مدن الاتحاد، مشدداً على أن تحقيق اتفاقية التوأمة هذه يعتبر "شرف كبير" لهم، فقد كانت تلك العبارة تتكرر على لسان رؤساء البلديات الخمس، خاصة وأن قداسة البابا فرنسيس ينوي زيارة مدينة بيت لحم في شهر أيار، المدينة التي تعتبر رمزاً دينياً هاماً للعالم المسيحي.
وأكد رئيس الاتحاد بأن توقيع اتفاقية التوأمة هذه تعطي فرصة أخرى للحوار بين الشرق والغرب وخاصة بعد بناء الجدار الفاصل الذي يفصل مدينة مهد السيد المسيح عن العالم، واستذكر رسالة رئيس بلدية فلورنسيا السابق جورجيو لابيرا الذي كان أول من وقع اتفاقية توأمة مع مدينة بيت لحم عام 1962 بهدف أن يأخذ الحوار والتفاهم بين الشعوب مكاناً بدلاً من السلاح والعنف.
كما نصت أتفاقية التوأمة على مواصلة التقدم والتنمية والرفاه لكلا الشعبين، باتحاد الطرفين في الرغبة المتبادلة للعيش معاً؛ وبالاضافة الى انماء مجتمعيهما من الناحية الروحية والمادية، وتعزيز علاقاتهما على أساس الرغبة المشتركة بالسلام والصداقة والازدهار، وتعزيز جميع أنواع العلاقات الاجتماعية، وتحديد الأنشطة التي ستكون ضرورية وخاصة النشاطات الاجتماعية والثقافية، والاقتصادية والرياضة والسياحة. كما اتفق الطرفان على العمل على الأنشطة الثقافية، مثل تنظيم المؤتمرات حول القضايا التي تعتبر ذات اهتمام مشترك للطرفين، وتبادل أي نوع من المنشورات، وتنظيم لقاءات بين الشباب والعائلات، واقامة معارض للأعمال الفنية، وتنظيم مبادرات لها علاقة بتقاليد المجتمعين، واقامة مشاريع تعليمية وبحوث تربوية ثقافية تاريخية لتعميق التفاهم المتبادل بين الشعبين؛ أما في المجال الاقتصادي فاتفقا على تطوير الإجراءات التالية: اجتماعات الجمعيات المهنية والنقابات ومشاركة السوق المحلي في المعارض والأسواق التجارية، والكشف عن أنواع المنتجات، وتطوير الاجراءات بخصوص المعلومات عن الأنشطةالصناعية والحرف والمهن ذات الاهتمام المشترك.
دخلت اتفاقية التوأمة بين مدينة بيت لحم واتحاد بلديات مونتي كونتيسا حيز التنفيذ من تاريخ توقيعها ولمدة خمس سنوات. وفي نهاية الحفل تبادل الطرفان الهدايا التذكارية.
ومن جهة أخرى، اختتمت رئيس بلدية بيت لحم أ. فيرا بابون معرض مغاير الميلاد الدولي الذي أقيم في محافظة كاتانزارو ،والذي يعرض نماذج لمغارة الميلاد من عدة دول ومدن حول العاءلم، حيث كان لمدينة بيت لحم دور أساسي به من خلال مشاركة مشغلي زخريا زخريا وجميل حوش فيه الذين أظهروا فيه براعة الفن التلحمي في صنع مغاير الميلاد من خشب الزيتون.