شعفاط- اللاجئون في المخيمات يدفعون ثمن التعنت
نشر بتاريخ: 30/01/2014 ( آخر تحديث: 30/01/2014 الساعة: 16:10 )
القدس- تقرير معا - مدارس مغلقة ومراكز صحية تعمل بأدنى طاقتها وأكوام النفايات التي تزكم رائحتها الكريهة الأنوف هو حال مخيم شعفاط بعد مرور حوالي شهرين على اضراب العاملين في وكالة الغوث.
ويوم بعد آخر تتفاقم مشكلة المخيم ويعيش أهله كارثة صحية وتعليمية وبيئية، دون وجود افق لحل المشكلة القائمة بين العاملين في الوكالة وادارتها التي لم تولِ قضية معاناتهم ومعاناة أهالي المخيم الاهتمام اللازم.
مدير مركز الطفل الفلسطيني في مخيم شعفاط عمر سرحان تحدث عن الآثار السلبية التي أثرت على سكان المخيم منذ بدء الاضراب، حيث قال أن تراكم النفايات على المدخل الرئيسي لمخيم شعفاط وبين البيوت وفي الشوارع ينذر بكارثة بيئية، كما ان حرق النفايات لساعات طويلة يؤدي إلى إنتشار الدخان والغازات السامة.
|263487|
وأضاف :"يعاني سكان المخيم أيضاً من إغلاق عيادة الوكالة، وخاصة كبار السن الذين يعانون من أمراض مزمنة ويعتمدون على الأدوية الشهرية، والأطفال الذين يحتاجون لفحوصات مستمرة وجرعات".
وفي الشأن التعليمي قال سرحان :"لقد ضاع مستقبل الطلاب التعليمي بسبب إغلاق مدارسهم، وما تعلموه في بداية السنة تبخر، كما ان الفراغ يؤدي الى نزولهم الى الشوارع ونشوب المشاكل بينهم، اضافة الى العبث في ممتلكات مؤسسات المخيم ومراكزه".
|263488|
وأكد سرحان أن حالة مخيم شعفاط مزرية للغاية، وطالب وكالة الغوث وإتحاد العاملين العرب بالوكالة بفك الاضراب وفتح المدارس والعيادات الطبية وإعادة الخدمات، أو القيام بحل مشكلة الاضراب من جذورها.
من جهته أوضح رئيس مجلس أولياء أمور المجمع التعليمي في مخيم شعفاط شاهر علقم أن استمرار الاضراب منذ 57 يوما وإغلاق المدارس أدى إلى ضياع السنة التعليمية لمئات الطلاب.
|263489|
وأشار علقم أن المجمع التعليمي في مخيم شعفاط يضم حوالي 2200 طالب وطالبة، وهم محرومون من التعليم واغلبهم في البيوت والشارع، حتى أن بعضهم توجه لسوق العمل، وهذا الاغلاق يشكل كارثة للوضع التعليمي في المخيم.
وحمل علقم ادارة وكالة الغوث المسؤولية وقال أنها غير متعاونة نهائيا حيال شلل خدماتها وإغلاق مؤسساتها الصحية والتعليمية، وأضاف :"في ظل هذه الأزمة تعاونت مؤسسات مخيم شعفاط من أجل إستيعاب طالبات مدارس وكالة الغوث بالمرحلة الابتدائية منها صفوف الأول والثاني والثالث الابتدائي بنات وأولاد في مدرسة المسيرة الثانوية للبنات حيث يتلقون 4 حصص للمواد الأساسية، وطالبات صفي التاسع والعاشر فيتعلمون في مدرسة الرازي.
|263490|
ودعا علقم الى إنهاء الاضراب فورا لأن إستمراره يفاقم معاناة أهالي المخيم وطلاب المدارس والمرضى ويدهور وضعهم التعليمي والصحي وبشكل خاص البيئي، مع انتشار الروائح الكريهة والحشرات والزواحف والأمراض.
وطالب علقم أهالي مخيم شعفاط أن يتعاونوا مع بعضهم وتحمل مسؤوليتهم تجاه ما يحدث جراء الاضراب وتوقف خدمات وكالة الغوث، والتوجه لإدارة الوكالة للمطالبة بعودة خدماتها للمخيم، كما طالب سكان المخيم بالاعتماد على أنفسهم وعدم الاتكالية، في التخلص من النفايات للحيلولة دون تراكمها بالشوارع وأمام منازلهم، والحفاظ على الشوارع نظيفة.
وفي سياق التخفيف من آثار الاضراب على المسيرة التعليمية أطلق المركز النسوي في مخيم شعفاط مؤخراً وبالتعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي في المخيم مبادرة تعليمية في إطار مشروع " تحسين البيئة التعليمية والمجتمعية لأطفال مخيم شعفاط" بتمويل من منحة الصندوق العربي عبر مؤسسة التعاون، وذلك لتعويض طلبة المخيم في المواد الأساسية جراء إستمرار الإضراب.
وأوضح قسم العلاقات العامة والإعلام في المركز بأن هذه المبادرة جاءت بعد التشاور بين المركز النسوي ومؤسسات المجتمع المحلي ومجلس أولياء أمور الطلبة في المخيم وجاءت من منطلق المسؤولية المجتمعية التي يضعها المركز على سلم الأولويات في محاولة لإنقاذ الطلبة من تراكم المواد الدراسية وخاصة المواد الأساسية (اللغة العربية، اللغة الإنجليزية، مادة الرياضيات)، كون هذه المواد أساسية في الدراسة خاصة في المراحل الإبتدائية والأساسية والإعدادية.
وأضاف قسم العلاقات العامة " بأنه تم التعاون مديرية تربية وتعليم القدس الشريف – الأوقاف العامة لإستخدام الغرف الصفية التابعة لمدرسة بنات المسيرة الثانوية في ظل عطلة منتصف العام الدراسي من أجل إنتظام طلبة مدارس وكالة الغوث من كلا الجنسين.
وتأتي هذه المبادرة إنسجاماً مع أهداف وأنشطة مشروع " تحسين البيئة التعليمية والمجتمعية لأطفال مخيم شعفاط) والذي ينفذه المركز بتمويل من الصندوق العربي للإنماء عبر مؤسسة التعاون في محاولة لمساعدة الطلبة في المخيم وتقديم دروس تقوية لهم في المواد الأساسية.