الجمعة: 27/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

محطات من دورينا

نشر بتاريخ: 30/01/2014 ( آخر تحديث: 30/01/2014 الساعة: 18:30 )
محطات من دورينا
بقلم :صادق الخضور
دورينا يتواصل، والأسبوع الأول من إياب المحترفين كان مثيرا جدا، ونتائج مباريات الأسبوع الثاني ستكون حاسمة جدا جدا في تحديد معالم القمة رغم أن الفريقين صاحبي الترتيب الثاني والثالث لن يلعبا، وستكون مباراة بلاطة وهلال القدس قمة مباريات الأسبوع، دون التقليل من أهمية المباريات الأخرى.

الغزلان.. لطموح فلسطين عنوان
هي فرصة مواتية لتفرض فلسطين من خلال أنديتها تواجدها على خريطة كرة القدم على مستوى القارة الآسيوية، فاستضافة الغزلان لفريق أولاي أوش القرغيزي على ملعب دورا حافلة بالدلالات، ومجرد الاستضافة فاتحة لعهد جديد في الرياضة الفلسطينية، وثمرة من ثمرات الاحتراف الذي يبادر الكثير لذكر مثالبه دون التعريج على مناقبه.
الغزلان يحملون آمال جماهير فلسطين قاطبة، وكم كانت وقفة جماهير العميد والفرسان والجدعان والنسور وغيرها من الفرق دلالة على أن التنافس على الجبهة المحلية لا يلغي التآلف متى ما تم طلب الأمر إسنادا.
كل التوفيق للغزلان في المباراة التي نأمل أن تكون جواز مرور للمشاركة في دوري المجموعات، والأمل بأن يقدّم لاعبو الغزلان مردودا يعكس مدى ما وصلت إليه الكرة الفلسطينية من تقدّم، والرهان على رفاق الماهر أحمد وغانم لعمل اللازم، والظفر بالنتيجة وصولا إلى مواجهات مع فرق عربية عريقة من الأردن والبحرين ومن دول آسيا.
نعم، هناك في ملعب دورا ستكون للجماهير وقفة تؤكد أن الجميع خلف الغزلان، وأن الإبداع الفلسطيني سيكون على المدرجات وفي الميدان، وستكون قدرة فلسطين على استضافة هذا النوع من المباريات على المحك.
بالتوفيق للغزلان في هذا الأوان، فنجاحهم سيكون لطموح فلسطين أبهى عنوان، وسيحمل في ثناياه رسائل بأن نهضتنا الكروية باتت متكاملة الأركان.
للغزلان نقول: سيروا وعين الله ترعاكم، وأعلنوها من قلب دورا وقدمّوا الدليلا: بأنا نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلا.
ومع انتظار الإنجاز... يبقى الأمل بأن تزحف الجماهير من كل الأندية الفلسطينية لتهتف بصوت واحد، ولتعلن أننا طامحون بغد واعد، وحين يتطلب الأمر فأندية فلسطين على قلب ناد واحد.
بالتوفيق لأبناء الغزلان، والطموح بأن يكون الأحد موعدا على بداية التأريخ لفصل جديد من فصول كرة القدم الفلسطينية، ولتكن مساندة الأندية كلها للغزلان بداية لصفحة جديدة من صفحات الوئام.
الأحد.... ليس كأي أحد، ففيه يبلغ الطموح حد المدّ، ويتجاوز أي حد.... هو أوان الإنجاز والجد.... فليكتب أبناء فلسطين فيه عناوين القدرة على التميّز والإبداع.
ومع قرب الموعد .. يتواصل التحضير والعمل، وفي حضرة الطموح لا حضور للكلل... وبالتوفيق للغزلان.

أبو ديس... والاستفاقة
الأداء والجاهزية والتكامل والروح ..عناصر أربعة تسهم في صنع توليفة الفوز، ورغم أهميتها جميعا إلا أنه يبقى للروح نصيب الأسد من العناصر الكفيلة بتحفيز الكامن من قدرات.
الروح تعني الغيرة على اسم المؤسسة، والانتصار لتاريخها، وتحسّس آهات جماهيرها، وهذا ما كان، فقد استعاد أبناء أبو ديس الروح، ونجحوا في جولتين من عمر إياب ثانية الوسط في استعادة القدرة على مقارعة الكبار.
في البداية فوز سباعي الأبعاد ..ثم تفوّق على سلوان العريق المجهّز خير إعداد... والخلاصة عودة الأمل للبقاء ووضع حد لمزالق التراجع في آخر السنوات.
وكنت سابقا كتبت بأننا" لم نعد نرى النادي غير عبر حافلة تجوب الشوارع بين أبو ديس ورام الله"، لكن أبناء النادي عادوا للالتفاف حول ناديهم، فعودة الهداف رأفت ربيع للنادي الأم تؤكد أن القيم لا زالت ماثلة في نفوس الكثير من اللاعبين ممن صانوا العهود وفضلّوها على العقود.
عودة أبو ديس- ونأمل أن تتواصل-ستكون درسا يدرّس، فاستعادة الروح لمن يبحث عنها ليست مستحيلة، والتراجع أحيانا مقبول شريطة ألا يطول.

أسبوع استثنائي
تتواصل نجاحات اللواء الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ورئيس الجنة الأولمبية في بناء العلاقات وتمتينها مع الأشقاء والأصدقاء، بعد أن شهد هذا الأسبوع اتفاقيات تعاون مع الاتحاد العماني تتويجا لزيارة سابقة قام بها رئيس الاتحاد العماني لفلسطين، كما تضمن محادثات بناءّة مع ممثلي الأسرة الرياضية الإيرانية.
إن من الأهمية بمكان التذكير بأن تقييم عمل الاتحاد لا يقتصر- بل ويجب ألا يقتصر- على نشاط هنا أو هناك أو مباراة كرة قدم، فالإنجازات التي تتحقق بما تؤسسه من آفاق لعمل بعيد المدى تشير إلى أن العمل يتم وفق خطة مدروسة.
وتتزامن هذه الاتفاقيات مع استضافة فلسطين لفريق آسيوي لأول مرة تحضيرا لدور المجموعات، وحضور خبير تحكيمي عددا من المباريات لتقييم الحكام الفلسطينيين، والإعلان لأول مرة بشكل متكامل عن الأجهزة الفنية للمنتخبات، وتواصل الدوري في كل الدرجات، علاوة على سير مباريات الكأس بوتيرة منتظمة هنا وفي غزة، وقطع شوط لا يستهان به في دوري الفئات العمرية.
باختصار: الإنجازات تتواصل، والمطلوب البناء على ما تحقق، واستثمار كل فرصة حالية للبناء عليها مستقبلا.

نجمان يستحقان الإشادة
الأول: رمّانة الوسط، وضابط الإيقاع في وسط العميد إبراهيم السويركي الذي يؤكد أنه كلما تقدّم في العمر نجح في تقديم خبرته في قالب إبداعي ممتع، وأداء اللاعب في آخر مباريات يؤكد أنه لاعب من طينة الكبار، وبموضوعية دون مبالغة يمكن اعتباره حاليا من أفضل لاعبي الوسط في فلسطين إن لم يكن أفضلهم على الإطلاق بمعية اللاعب روبرتو كاتلون، وها هو أبو وسيم يواصل حضوره الوسيم في رحاب دورينا.
وثانيهما: فدائي ومقاتل ومهاري وسريع، وهو لاعب المكبر صالح عسلية، فتحركاته السريعة وانطلاقاته كانت سببا من أسباب حفاظ المكبر على توازنه رغم صعوبة بعض المواجهات، وفي المباراة الأخيرة لفريقه في الدوري روض الكرة بالقدم اليسرى وسجّل هدفا باليمين، وصنع هدفين ليؤكد أن المكبر ليس فقط بمن حضر بل وبمن تفانى في الملعب، وهو لاعب تقدّم في السن لكنه يؤكد أن وجود الحافز كفيل بجلب اللياقة.
لاعبان كبيران ..مظلومان إعلاميا، وكل التوفيق لهما.