الجمعة: 11/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

تقرير سنوي حول حالة التسامح في أراضي السلطة الفلسطينية 2013

نشر بتاريخ: 01/02/2014 ( آخر تحديث: 01/02/2014 الساعة: 02:32 )
رام الله- معا - أصدر مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان التقرير السنوي حول حالة التسامح في أراضي السلطة الفلسطينية للعام 2013.

وأوضح التقرير أنه خلال العام المنصرم، شهدت أراضي السلطة الفلسطينية العديد من الأحداث، منها استمرار حالة الانقسام السياسي والجغرافي بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ورغم توقيع اتفاق المصالحة في بداية شهر أيار 2011، إلا أن الأمور لا تزال على حالها رغم مرور عامين على توقيع اتفاق المصالحة في القاهرة، مما يؤشر على أن الثقافة السياسية السائدة هي ثقافة إقصاء للآخر السياسي في ظل عدم القدرة على تنظيم وإدارة الخلافات من اجل الحفاظ على السلم الأهلي وترسيخ مبادئ التسامح وقبول الآخر داخل المجتمع الفلسطيني الواحد.

وخلال هذه الفترة استمرت حالة الصراع الإعلامي بين حركتي فتح وحماس بشكل رئيسي، وكانت كل واحدة تترصد أفعال الأخرى في سبيل توظيف هذا الفعل للنيل منها سياسيا، وعادة ما يتم ربط الأحداث الداخلية بالاحتلال والتدليل على أن هذا الطرف قام بهذه الفعلة من اجل خدمة الاحتلال وليس في سبيل المصلحة الوطنية الفلسطينية، وهذا يدلل على أن اللا تسامح مع الآخر المختلف داخل المجتمع الفلسطيني أصبح بشكل أو بآخر يطغى على الاحتلال وممارساته.

كما رصد التقرير تحسن ملحوظ في العلاقة بين اصحاب المعتقدات الدينية المختلفة في فلسطين على الرغم من بعض الحالات التي كانت تثير التعصب بين هذه الفئات مثل الفتوى التي اصدرها احد رجال الدين المسلمين بتحريم معايدة المسيحيين في اعيادهم. الا ان مثل ذلك بقي حالة معزولة في ظل جو عام من التعايش الايجابي.

كذلك تحدث التقرير عن استمرار بعض الظواهر السلبية سواء من قبل السلطات في فلسطين مثل تنفيذ بعض احكام الاعدام، او من قبل المجتمع مثل جرائم الشرف.

وأكد على أن تحقيق التسامح يتطلب توسيع هوامش الحريات العامة، وفي مقدمتها الحق في المعتقد، دينياً كان أو غيره، والحق في الرأي والتعبير عنه، والحق في التنظيم النقابي والتجمع السلمي والتعددية السياسية؛ لذا لا بد من ترجمة ذلك على المستوى القانوني والتشريعي.

والعمل على إعادة النظر بعمليات التنشئة الاجتماعية، وتبني برامج تنمي ثقافة التسامح داخل الأسرة أولاً، والمدرسة والجامعة ثانياً.

وشدد على أنه، ومن دون تعديل جوهري في النظام التعليمي، وبخاصة في المراحل الأساسية، لا يمكن تحقيق التوصية السابقة، مع التأكيد على تنمية ثقافة التسامح لدى الطلبة، وتطوير مناهج الدراسة وطرائق التدريس، بما يتناسب وتحقيق هذه الأهداف.

من الجدير بالذكر أن المركز يصدر بشكل دوري كل ستة أشهر تقرير لرصد حالة التسامح في أراضي السلطة الفلسطينية ، وتصدر هذه التقارير باستقلاليه تامة وحيادية في رصد واستيفاء المعلومات، حيث أن مرجعيته في ذلك المواثيق والمعاهدات والإعلانات الدولية لحقوق الإنسان.