السوسو.. دفع حياته مقابل ألف شيكل لم يستلمها
نشر بتاريخ: 02/02/2014 ( آخر تحديث: 02/02/2014 الساعة: 15:19 )
غزة- معا - "اليوم آخر يوم عمل لي في الانفاق،، فانا اريد ان اتفرغ للدراسة يا والدي" هذه كانت اخر كلمات الشاب صبحي صفوت السوسو "20 عاما" لوالده لكن الموت كان أسرع من قراره، فالسوسو سقط في حفرة يبلغ عمقها ثلاثين مترا ولفظ بداخلها أنفاسه الأخيرة في نفق على الحدود المصرية الفلسطينية.
ويقول الوالد ابو احمد لـ معا صلينا الفجر سويا قرب منزلنا في مخيم المغازي وسط قطاع غزة وقبل ان يذهب للعمل في الانفاق المنتشرة على طول الحدود مع مصر ابلغني انه سيترك العمل ليتفرغ للدارسة فأبديت الموافقة مباشرة إلا انه لم يعد حتى هذه اللحظة"مبينا انه جثته ترقد في مشفى الشفاء في مدينة غزة.
واكد والده أبو احمد ان ظروفهم الاقتصادية الصعبة دفعت ابنه للعمل في الانفاق قبل عشرين يوما خلال الاجازة الفصلية للمدارس مبينا ان صبحي كان يعيل اسرة مكونة من تسعة افراد باجرة يومية قدرها خمسون شيكلا.
وقال ابو احمد: "لا يوجد ما نأكله والوضع مأساوي خاصة اني لا اعمل بسبب توقف دخول الاسمنت" مضيفا انه تقاضى خلال العشرين يوما 200 شيكل فقط بسبب المماطلة في دفع الاجرة دون ان يتلقي الباقي الذي لا يزيد عن 800 شكيل.
وبين ابو احمد ان الوضع المأساوي لكثير من الاسر جعلتها تلجأ الى ارسال ابنائها للعمل في الانفاق رغم خطورتها مؤكدا ان هذه ظروف كل الشعب الفلسطيني داعيا الى توفير فرص عمل تمكن المواطن من كسب قوت رزقه بدل من المخاطرة بحياته وتدمير جيل من الشباب.
وتابع:"لا يمكن ان نلوم فئة معينة بتدميرنا فالطبقة العاملة لدينا مهمشة وحقها مهضوم واذا لم نعمل فسنموت من الجوع حتما".
وقضى نحو مئتين وستين شابا خلال عدة سنوات اثناء عملهم في الانفاق على الحدود مع مصر في حوادث مماثلة.