مشادة كلامية بين عريقات وليفني في المانيا
نشر بتاريخ: 02/02/2014 ( آخر تحديث: 02/02/2014 الساعة: 18:54 )
رام الله - معا - اشتبك رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير، صائب عريقات كلاميا مع تسيبي ليفني في ندوة حول السلام في الشرق الأوسط، في إطار منتدى ميونيخ للأمن في ألمانيا، بمشاركة المبعوث الأميركي للسلام مارتين انديك، ومبعوث اللجنة الرباعية توني بلير، عندما اعتبرت ليفني أن الضفة الغربية هي "يهودا والسامرة" وطالبت بأن يتوقف الفلسطينيون عن تسمية يافا وحيفا بأسمائها العربية وأن يتوقف اللاجئون الفلسطينيون عن الحلم بالعودة إليها.
ووجه د. عريقات انتقادات حادة إلى السياسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية. وقال "إن إسرائيل دولة قوية لديها 3 آلاف دبابة وألفي طائرة حربية وأسلحة نووية ودعم كامل في الكونجرس ومجلس الشيوخ الأميركيين، وبالتالي ما هي فرصي وهل هناك عدل، ولكن أمام إسرائيل 3 خيارات، وهي الخيار الذي أطرحه وهو حل الدولتين.
وتابع عريقات: أما الخيار الثاني فهو إذا ما أراد الإسرائيليون أن يطلقوا على مدينتي أريحا اسم (يريحو) وعلى القدس(يروشلايم) وعلى نابلس (شخيم) فعندها سيكون الحل هو دولة واحدة.
وأضاف: أما الثالث على الأرض اليوم في العام 2014 أن هناك شوارع في الضفة الغربية لا يمكنني أن استخدمها كفلسطيني، والآن فإن كلمة الأمن تبرر نظام الفصل العنصري (الابرتهايد) الموجود في الضفة الغربية.
فردت ليفني على عريقات بلهجة حادة "يقول صائب إنه إذا ما أردت أن تسمي أريحا، مدينته، بـ(يريحو) وهو الاسم اليهودي لهذا المكان، فإن بإمكانكم ذلك ولكنها ستكون دولة واحدة، حسنا إنها ليست مسألة سرد تاريخي، إن هذه المناطق في الضفة الغربية التي نسميها يهودا والسامرة هي جزء من تاريخنا ولن نقنعكم بهذا الأمر بنفس الطريقة التي لن تقنعونا بسردكم التاريخي".
وأضافت ليفني" إنها ليست مسألة أي السردين التاريخيين أكثر عدلا ومن هو أكثر حقا بالأرض كلها وإنما تتعلق بإمكانية الإبقاء على بعض الأحلام بأن تكون هناك دولتين لشعبين، وعندما يحدث هذا الأمر. صائب، رجاء عدم تسمية مواقع في داخل إسرائيل مثل يافا وحيفا وأماكن أخرى بأسماء عربية، حسنا يمكنكم أن تسموها بأسماء عربية ولكن لا تقولوا للاجئين الذين ينتظرون في لبنان وأماكن أخرى، ومعهم مفتاح منزل، العيش في هذه المناطق لأن هذا ضد مبدأ دولتين لشعبين، لسنوات طويلة كان الفلسطينيون يقولون دولتين لشعبين لأن حقيقة وجود إسرائيل منحتهم الشرعية لطلب الشرعية من العالم بأن تكون لهم دولتهم".
وأثارت ردود ليفني غضب د. عريقات الذي توجه إلى ليفني بالقول" تتحدثين عن سرد تاريخي؟ نعم إنه سر تاريخي، أنا ابن أريحا، عمري 10 آلاف سنة، لقد احتفلت العام الماضي بعيد ميلاد مدينتي، أنا الأبن الفخور للكنعانيين وقد كنت قبل 5 آلاف و500 سنة من قدوم يهوشع بن نون الذي أحرق مدينة أريحا، لن أغير تاريخي".
وأضاف د. عريقات وعندما تقولين لي اقبل إسرائيل كدولة يهودية فهذا يعني أنك تطلبين مني أن أغير تاريخي، إن أمامك خيارين، فإما أن تذهبي إلى الأمم المتحدة لتغير اسم دولتك أو أن تقبلي اعترافي باسمك المسجل في الأمم المتحدة، إن الدول تذهب وتسجل اسمها وتاريخ ميلادها في الأمم المتحدة وهناك دول غيرت أسماءها ولكنني لن أغير تاريخي، إن اليهودية بالنسبة لي ليست تهديدا وإنما هي دين مثل الإسلام والمسيحية وأنا اعترف بحق إسرائيل بالوجود في أمن وسلام، ولذا توقفوا عن مطالبتي (الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية)، إن المسلمين والمسيحيين فخورون بتاريخهم وأنا لن أغير تاريخي".
ورفض د. عريقات تنصل ليفني من مسؤولية إسرائيل عن معاناة اللاجئين الفلسطينيين. وقال "لم يصبح اللاجئون الفلسطينيين لاجئين بسبب بركان أو تسونامي أو هزة أرضية، لقد أصبحوا لاجئين لسبب سياسي، ولذلك قفوا على أرجلكم وخاطبوهم وقولوا لهم واعتذروا لهم عن معاناتهم، إن لهؤلاء الناس الحق الكامل باتخاذ القرار بموجب قرارات الأمم المتحدة ونحن نحاول الوصول عبر المفاوضات لحل عادل بموجب مبادرة السلام العربية، ولكن لا تحاولوا أن تملوا علينا هذا وذاك".