الأربعاء: 22/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

هل رفع كيري المطرقة فوق رأس إسرائيل؟

نشر بتاريخ: 02/02/2014 ( آخر تحديث: 04/02/2014 الساعة: 09:32 )
هل رفع كيري المطرقة فوق رأس إسرائيل؟
بيت لحم - معا - بعد أسبوعين أو ربما اقل سيبلغ الأمريكان الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بأنه لم يبق متسعا من الوقت للمناورة وان زمان المواقف المرتدة والمرتجفة قد انتهى وأنهم " الأمريكان " هم من سيحدد من ألان فصاعدا أسس المفاوضات وسيطرحون على الطرفين مبادئ الحل النهائي التي يرونها وسيقولون لهم"اقبلوها أو ارفضوها " Take it or leave it. " فلا مجال للنقاش حسب تعبير معد الأخبار الدولية في القناة العاشرة الإسرائيلية" نداف ايل" الذي نشر اليوم " الأحد " مثالات في صحيفة "معاريف تحت عنوان "كيري اخرج المطرقة ".

لن يرغب أي طرف بان يكون المتهم بفشل المفاوضات ولن يرغبوا في سماع السؤال الكبير من فم المسئولين الأمريكان والقائل حسنا ماذا تقترحون وتعرضون علينا؟ لذلك سيعمل الطرفان في رام الله وتل أبيب على اخذ ما هو جيد بالنسبة لهم والتحفظ على بقية بنود المقترح الأمريكي ففي إسرائيل سيأخذون الترتيبات الأمنية والاعتراف بيهودية الدولة فيما سيأخذ الفلسطينيون من المقترح الأمريكي دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس وفعليا سيرغب قادة الطرفين في تكرار سيناريو خارطة الطريق تسليم الإدارة الأمريكية رسائل ردا على رسالتها وفقا لقاعدة " نعم ولكن " مع التشديد على كلمة " لكن" وهذا تكتيك قديم جدا . أضاف الصحفي الإسرائيلي .

لكن الطرفان سيحصدان خيبة الأمل نتيجة تكتيكهم القديم لان الأمريكان لا ينوون قبول هذا الاحتمال وسيطلبون من نتنياهو وأبو مازن قبول اتفاق الإطار دون نقاش صحيح بأنه سيسمح لهما بالقول "ان لديهم بعض التحفظات الجوهرية لكن دون أن يخوضوا في تفاصيل تحفظاتهم ما قد يؤدي إلى تفريغ الوثيقة الأمريكية من محتواها وسيبلغ الطرف الأمريكي الطرفان بقوة ووضوح تحفظاتكم عبروا عنها داخل الغرف المغلقة فقط لكن الوثيقة عليكم قبولها فورا".

من المناسب ان نوضح الوثيقة لن يتم طرحها كوثيقة أمريكية بل سيتم عرضها وطرحها على شكل تفاهمات وما اتفق عليه الطرفان وان الوزير" كيري" لم يكن سوى وسيط لان واشنطن تدرك بأنه إذا ما نظر للوثيقة كـ "رؤيا أمريكية " فلن تكون له أي أهمية أو تأثير لذلك يتوقع أن يلقي وزير الخارجية الأمريكية "جون كيري" قريبا خطابا موجها للإسرائيليين يطرح عليهم هذه المواقف وبكلمة أخرى يمكن القول بان العوارض الخشبية في مكانها وتم تثبيتها بالمسامير وتم تجهيز وتحضير "الكورس "وان اللعبة قد انتهت على الأقل في المجال الإعلامي والدعائي ربما لا ينتج عن كل هذه الحفلة اتفاقا للسلام لكن الأكيد بأنها ستنتج أزمة ائتلافية في حكومة نتنياهو .

لقد تحدث " كيري" يوم أمس عن وهم الأمن والرخاء الاقتصادي الإسرائيلي وعن المقاطعة التي تهدد إسرائيل وهذه لم تكن تصريحات وأقوال فارغة بل هي سياسة حيث وصلت الولايات المتحدة وأوروبا إلى نتيجة مفادها بأنها باتت تعرف جيدا كيف تمارس الضغوط الفعالة على إسرائيل التي حققت بفعل نجاحها على مدى السنوات الثلاثين الماضية بمعجزة اقتصادية لكن إسرائيل ومعجزتها الاقتصادية مرتبطة في زمن العولمة بالعلاقات الإسرائيلية الغربية المتبادلة كما يوجد لكل نجاح بما في ذلك النجاح الإسرائيلي نقاط ضعفه " فمن يعطي يمكنه أيضا أن يأخذ " لذلك فان النجاح الإسرائيلي بركة وخير عظيم وفي ذات الوقت نقطة ضعف كبيرة .

الإستراتيجية العربية باتت واضحة وتقوم على وضع الجمهور الإسرائيلي أمام خيار الرخاء الاقتصادي والثراء والنجاح وبين استمرار السيطرة على الضفة الغربية، جواب الوزير"بينت" واضحا حين قال" لم يولد بعد الشعب الذي يتنازل عن وطنه بسبب الضغوط الاقتصادية " لذلك سأستعرض هنا بعضا من قصص التاريخ للتدليل والاستفادة : أجبرت صربيا على التوصل لاتفاق سياسي مع الغرب خلال الحرب في يوغوسلافيا بسبب الضغوط الاقتصادية والسياسية وتنازلت عن بعض مناطقها ـ نظام الفصل العنصري الذي كان قائما في جنوب إفريقيا انهار بسبب العقوبات والمقاطعة الاقتصادية ، إيران التي ترى في حقوقها النووية كحجر زاوية وجودها أجبرت على التنازل عن تخصيب اليورانيوم بسبب العقوبات الاقتصادية".

وأخيرا في علمنا الحديث حالات تنازل الأمم عن مناطقها او بعض مناطقها الجغرافية تم فقط بسبب الضغوط الاقتصادية او بسبب الأمل في فرص حقيقة للنجاح لذلك فان المطرقة التي يلوح بها "جون كيري" ستسمع كل من به صمم في البداية ومع القوت ستزداد قوة ضرباتها قوة وتأثيرا .