مركز الميزان يدعو إلى توفير الرعاية الصحية المناسبة لمرضى السرطان
نشر بتاريخ: 03/02/2014 ( آخر تحديث: 03/02/2014 الساعة: 18:59 )
رام الله- معا - يصادف الثلاثاء الموافق 4 شباط (فبراير) 2014 اليوم العالمي للسرطان، وهي مناسبة مهمة تتخذها الأسرة الدولية للتذكير بخطورة هذا المرض الفتاك وأهمية رفع الوعي في كيفية الوقاية منه وتشخيصه المبكر وطرق علاجه، وتثقيف المحيطين بالمريض في كيفية التعامل معه ودعمه نفسياً. كما يهدف الاحتفاء باليوم العالمي إلى تعزيز الاهتمام بمرضى السرطان وإثارة القضايا المتعلقة بمرض السرطان، وإلى حث الدول والمنظمات الدولية وغير الحكومية والمختصين والمهتمين على تكريس كل الجهود لتحقيق تقدم في مجال محاربة المرض وتقديم الدعم والمساندة لمرضاه. وتتخذ حملة اليوم العالمي لمكافحة السرطان لهذا العام شعاراً يهدف إلى توعية المجتمع بالمفاهيم الخاطئة والممارسات السيئة والتصورات المغلوطة عن مرض السرطان، وذلك تحت عنوان: " تبديد الأساطير الضارة والمفاهيم الخاطئة حول مرض السرطان"، وهو الهدف الخامس من الإعلان العالمي للسرطان.
يأتي اليوم العالمي للسرطان، في ظل استمرار معاناة مرضى السرطان في قطاع غزة، التي تتضاعف في ظل غياب الرعاية الصحية المناسبة بسبب ضعف الامكانات التشخيصية والعلاجية، الناتجة بشكل أساسي عن استمرار الحصار المشدد الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
فعلى صعيد التشخيص فإن هناك عجز واضح في أجهزة التشخيص ومنها أجهزة الرنين المغناطيسي MRI، حيث يتوفر منها جهاز واحد فقط في مستشفى غزة الأوروبي وهو معطل منذ حوالي شهرين لعدم سماح قوات الاحتلال بإدخال غاز الهيليوم الخاص به، كما يوجد عجز في "صبغات العينات"، ولا يتوفر مسح ذري لتقييم درجة انتشار الورم، ومسوح أخرى هامة مثل "البوزيترون".
كما تواصل الخدمات العلاجية لمرضى السرطان في قطاع غزة تدهورها، حيث لا تتوفر الأدوية الحديثة وحتى الأدوية المشمولة في القائمة الأساسية للوزارة يعتريها نقص كبير، فالعلاجات الكيماوية غير متوفرة معظم شهور السنة، وكذلك العلاج الإشعاعي غير متوفر على الإطلاق، كما يوجد نقص في العلاج التلطيفي (Palliative car)، بالإضافة إلى أن غرف العزل لمرضى السرطان في المستشفيات غير مؤهلة بالشكل المناسب.
وأمام هذا التدني الخطير في مستويات الخدمات الصحية المقدمة لمرضى السرطان في مستشفيات القطاع يحرم المرضى من تلقي العلاج في الخارج وفي الوقت المناسب، بسبب القيود المفروضة على حرية التنقل والحركة التي تفرضها قوات الاحتلال من خلال الحصار الشامل المفروض على قطاع غزة. ومن نافلة القول أن تأخير تشخيص أو علاج هذا المرض الخطير يتسبب في مضاعفات بالغة الخطورة تهدد الحق في الحياة.
مركز الميزان لحقوق الإنسان إذ يؤكد في اليوم العالمي للسرطان على أهمية تضافر الجهود العالمية لمكافحة مرض السرطان ومسبباته، وتوفير الرعاية الصحية المناسبة لجميع مرضى السرطان في العالم، فإنه يستشعر الواقع الصحي بالغ السوء الذي يعايشه مرضى السرطان في قطاع غزة في ظل غياب الرعاية الصحية المناسبة، ويدعو إلى إعمال الحقوق الصحية لهؤلاء المرضى بما يمكنهم من مواجهة هذا المرض الخطير، وعليه يطالب المركز بما يلي:
1. المجتمع الدولي بتحمل مسئولياته القانونية والأخلاقية، والتحرك فوراً لضمان تمتع سكان القطاع وفي مقدمتهم مرضى السرطان بحقوقهم الصحية.
2. المجتمع الدولي بالتحرك الفاعل لضمان وقف العقوبات الجماعية التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على السكان المدنيين في قطاع غزة، والسماح بحرية تنقل المرضى للعلاج في مستشفيات الضفة الغربية والقدس وداخل الخط الأخضر، وإدخال الأدوية والمستلزمات والأجهزة الطبية وقطع غيار الأجهزة المتعطلة منها عن العمل.
3. المجتمع الدولي بإلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بالقيام بمسؤولياتها، بتأمين الصحة العامة والشروط الصحية وأن توفر بأقصى ما تسمح به وسائلها العناية الطبية للسكان في الأراضي المحتلة.
4. بإنهاء الانقسام، وضمان تحييد القطاعات الخدماتية عن التجاذبات والصراعات السياسية، بما يضمن إدارة القطاع الصحي على نحو أفضل.
وبهذه المناسبة يدعو مركز الميزان لحقوق الإنسان إلى تضافر جهود المؤسسات الحكومية والأهلية والقطاع الخاص، بما يضمن مساهمة أكثر فاعلية في توفير الرعاية الصحية المناسبة لمرضى السرطان.