الحرب اولها كلام... تلفزيون فلسطين وتلفزيون الاقصى وفضيحة فلسطين عبر الاقمار الاصطناعية
نشر بتاريخ: 12/06/2007 ( آخر تحديث: 12/06/2007 الساعة: 14:13 )
بيت لحم- تقرير معا- في صورة خطيرة للتصعيد القائم بين حماس وفتح, دخلت وسائل الاعلام التابعة للحزبين الفلسطينيين الكبيرين في معمعان الاقتتال وبشكل بعيد كل البعد عن المهنية والامانة الصحافية وعن مفهوم ان الصحافة جزء من العلوم الانسانية .
واستنادا للقول الدارج " الحرب اولها كلام" فان هذا ما يحصل فعلا بين فضائية حماس واذاعتها والمواقع الالكترونية, وبين فضائية فلسطين واذاعتها والمواقع الالكترونية التابعة لها.
وبالاضافة لاستخدام اسئلة التشكيك والتخوين والتضليل وتشويه السمعة, شرعت وسائل الاعلام الفلسطينية في الابتعاد كثيرا عن " اخلاق المهنة" من خلال الشتم الشخصي والمسّ بالمقامات وذكر الخصم بالاسم وتشويه سمعته والحطّ من قدره ما جعل الخطاب الاعلامي الفلسطيني امام العالم عبارة عن " فضائح" يجري الكشف عنها عبر الاقمار الاصطناعية.
وزير الاعلام د. مصطفى البرغوثي وردا على اسئلة وكالة "معا" حول دور فضائية فلسطين وفضائية الاقصى في تهدئة او في إشعال اجواء التوتر قال "انني اناشد وسائل الاعلام الفلسطينية وقف حملات التحريض فوراً ووقف تبادل التهم والتركيز على ما يحمي الوحدة الوطنية ووقف كل ما يهدد بالخطر مستقبل الشعب الفلسطيني والانتباه الى مدى الدمار الذي سيصيب سمعة قضيتنا".
اما باسم ابو سمية رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون الفلسطيني المقرب من فتح فقال لوكالة "معا" نحن نعد الشعب الفلسطيني ان لا تستخدم التحريض في الخطاب الاعلامي, وندرك ان الاوضاع في قطاع غزة ملتهبة اصلاً ولا نحتاج الى من يصب الزيت على النار ونحن مستعدون لمشاركة قادة حماس في برامجنا ومثلهم ممثلي باقي الفصائل".
من جانبه مصطفى الصواف - رئيس تحرير صحيفة فلسطين ومحلل سياسي مقرب من حماس فقال: ان الذي يجرى على الساحة الفلسطينية مهزلة حقيقية فالكل يغني على ليلاه، وتلفزيون فلسطين لا يعبّر عن الفلسطينيين بشكل عام بل يعبر عن الشريحة المسيطرة عليه لكن تلفزيون الاقصى يعبّر عن شريحة معينة معروفة .
امّا فيما يتعلق باستخدام المصطلحات في وسائل الإعلام فأكد على أنها لا تخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية بل إنها تزيد من اشتعال التحريض على الأرض, فهو أمر محزن يصب في خدمة فئات بارزة على الساحة، فالمصطلحات سلسلة تستكمل ما يجرى على الأرض من اقتتال فتبادل للكلمات يلاقيه تبادل لإطلاق النار ويجب أن نخرج من هذه المسالة المؤسفة لتهدئة الأوضاع وليس مواصلة تأجيجها.
وأضاف: ربما نذهب لمشاهدة فضائية الاقصى لمشاهدة ما تقوم بتغطيته من أحداث تجري على الميدان فتغطيتها تصب في لون حزبي معروف - لكن تلفزيون فلسطين لا يعبّر عن فصيله بشكل صحيح بل عن المصلحة الشخصية للجهات الداعمة له وليس فتح التنظيم.
ونحن الان نحتاج إلى إعادة النظر فيما يخدم القضية الفلسطينية وليس بما يخدم حزب معين لان الخاسر الوحيد هو المواطن الفلسطيني وصرنا نجد الآن عبر وسائل الإعلام لغة التحريض هي السائدة فالكل يحرض على الكل وهي مسالة غير غريبة
فيجب الخروج من هذه الأزمة فالتحريض أمر مخيف, والمس بالرموز أمر مخيف والمواطن هو رمز فالهدف اذن المواطن والقضية.
فالرموز ليست بالقضية عند الشعب الفلسطيني الذي أصبح جل اهتمامه العيش بأمن وأمان .كما قال الصواف .
ولكن الصحافي احمد زكي من تلفزيون فلسطين يرفض التعميم ويرى في ذلك ظلما للعمل المهني ويرفض مقارنة ما تفعله فضائية الاقصى بما يفعلونه فيقول: اننا لم نبث بيانات عسكرية تدعو للانقلاب مثل الاقصى ولم نستغل الدين والله في تحقيق اهداف حزبية ولم نشتم ولم نلعن ولم نكفّر ولم نخوّن مثلهم، وكذلك لم ننشر بيانات عسكرية لاخلاء مقار الامن بل نحن نبث منذ ايام اغاني للوحدة الوطنية ولرص الصفوف بينما هم يشتموننا.
من جانبها النائب د. نجاة ابو بكر قالت حرفياً: ان من يدعو الى الاقتتال هم امراء الحرب ومن كلا الطرفين), واضافت " في مثل هذه اللحظات الخطيرة ممنوع البغاء السياسي, ممنوع الانتماء القبلي, ممنوع التعصب والانتماء يجب ان يكون لفلسطين فقط, فالوطن في خطر وهذا الاقتتال سيؤدي لتشويه ملامح المجتمع الفلسطيني الذي تراكم عبر الآف السنين, وسيؤدي الى تقويض الوجود العربي وبالتالي انتصار المشروع الصهيوني, ونأمل الابتعاد عن العقلية الاشتباكية وعدم صبّ الزيت على النار, ونطالب الانفتاح على مشاكلنا وهمومنا بالوعي وليس بالتعصب الاعمى".