السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

المتفجرات من الجيش الإسرائيلي إلى العالم السفلي

نشر بتاريخ: 03/02/2014 ( آخر تحديث: 04/02/2014 الساعة: 16:07 )
بيت لحم - معا - أثارت سلسلة الانفجارات والتصفيات التي شهدتها مؤخرا شوارع إسرائيل وكبريات المدن في وضح النهار تارة وتحت جنح الظلام تارة أخرى عدة تساؤلات حول طبيعة المنظمات الإجرامية والسلسلة القيادية ومما تتكون وكيف تصل المتفجرات من المختبرات إلى يد المنفذ ومن يعمل داخل هذه المختبرات، الأمر الذي أثار فضول مراسل موقع "والله" العبري "يوسي ايلي" الذي حاول بالتعاون مع ضابط شرطة سابق رسم مخطط أو تصور أولي لطبيعة بناء منظمات العالم السفلي.

ووفقا للرسم المذكور، ففي اغلب الأحيان يكون روؤساء المنظمات الإجرامية على رأس البنية التحتية الجنائية لهذه المنظمة أيضا ويقوم هؤلاء الرؤساء بتشغيل شخص ما يطلقون عليه لقب "المهندس" ويعمل كضابط عمليات مسؤول عن الاغتيالات والتصفيات.

ويكون "المهندس" أو ضابط العمليات مسؤول أيضا عن الاتصال مع الشبكات التي تشغل وتمتلك مختبرات المتفجرات ويقدم لها "الطلبية" ويحدد فيها نوع العبوة الناسفة المطلوبة وكمية المتفجرات وطريقة تشغيلها.

وفيما يتعلق بالعاملين في مختبرات المتفجرات الموجودة والقائمة داخل الأحياء والتجمعات السكنية، فان غالبيتهم إن لم يكون جميعهم قد خدموا أو لا زالوا يخدمون في الجيش وتعرفوا خلال خدمتهم على المتفجرات وطرق تصنيع العبوات الناسفة.

وساق الصحفي احد جنود لواء غولاني السابقين المدعو "عمير مولنر" كمثال معروف وشهير لمن اكتسبوا الخبرة والمعرفة المتعلقة بالمتفجرات خلال خدمتهم وقدم خبرته على طبق من ذهب للمنظمات الإجرامية مقابل المال.

وهناك طريقة أخرى يمكن أن تلجأ إليها منظمات العالم السفلي للحصول على المعرفة المطلوبة لتصنيع المتفجرات والعبوات الناسفة وهي شبكة الانترنت التي تساعد كثيرا في هذا المجال، لكن تبقى القواعد العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي المصدر الأول والرئيسي والأسهل للحصول على المتفجرات والمواد الناسفة عبر التسلل لهذه القواعد وسرقة ما فيها او عبر تجنيد بعض الجنود للقيام بهذه المهمة فيما يمكن الحصول على بعض المواد اللازمة وأجهزة التحكم عن بعد من السوق المحلية العادية.

وعندما تحين لحظة تسليم العبوة ونقلها من المختبر "المنتج" إلى المنظمة التي طلبتها تمر هذه العبوة في بعض الأحيان عبر ثلاثة أشخاص حتى تصل إلى أيدي الشخص المكلف بزرعها في سيارة أو منزل الضحية وفي كثير من الأحيان لا يعرف الشخص المنفذ لصالح أي منظمة إجرامية يعمل ما يجعل أمر التحقيقات بالنسبة للشرطة صعبا للغاية وهذا ما يفسر عجزها عن حل لغز الكثير من عمليات التصفية والاغتيال.

وتقوم المختبرات بإعداد العبوات بمختلف أنواعها مثل العبوات الأنبوبية البسيطة التي يتم إلصاقها على سيارة الضحية بواسطة "مغناطيس" أو عبوة صغيرة يتم ربطها على بطارية أو مشعل السيارة وهناك عبوات متقدمة ومتطورة اكثر يتم تصنيعها من مكعبات من المتفجرات المتطورة وتعمل بواسطة جهاز توقيت "تايمر" أو جهاز تحكم عن بعد او عبر الهاتف الخلوي وباتت هذه العبوات الأكثر انتشارا في الفترة الأخيرة.

وأخيرا أقامت الشرطة الإسرائيلية وحدة خاصة أنيط بها مهمة مطاردة ومتابعة ورصد نماذج عبوات مشابهة تم استخدامها سابقا علها تصل الى منتجها ومن قام بتصنيعها ولصالح من.