الزعبي: رائدة العمل الخيري وأول مرشحة لانتخابات المجلس البلدي
نشر بتاريخ: 04/02/2014 ( آخر تحديث: 04/02/2014 الساعة: 16:17 )
طوباس- معا- تتبعت سلسلة "أصوات من طوباس" لوزارة الإعلام بحلقتها السادسة، سيرة الناشطة النسوية، ورائدة العمل الخيري رابعة أبو يونس الزعبي، التي أسست جمعية طوباس الخيرية، ووقفت على رأسها ربع قرن، فيما خاضت أول تجربة انتخابات بلدية عام 1976.
تقول بلهجة لا زالت تصون ذكرى حيفا التي ولدت فيها عام 1933، ودرست حتى صفها السادس بمدرستها الإسلامية: بدأت في العمل الخيري والتطوع عام 1966، وتساعدت مع زميلاتي في مواصلة العمل ببناء جمعية طوباس الخيرية، حين بدأنا بعد نكسة عام 1967 بثلاث سنوات، ووقتها كانت روضة الجمعية بيتاً خشبياً، وغرفة واحدة وحمام صغير، وفيها 35 طفلاً، وكانت الفئران تنزل علينا من السقف.
بداية
دعم زوج رابعة فكرة إنشاء بناية مستقلة للجمعية، فيما نشطت هي ورفيقاتها، بعد عودتها من غربة لم تدم طويلاً في الكويت، في محاولات افتتاح مقر، وإكمال ما بدأت به أول هيئة إدارية للجمعية رأستها صديقة عبد الرحمن، والسيدات رضية أم زياد، ونوال العمري، وسعدة المبسلط، ورحاب خضيري، وإقبال المبسلط، وسعاد القني.
تتابع: بدأنا نجري اتصالات مع الاتحاد العام للجمعيات الخيرية، والشؤون الاجتماعية، وسافرنا إلى عمان، وبدأنا نجمع التبرعات من نابلس وطوباس وطولكرم وجنين ورام الله، واتصلنا بالبلدية للحصول على قطعة أرض، وبدأنا بالبناء عام 1971.
مما لا يسقط من ذاكرة السيدة أم الناجي، كيف أن بعض التجار ظنوا أنها ورفيقاتها متسولات، لكنهن كن يتفاخرن بالتطوع، وبتأسيس جمعية خيرية، وتعليم الفتيات، وتعليم الأطفال.
تضيف: انتخبت عام 1970 رئيسة للجمعية، وبقيت في هذا المنصب حتى عام 1996، وفي تلك الفترة أسسنا برنامجا لمحو الأمية، وروضة أطفال، ومدرسة، وصالون تجميل لتعليم الفتيات، ومخيطة، ومركز رعاية أمومة وطفولة.
وواصلت رابعة مساعيها لتوسيع مقر الجمعية، وبدأت ومن معها لإضافة دور ثانٍ، واستحدثن سوقاً للجمعية، وألعاباً للأطفال، ومشغلاً لتعليم الفتيات الغزل والنسيج، ونقلن نشاطاتهن، وبخاصة في حقلي الخياطة ورعاية الأمومة والطفولة وتثقيف النساء، إلى عقابا وطمون وتياسير المجاورة، فيما استفاد المئات من الأطفال والنساء من خدمات الجمعية ومبادراتها.
تمييز
تستذكر: عام 1976 ترشحت للانتخابات البلدية، وشجعني زوجي لأكون أول سيدة تفعل ذلك في جنين ونابلس، ولم يعجب قراري الكثير من الرجال، غير أنني حصلت على نحو 100 صوت، وكنت احتاج بعض الأصوات للفوز، في وقت لم تكن تخرج النساء من بيوتهن، ولا أنسى كيف أن بعض الرجال المتعلمين، وقف في طريقي، وطلب مني أن أجلس في بيتي، بدعوى أن البنات والنساء لا حاجة لهن بالتعليم وبالجامعيات الخيرية والخياطة والبلديات و"الحكي الفاضي"!
ووفق الرواية، فقد حرص الإعلام الدنماركي والأمريكي على تتبع تجربتها في منافسة الرجال عام 1976، وراحت ترد على أسئلة الصحافيين والجمهور حول أسباب ترشحها، وبرنامجها الانتخابي، وما ستقدمه في مجتمع ينحاز بكل شيء للرجال.
تقول أم الناجي، التي لا زالت تحفظ تفاصيل حي الحلّيصة بحيفا عن ظهر قلب: لم نكن ننتظر مقابل مادي، وكنا نغيب عن البيت ونسافر، وننزل إلى الغور، لجمع التبرعات لإكمال بناء الجمعية، ولم نكن نبحث عن الشهرة، وأردنا خدمة البلد، لكن الحياة وطبيعتها تغيرت اليوم بشكل كبير، وصار الناس ينتظرون مقابل أي شيء يقومون به.
حيفا
والسيدة رابعة هي حفيدة الشيخ عبد الله أبو يونس الذي لازم المجاهد عز الدين القسّام، وفر إلى سوريا، فيما اعتقلت قوات الاحتلال البريطاني والدها (رشيد) نيابة عنه ستة أشهر، وأخرج من السجن إلى المستشفى، واستشهد بعد وقت قصير من علاجه، وبقيت هي وأخواتها( 3 بنات وولدان)، وخرجت من المدرسة، لتعمل ممرضة وتعين أسرتها، التي أزاحتها النكبة عن حيفا إلى يعبد فنابلس قبل ن يستقر بها الحال في طوباس.
تسترسل: أعتز كثيراً به التطوع، ومشاهدة نتائج ما زرعناه، رغم أن الكثير ممن ساعدناهن، لم يزرنني خلال فترات مرضي الطويلة، ولكنني أبتسم كثيراً عندما أرى نساء متعلمات، وفي مناصب كبيرة، وأحتفظ بالكثير من الشهادات والصور القديمة، وأحرص على فعل أشياء تذكرني بحيفا، كعصيدة القمح، والقمح المحُمص، غير أنني لا أستطيع وصول البحر، الذي كنا نذهب إليه في طفولتنا، مع خالتي.
مساحة للبوح
من جانبه، قال منسق وزارة الإعلام في طوباس، عبد الباسط خلف، إن "أصوات من طوباس" استطاع خلال فترة قصيرة الوصول إلى مبدعين ورائدات ومعمرين، رسموا صورة لطوباس خلال العقود الماضية.
وأضاف: إن البرنامج سينتقل في حلقاته المقبلة للشباب والمبادرين ولأصحاب الإبداعات وقصص النجاح، وسيوفر مساحة حرة للبوح لما تتميز به المحافظة في شتى الصعد من جهة، وما تعانيه من أخرى.