الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

السفير طوباسي يلقي محاضرة في كلية الدفاع الوطني العسكرية بأثينا

نشر بتاريخ: 04/02/2014 ( آخر تحديث: 04/02/2014 الساعة: 15:55 )
رام الله- معا - قام السفير الأخ مروان طوباسي سفير دولة فلسطين في اليونان يرافقه الأخ مهند جرار من كادر السفارة بزيارة إلى كلية الدفاع الوطني العسكرية في العاصمة اليونانية – أثينا، والجدير بالذكر ان هذه الكلية تقوم بإعطاء دورات لمن هم برتبة عقيد فما فوق، حيث التقى الأخ السفير مع اللواء عميد الكلية السيد باركوكيس يورغوس وبحثا معاً آخر التطورات السياسية. كما وتم الاتفاق الأولي مع سيادة اللواء باركوكيس على التنسيق المشترك ومن خلال الجهات المختصة لاستقبال مشاركين من قوات الأمن الوطني الفلسطيني خلال الدورات القادمة، كما وقاما بجولة في ارجاء الكلية حيث أطلعه سيادة اللواء باركوكيس على ما تقوم به الكلية من دورات ودراسات عسكرية.

بعد ذلك توجه السفير طوباسي وبرفقته اللواء إلى القاعة الرئيسية للكلية حيث كان بانتظاره كافة كبار الضباط المشاركين في دورات الكلية بالإضافة إلى طاقم الكلية، وتم القاء محاضرة من قبل السفير، حيث نقل تحيات سيادة الرئيس محمود عباس "ابو مازن" والشعب الفلسطيني إلى الشعب اليوناني الصديق وإلى القوات المسلحه اليونانية. وشكر اليونان حكومة وشعباً على دورها التاريخي في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وان هذه العلاقة والتي تمتد إلى جذور التاريخ حيث ان اليونان كانت من ضمن الدول القليلة والتي صوتت ضد قرار تقسيم فلسطين التاريخية عام 1947، والمعروف بقرار 181، كما وانها وقفت مع الشعب الفلسطيني طوال فترة نضاله ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ الثورة المسلحة والمقاومة الشعبية وبناء مؤسسات الدولة الفلسطينية وتوجت كل ذلك بتصويتها لصالح فلسطين كدولة غير عضو في الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وقام بشرح مفصل للوضع الفلسطيني وذلك من خلال خرائط واحصائيات رسمية تم عرضها خلال المحاضرة للحضور. حيث قام بسرد تاريخي للقضية الفلسطينية منذ مرحلة الانتداب البريطاني مروراً بالنكبة وما تبعها من جرائم بحق شعبنا الفلسطيني كالمجازر وتدمير القرى بأكملها وتشريد شعبنا من أراضيه، وما آلت اليه القضية الفلسطينية بعد مرور حزيران عام 1967 مروراً باتفاقيات اوسلو وصولاً إلى الوضع الراهن واستمرار إسرائيل باقتراف ابشع الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني سواءً على مستوى المواطن الفلسطيني كاغتيالات وحواجز على الطرقات واعتقالات وما يواجهه أسرانا الأبطال من معاناة داخل السجون الإسرائيلية من تعذيب جسدي ونفسي وسوء الظروف المعيشية داخل المعتقلات والتي لا تنسجم مع ادنى مستويات الإنسانية بالإضافة إلى العمل بقانون التوقيف الإداري والذي يتعارض مع كافة القوانين والشرائح الدولية إضافة إلى الإهمال الطبي حيث هناك المئات من الأسرى الذين يعانون من امراض مزمنة وهم بحاجه إلى عناية ورعاية طبية مباشرة، ونتيجة لهذا الإهمال الطبي استشهد ما يزيد عن 207 اسير فلسطيني داخل المعتقلات الإسرائيلية.

من جهة اخرى تطرق الى قضية الاستيطان و ما آلت اليه الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، و أن هذا الاستيطان يقطع اوصال الدولة الفلسطينية و يجعلها غير قادرة على الحياة و بدورة يتبين مبدأ حل الدولتين و الذي على أساسه تجري المفاوضات بين الطرفين، كما و شرح تفاصيل التوسع الاستيطاني في مدينة القدس و ما حولها و الاعتداءات المتكررة من قبل المستوطنين على دور العبادة و رجال الدين المسيحيين و المسلمين و محاولة اسرائيل اضفاء الصبغة اليهودية على المدينة المقدسة و محاولة تدمير النسيج الاسلامي و المسيحي عبر طرد المواطنين العرب و الاستيلاء على بيوتهم من قبل المستوطنين، بالإضافة الى اعتداءات المستوطنين المتكررة على المواطنين الفلسطينيين و على مزارعهم ومحاصيلهم، و سياسة مصادرة المياه و ردم الابار الارتوازية في مجمل الاراضي الفلسطينية و في منطقة الاغوار بشكل خاص.

من جهة اخرى اشار الى خطورة الجدار (جدار الفصل العنصري) و الذي يمزق الوحدة الجغرافية للأراضي الفلسطينية و مما سببه ايضا من معاناة للمواطن الفلسطيني بعزله عن املاكه و اراضيه و عن بقية المناطق الفلسطينية.

وتطرق الى الوضع السياسي و المفاوضات الحالية بين الجانبين و أكد أن كل هذه الانتهاكات من قبل السلطة القائمة بالاحتلال –اسرائيل- تعبر عن عدم رغبة الجانب الاسرائيلي بالمضي في عملية السلام و انه في الحقيقة لا يوجد في الطرف الاسرائيلي شريك حقيقي في عملية السلام و اكد على الرغبة الحقيقية للشعب الفلسطيني و قيادته السياسية بالتوصل الى سلام عادل وشامل في منطقة الشرق الاوسط يقوم على مبدأ حل الدولتين و ضمان الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني كحق العودة و حق تقرير المصير واقامة الدولة المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 و عاصمتها القدس الشريف وهذا ما نصت عليه قوانين الشرعية الدولية و مبادرة السلام العربية.

وانتهت المحاضرة بطرق العديد من الاسئلة من قبل الحضور و الاجابة عليها من قبل الاخ السفير و ذلك حول التطورات والوضع الراهن في المنطقة.

وفي ختام المحاضرة دون الاخ السفير تحية فلسطين و انطباعات عن الكلية و ذلك في كتاب التشريفات الخاص بالكلية العسكرية.