الخميس: 28/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

هناء.. قاتَلت مرض السرطان

نشر بتاريخ: 04/02/2014 ( آخر تحديث: 04/02/2014 الساعة: 16:46 )
غزة- خاص معا - "بإرادتي وعزيمتي أنا قتلت المرض" هذه كلمات ليست لأي سيدة إنما لناجية من مرض السرطان.. إنها هناء شحادة (54 عاما) الذي لم يخيب إحساسها بأنها مصابة بتلك المرض لكن قاومته بطريقتها الخاصة.

وفي ذات يوم شعرت هناء بشي داخل ثديها فسارعت إلى المستشفى لإخبار الطبيب المختص فأجرت عدة تحاليل فثبت إحساسها بأنها لديها مرض السرطان.

هناء لم تلق بالا لهذا المرض الذي قاومته بإرادتها القوية الصلبة حتى استطاعت القضاء عليه.

وتقول هناء في حديث لـ معا "أصبت بالمرض وكان عمري 49 عاما ولم اخف منه وتوجهت إلى المستشفى لإجراء التحاليل وكأنه مرض عادي مثل السكري والضغط والتحاليل كشفت انه ورم خبيث".

وتضيف: "أخذت الكيماوي في المستشفى الأوروبي لمدة عام ومن ثم أخذت الإشعاع في مستشفى المطلع بالقدس لمدة عام أيضا وشفيت".

وتمارس هناء حياتها بشكل طبيعي دون الالتفات إلى الماضي، مشيرة إلى مساعدة أفراد عائلتها في تهيئة الأجواء النفسية المريحة لها وعدم إشعارها بوجود مرض لديها، داعية السيدات إلى ضرورة الكشف المبكرة ليستطيعوا علاجه.

في اليوم العالمي للسرطان والذي يصادف الرابع من فبراير من كل عام تزايد أعداد المرضى وتدني ظروف معيشتهم والنقص الحاد في الأدوية وسجلت نسبة المرضي المسجلين في برنامج العون والأمل لرعاية مرضي السرطان في قطاع غزة الذي يقدم خدماته لحوالي 1350 مريضا بالسرطان ارتفاعا ملحوظا منذ آب / أغسطس2012، حيث يسجل البرنامج أسبوعياً 5 حالات سرطان جديدة على الأقل.

وتقول إيمان شنن مسؤولة جمعية العون والأمل لـ معا إن هذا الرقم يدعو الى القلق نظراً لأن البرنامج لا يسجل كل الحالات في قطاع غزة وإن معظم الحالات الجديدة المسجلة تتوزع بين سرطان الثدي لدى الإناث وسرطان الدم لدى الأطفال وسرطان الغدد اللمفاوية لدى الذكور.

ويطرح اليوم العالمي للسرطان من كل عام قضية متعلقة بالمرض بالإضافة إلى توعية المجتمع بماهية هذا المرض وأسبابه وطرق الوقاية منه وطريقة التعامل مع المصابين به حيث أن السرطان من أسباب الوفاة الرئيسية في جميع أنحاء العالم.

ويصيب السرطان كلا الجنسين في فلسطين وقد توزعت حالات السرطان الجديدة المّبلغ عنها في العام 2013 حسب الجنس بواقع 49.9% من الإناث و50.1% من الذكور، أما الوفيات الناتجة عن الإصابة بالسرطان فتوزعت بواقع 45.8% من الإناث و54.2% من الذكور.

ويشير البرنامج أن السرطان هو السبب الثاني للوفاة في فلسطين بعد أمراض القلب والأوعية الدموية بعدما ظل السرطان لسنوات طويلة السبب الثالث للوفيات.

وقالت شنن سجلت حالات السرطان الجديدة المبلغ عنها في العام 2012 زيادة قدرها 20% عن عدد الحالات الجديدة المبلغ عنها في العام 2011.

وشهدت الأعوام الأخيرة إرتفاعات متتالية في نسب وفيات الفلسطينيين نتيجة السرطان ففي 2012 وصلت إلى ما نسبته 13.7% من مجموع الوفيات، بعد أن كانت في العام 2011 (12.4%)، وكانت تبلغ في العام 2010 (%10.8)،ويأتي سرطان الرئة في مقدمة السرطانات المؤدية للوفاة بين الفلسطينيين وبنسبة بلغت 16.3% من مجموع الوفيات المسجلة بسبب السرطان، تلاه سرطان القولون بنسبة 13.7%، ثم ثالثا سرطان الثدي بنسبة 10%، ورابعا سرطان الدماغ.

أما عند الذكور المتوفين بسبب السرطان فكان سرطان الرئة هو المسبب الأول للوفاة، يليه سرطان القولون، وعند الإناث جاء سرطان الثدي في المرتبة الأولى بين السرطانات المؤدية للوفاة عند الإناث في فلسطين، تلاه سرطان القولون.

وطالبت شنن صنّاع القرار الفلسطينيين بأن يتم وضع أولويات مرضي السرطان على قائمه اهتمامهم وتيسير وتسهيل حياة المهمشين والفقراء من خلال توفير الأدوية غالية الثمن بالإضافة إلى إعفائهم من رسوم جوازات السفر، وتوفير وسائل نقل مجهزة لهم عبر معبري رفح وبيت حانون، وتوفير فرص عمل لمرضى السرطان العاطلين عن العمل، بخاصة الخريجين الشباب منهم.

وناشدت المجتمع الدولي بأن تتم مساندة ودعم البرامج التي تُعنى بمرضى السرطان الحكومية وغير الحكومية، نظراً لأن هناك تجاهلاً ملحوظاً من قبل المؤسسات الدولية بهذا الخصوص.

ودعت المجتمع المحلي الذي لم يتوقف يوماً عن دعم الفقراء من مرضى السرطان بمبادرات فردية أحدثت تغييراً في حياتهم بأن يستمر في التضامن معهم ودعمهم نفسياً ومعنوياً ومادياً، بالإضافة لتكثيف الحملات الإعلامية لتسليط الضوء على المرض ومخاطره، ودعوة القطاع الخاص إلى تبني مبادرات لدعم مرضى السرطان.