الأحد: 08/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الخليل - اختتام فعاليات حملة الأرض لنا

نشر بتاريخ: 05/02/2014 ( آخر تحديث: 05/02/2014 الساعة: 15:30 )
الخليل - معا - إختتمت هيئة العمل التطوعي الفلسطيني وبالشراكة مع لجنة إعمار الخليل، وجمعية الأمل المقدسية لرعاية شؤون مرضى السرطان، ومكتبة بلدية البيرة، والمنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني وبالتعاون مع مديريات زراعة جنين وطوباس فعاليات حملة " الأرض لنا " التي إنطلقت في بداية شهر كانون الأول من العام 2013 مع موسم زراعة أشجار الزيتون في الأراضي المهددة بالمصادرة والقريبة من جدار الفصل العنصري وذلك في مختلف المحافظات الفلسطينية.

وشارك في الحملة التي إستمرت فعالياتها على ما يزيد عن شهرين ما يقارب 400 متطوع/ة، حيث قام المتطوعون على مساندة المزارعين في زراعة أراضيهم التي تعرضت لإعتداءات المستوطنين في مدينة القدس الشريف، وتل إرميدة وبلدتي سعير والشيوخ في الخليل، وقرى بورين وقريوت في نابلس، وكفر قدوم في قلقيلية، وبلعا في طولكرم، وبلدات كردلة وبردلة وعين البيضا وسهل البقيعة في منطقة طوباس والأغوار الشمالية، وبلدة نزلة الشيخ زيد المتضررة من جدار الفصل العنصري في محافظة جنين.

وثمن محمد نزال مسؤول ملف الجدار والاستيطان الدور الذي تقوم به هيئة العمل التطوعي والمؤسسات الشريكة والتي تهدف إلى دعم صمود المواطنين ومساندتهم في المناطق المستهدفة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، مؤكدا في ذات الوقت على أهمية التكامل بين الدور الذي تقوم به الأجسام الشعبية ومنظمات المجتمع المدني ودور المؤسسات الرسمية في العمل على تحشيد الفعل الجماهيري واستنهاضه لحماية الأرض والمقدرات الفلسطينية، وأعرب نزال عن تشجيع ملف الجدار والاستيطان لمثل هذه النشاطات والاستعداد للمساهمة في رعايتها، تنفيذا لتوجيهات الوزير الدكتور سائد الكوني، وزير الحكم المحلي المكلف بملف الجدار والاستيطان.

من ناحيته قال خالد منصور المنسق المركزي للمناطق في الاغاثة الزراعية إن الإغاثة الزراعية تثمن عالياً الدور الذي تقوم به هيئة العمل التطوعي الفلسطيني في تنشيط روح التطوع والإبداع لدى الشباب الفلسطيني لما فيه تحقيق أهداف وطنية ومجتمعية وتنمية فلسطينية وأن الإغاثة الزراعية التي تعتبر نفسها خرجت من رحم العمل التطوعي نهاية سنوات سبعينات وبداية سنوات ثمانينات القرن الماضي يسعدها أن تكون راعية لحملات العمل التطوعي التي تقوم بها هيئة العمل التطوعي الفلسطيني وهي مستعدة لتعاون أكبر في المستقبل خدمة للأرض الفلسطينية وحماية لها من أطماع المحتلين كما وأنها ستعزز التعاون مع الهيئة من خلال إشراكها في مختلف الحملات التي تنظمها الإغاثة الزراعية سنوياً.

وأشاد حسين يحيى منسق هيئة العمل التطوعي الفلسطيني بالدور المميز الذي يقوم به ملف الجدار والإستيطان من تقديم الدعم المتواصل للحملات الوطنية المشتركة التي من شأنها تعزيز صمود المزارع الفلسطيني في أرضه وحمايتها من المصادرة والإستيطان، مثمناً في نفس الوقت إهتمام جمعية التنمية الزراعية " الإغاثة الزراعية " وحرصهم العميق على مساندة الرؤية المشتركة للمؤسسات الشريكة والمتمثلة في توحيد الجهود التطوعية الرامية لإعداد الشاب الفلسطيني الواعي والمدرك لهويته الوطنية في إطار القضية الإنسانية التي ينتمي إليها، وتعزيز هذا الإنتماء وترسيخه للوفاء بتلبية مختلف الاحتياجات الحياتية التي تخص الشعب الفلسطيني.

وأهاب يحيى ببعض المؤسسات الجماهيرية التي تعمل في القطاع الأهلي والوطني بأن تنظر بعين الجدية إلى التراجع الكبير الحاصل في مسيرة العمل التطوعي والمخاطر المحدقة بالشعب الفلسطيني نتيجة هذا التراجع القيمي، مؤكداً على أن المؤسسات الشريكة تعمل في إطار الشراكة الحقيقية لإعادة الإعتبار لثقافة العمل التطوعي ضمن دائرة العمل الشعبي والجماهيري، داعياً تلك المؤسسات إلى تفعيل دورها في الإنضمام الى هذه الجهود وتعزيز قدراتها التطوعية وتمكينها كي تستمر في تحقيق أهدافها التضامنية وصولاً إلى غايتها الوطنية في التخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني في ظل ما يعانيه من إحتلال همجي ومتغطرس.

بدوره قال وائل الفقيه منسق العمل التطوعي في المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني، بأنه ومع إختتام حملة " الارض لنا " لهذا العام، فقد كان نجاح الفعاليات نتاج الجهد الحقيقي والمعبر عن الإنتماء للأرض, حيث لوحظ هذه السنه إزدياد واضح في إعتداءات المستوطنين على أشجار الزيتون والمحاصيل الزراعيه، كذلك حرمان الأهالي والمزارعين من أدنى مقومات البقاء على الأرض مثل المياه والكهرباء والمدارس وغيرها، وكل ذلك بهدف تفريغ الأرض والتوسع في الإستيطان.

أفاد الفقيه بأننا ندرك بأن نشاطنا له أثر وقيمه لدى المزارعين كما عبروا عنه أصحاب الأراضي ولكنه ضعيف لأنه لا يلبي كل الطموح، ولهذا السبب فإن المطلوب أن تقف المؤسسات المؤمنه بسياسه تعزيز الصمود وقفة جديه أمام ذاتها وأمام الجميع وتقول بصراحه عن مدى جديتها وإستعداديتها لدعم الأنشطه الهادفه لتعزيز صمود المزارع، وخلق مقومات الصمود، لاسيما وأننا في العام المقبل سنطرق أبواب كافة المؤسسات ونأمل أن نكون معا على الأرض لا عبر الورش التدريبية والندوات الثقافيه بالرغم من أهميتها، وأضاف وائل بأن ما ميز الحمله لهذا العام بأنها باتت محط إستقطاب العديد من الشباب المتطوعين والنشطاء الدوليين وهذا يحمل دلاله واضحة بأن روح وثقافه العمل التطوعي لا زالت منغرسه ومتوارثه من أباؤنا وقادتنا الذين سبقونا في هذا الجانب ولكن المطلوب من المؤسسات أن تهتم بهذا الجانب وأن تعمل على تصويب الشباب وتوعيتهم لأهمية العمل التطوعي.

وقد أفاد عماد حمدان مدير عام لجنة إعمار الخليل أن مشاركة مدينة الخليل بهذه الحملة تأتي تأكيدا على أهمية هذه الأراضي التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي لتهميشها، ومساندة أصحاب تلك الأراضي بزراعة اشتال الزيتون الخضراء التي ترمز للتعبير عن صمود أهالي منطقة تل الرميدة، واستنكاراً لسياسة السكان المحليين وممتلكاتهم، كما أن هذه الحملة تمثل رسالة مهمة في تضافر الجهود الشعبية لحماية هذه الأراضي، وتمكين العلاقات فيما بين المؤسسات وقطاع المجتمع المحلي وخاصة الفئة الشبابية لرفع مستوى الوعي الثقافي لديهم في التعرف على المناطق التي يسعى الاحتلال لطمسها، وتعميق مقاومته وثباته أمام توّغل الاحتلال ومستوطنيه، ولهذا السبب فقد استهدفت هذه الحملة الأراضي الزراعية المهددة بالمصادرة والتي تتعرض أشجارها بشكل مستمر للحرق والقطع من قبل المستوطنين.

ومن جانبه تحدث جمال أبو نجمة رئيس جمعية الأمل المقدسية عن أهمية زراعة أشجار الزيتون والتي تعبر عن صمود المجتمع المحلي في مدينة القدس الشريف في ظل ما تعانيه من سياسة ممنهجة لتهويد المدينة وخنقها بالبؤر الإستيطانية، مؤكداً على أهمية الشراكة الوطنية في التأكيد على هوية الفلسطينيين وثقافتهم وحضارتهم ووجودهم في القدس في ظل المحاولات الإسرائيلية لفصل المواطنين المقدسيين عن جسدهم الفلسطيني لتعزيز الاحتلال وتهويد المدينة.

ومن جانب آخر قال عامر عوض الله مدير الدائرة الثقافية في بلدية البيرة أن للمكتبات أدواراً جديدة يجب أن تحققها، فإضافة إلى الهدف المركزي في التشجيع على القراءة فإن أهدافاُ وطنية تطوعية تندرج ضمن رسالتها، ومن هذا المبدأ كانت مشاركة مكتبة البيرة في فعاليات " الأرض لنا " التي أكدت على أهميتها وقيمتها في تعزيز مفهوم الشراكة المؤسساتية لتعزيز صمود المواطنين الفلسطينيين في مواجهة الإستيطان الإسرائيلي.