محطات من دورينا

بقلم : صادق الخضور
تتواصل الإثارة في الدوري، ويشهد دوري الدرجة الثانية للوسط وللجنوب قمة الإثارة نتيجة تقارب الفرق المتزاحمة على الصدارة، ويبدو أن فرق الدوري بمختلف درجاته تمرّ حاليا في مرحلة تحديد الوجهة والمسار، وتبرز القمة التلحمية في المحترفين كمباراة لا تقبل القسمة على اثنين.

نهاية فرصة لا نهاية المطاف
كنّا نمنّي النفس بأن يعبر الغزلان المباراة الحاسمة مع فريق أولاش أولاي، وكم كانت متابعة الجماهير الفلسطينية للقاء تعبيرا عن مدى أهمية المباراة في مسيرة طموحنا الكروي قاريا ودوليا.
لعب الغزلان، وتسيدوا المشهد، لكن كان ما كان، ولعلّ بوادر الخسارة التي خرج بها الفريق لاحت مع انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل رغم أن مدرب الفريق الضيف أعلن سابقا عن تحفظه مطلع المباراة وهي نقطة كان يجب استثمارها جيدا.
على أية حال.. الغزلان خسروا النتيجة بعد أن كسبوا الأداء وحسن التنظيم والاستقبال والحشد الجماهيري، وبعد أن عايشنا جميعا وقفة مسئولة ومشهود لها من كل الأندية، وقبل ذلك وقفة ظهراوية أشاد بها القاصي والداني.
خروج الغزلان لا يعني نهاية المطاف، وكل التقدير للفريق وللقائمين عليه، وحقيقة فاجأتني طفلتي "فرح" حينما كانت تتابع ركلات الترجيح، وفجأة انسابت دموعها فور ضياع آخر ركلة ترجيح على الغزلان، فلما سألتها عن سبب البكاء قالت: خسرت فلسطين.
وبالتوفيق للغزلان ولكل الأندية الفلسطينية في قادم المحطات.

سلوان: مبارك...ثم ماذا بعد؟
فاز سلوان بلقب بطولة أريحا الشتوية، وهي بطولة كبيرة فاق عمقها التاريخي ومكانتها ما حفل به تنظيمها هذا العام من مجريات كان بالإمكان تداركها، ولعل عدم اختيار التوقيت المناسب للبطولة أصابها في مقتل حتى قبيل انطلاقتها إذ توالت الانسحابات والمشاركة بالناشئين.
مبارك لسلوان الفوز بجدارة، ولهلال أريحا عودة الروح للبطولة التي حفرت اسمها في ذاكرة الرياضيين منذ سنوات، وفي حال تم استخلاص العبر من مجريات البطولة التي انتهت للتو، فستكون البطولة القادمة بمثابة العودة الحقيقية للبطولة.
فاز سلوان بلقب البطولة...لكن الأهم بانتظار الفريق وهو دوري الدرجة الثانية، إذ أن البداية القوية للفريق في بداية الدوري شابها تراجع رهيب، ورغم أن نتيجة التعادل الأخيرة أمام جبل الزيتون مرضية ومقبولة نظرا لقوة المنافس إلا أن الفريق مطالب باستعادة نغمة الفوز.
بانتظار عودة سلوان للمسار، وتحقيق العودة بين الكبار، فعميد أندية القدس يستحق كل خير.

لمسة وفاء من أهل الوفاء
قدامى الرياضيين يبرهنون أن الوفاء صفة متأصلة فيهم، فهم لعبوا حينها دون عقود، وأعطوا بلا حدود، ونجحوا في جعل بصمات وفائهم حكاية باقية.
كثيرة هي مآثر الرياضيين القدامى الذين برهنوا أنهم مثال للصداقة وللشهامة، ومنهم قدامى القدس حاملو لواء الوقوف وقفة الأبطال في كثير من المناسبات، وقدامى طولكرم الخليل ورام الله وبيت لحم ونابلس.
ويأتي استقبال رياضيي غزة القادمين للعلاج في القدس وآخرهم الرياضي ناجي عجور، والاحتفاء بهم في رام الله، والالتفاف حولهم ليكون درسا للاعبين الحاليين المطالبين بالاقتداء بهذه الصورة، وتخيّل أنفسهم بعد سنوات.
حضر حاتم صلاح والطوباسي وكوكبة من الرياضيين في مناسبات سابقة، وها هم يواصلون الحضور، ورسالتهم" الدهن في العتاقي"، فهم فعلا أصحاب الموقف الراقي، وشكرا لإبراهيم نجم ولشبانة، والقائمة تطول من الرجال الأوفياء، وشكرا لرجالات القدس لالتزامهم الدائم بالبقاء في طليعة المبادرين.

صراع رباعي الملامح في المحترفين جزئي
منذ أول جولتين من عمر إياب المحترفين جزئي، احتدم الصراع على المراكز الأولى، فيطا والمركز الكرمي ودورا والسموع، أربعة فرق ستكون نتائج المواجهات بينها هي الفيصل في تحديد معالم الترتيب، وبيان فرص المنافسة وحظوظ الصعود، وبالمناسبة فإن هذه الفرق هي الأكثر جماهيرية من بين فرق الدوري.
وستكون كل جولة من جولات الأسابيع الخمسة القادمة مؤثرة جدا على صعيد الترتيب والتنافس، وهو ما يتطلب الاهتمام باختيار كوادر تحكيم قادرة على إخراج المباريات إلى برّ الأمان.
الفرق الأربعة عازمة على الصعود، وفي ظل ما رافق القرارات الخاصة بلقاء المركز الكرمي، والسموع من أقاويل، كنا نأمل أن يكون هناك بيان إعلامي رسمي لإيضاح الصورة وتعميم القرار الصادر وأي قرار شبيه، مع التقدير الكبير لسرعة البت في الاعتراضات وهو ما يجعل الأمور واضحة رغم أنها لن تكون مرضية لبعض الأطراف، وهذا منطقي فما يرضي طرفا لن يكون مقبولا للطرف الآخر.