النحل يهدد أمن إسرائيل في الاغوار!
نشر بتاريخ: 08/02/2014 ( آخر تحديث: 08/02/2014 الساعة: 13:51 )
طوباس- معا - في اقصى الشمال من الأغوار وعلى خارطة دولة فلسطين تقع بقعة صغيرة يسكنها 450 نسمة، أطلق عليها مع توالي الأزمنة اسم "كردله"، والتي تعتبر قلعة منسية، كردله انتزع عنها ثيابها مع توقيع اتفاقية أوسلو التي حكمت عليها بالحياة المعدمة بتصنيفها منطقة "سي" أي ضمن المناطق التي تقع تحت السيطرة الكاملة للحكومة الإسرائيلية، وتشكل 61% من المساحة الكلية للضفة الغربية.
وعند تلك التلة المكسية باللون الأخضر وببعض تداريج التربة، يقطن المواطن مثقال فقها في الأربعين من العمر، ليروي ملحمة أسطورية أطرافها إحدى عشر آلية عسكرية تتقدمها جرافة إسرائيلية.
"أنا أحب تربية النحل"، بهذه الكلمات بدأ فقها حديثه لـ معا عدا عن انه يشكل مصدر دخل لي ولأسرتي، فكنت امتلك 50 خلية من النحل، وكما تعلم نحن في منطقة حارة، والنحل يحتاج إلى الظل، ولأخرج من هذا المأزق فكرت بأن انصب له عريشا مكونا من قضبان حديد، وسقف تكسوه أكياس الخيش؛ لأوفر له الجو المناسب", السيد مثقال إلى هذه اللحظة يتعجب من انه يملك الأرض المدرجة باسمه، ولكنه محروم وأهالي كردله من البناء البسيط فيها، فما بالكم ببعض الأبنية، التي أقاموها رغم انف الاحتلال، وهي الآن مهددة بالهدم، ويتزاحم فيها 60 نفرا غير قادرين على الاستقلالية؛ لأنها محرمة عليهم، وخيارهم الوحيد للعيش الطبيعي، ترك الأرض للاحتلال، وهذا ما لا يمكن ان يحدث.
|264650|
ما تناولته في سطوري الأخيرة كان يتدفق كبركان غاضب من وجه محدثي، الذي أكمل قصته:" ومع ساعات الفجر الأولى من صباح اليوم الآخر، الذي مضى على النحل بخير، تفاجأت بعدد هائل من دوريات الاحتلال الاسرائيلي تتقدمهم جرافة عسكرية، يحيطون عريش النحل وكأنه حقل ألغام".
رأى كل شيء وكأنه خيال، ولكن سرعان ما استعد وهرول نحوهم؛ ليطلب منهم تأجيل أمر الهدم بحق العريش، لدقائق معدودة فقط؛ ليستطيع إخلاء النحل من صناديقه وحمايته، إلا أن الضابط العسكري رفض، متجاهلا مبادئ الرفق بالحيوان والأخلاق، مطلقا أوامره: اهدموا العريش على ما فيه.
|264651|
ويصف فقها إطارات الجرافة المستبدة والتي لم ترحم وداست ما تحتها، فيقول:"كنت أرى النحل يناجي الحياة، ولكنه لم يقدر ولم ينجح، وبعد هذه المعركة ما بين الاحتلال والنحل المغدور، لم تنجوا إلا ستة خلايا من النحل الذي جمعته بصعوبة، ومن لحظتها قررت أن أتحدى كعادة كردله، واربي النحل واعيد ال 50 خليه، وأنا الآن نجحت بتحقيق 40 جرنا، آخذا الأمان على هذه الأجران في ظل شجرة الزيتون المباركة، على ارض كردله".
في قصتنا من كردله تختلف اتجاهات النظر، ولكنها أبدا لن تشكك بأن كردله المصنفة بأراضي "سي"، قلعة منسية ومهمشة بثروتها الفسيفسائية، ولكنها صامدة ولن تحقق حلم الحاكم العسكري الذي وعد سكانها ذات يوم بمسحها عن الخارطة، وإن كان سكانها قد فرض عليهم الانتساب لقرية عين البيضة المجاورة ببطاقاتهم الشخصية، ليطالبون الآن، بحقهم بالعيش واسترداد الأرض والمياه، وحقهم بالتعليم والصحة، وبمسجدهم الممنوعين من بناءه في القرن ال21 الذي لا بد فيه من احترام الديانات، ومن استرداد اسم كردله القلعة المنسية. |264652|