السبت: 21/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

تلفزيون إسرائيل: من أنت يا "أبو مازن"؟؟

نشر بتاريخ: 08/02/2014 ( آخر تحديث: 08/02/2014 الساعة: 20:37 )
بيت لحم- ترجمة معا - من مولده في صفد وحتى القيادة. تسع سنوات مرت منذ أن خلف "أبو مازن" ياسر عرفات في قيادة السلطة وخلال حكمه في رام الله لم تسجل أية اختراقات ذات مغزى في الاتصالات بين القيادة الفلسطينية وإسرائيل.

وهناك من يقول إن هذا الاختراق لن يحدث اصلا، فهل هذا القائد الذي وصفته إسرائيل بالفرخ الصغير "ليس نسراً" سيصنع التاريخ؟

في يوم الاحد الماضي اعطى أبو مازن مقابلة نادرة لصحيفة "نيويورك تايمز" ادعى فيها بأنه جاهز لاقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح مع تواجد قوات الناتو على حدودها، وبذلك أثار أبو مازن السؤال الجديد القديم هل هو الشريك الأخير لإسرائيل؟

في الأسبوع الأخير قامت القناة الثانية- تلفزيون إسرائيل بسؤال العديد من الاشخاص الذين عرفوا أبو مازن في مواقف عديدة وحاولوا أن يرسموا صورة عن هذا الشخص الذي سيتم عامه التاسع والسبعين في الشهر المقبل.

محمود عباس مواليد صفد سنة 1935، وعندما قامت إسرائيل هرب مع عائلته إلى سوريا وقطر وهناك عمل حتى سنوات السيتينيات ثم اعتبر أحد مؤسسي منظمة تحرير فلسطين، لكنه لم يحسب كناشط ارهابي حتى أنه لم يحظ بشعبية كبيرة.
|264754|
بعد شهرين من فشل مفاوضات عرفات- باراك في كامب ديفيد اندلعت الانتفاضة الثانية. وفي سنة 2003 وبوسط الانتفاضة اضطر عرفات لتعيين أبو مازن رئيس حكومة لديه، وبعد وفاة عرفات عاد أبو مازن وترشح للرئاسة وهذه أول مرة يتحول فيها رجل الظل والرجل الثاني دائما إلى الواجهة.

فاز عباس بنسبة أكثر من 60% وهذا السياسي الذي لم يحمل طوال حياته بندقية حل محل صاحب اللباس العسكري ما جعله رجل مرغوب فيه لدى الغرب.

"أنا لا انصح بالاستهانة برجل تمكن خلال عشرات السنوات من السيطرة على أربعة أو خمسة مواقع قيادية"، هذا ما قاله رئيس الشباك السابق آفي ديختير.

فرخ صوص أم قائد كرزماتي

"انه شخص لطيف جدا وواضح. لديه قيادية وحين تراه يتحدث مع الآخرين من حوله ستدرك حينها من هو القائد وكم يملك من الجرأة" أضاف ديختر.

وفي مقابل ديختر يقول العميد الاحتياط عوزي ديان رئيس المجلس القومي السابق، يقول العكس تماما: "أبو مازن قائد ضعيف جدا وهو يشبه الدمية التي تعلق على مقدمة السفينة".

ومنذ عودة المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين ظل السؤال يطرح نفسه عن جدية ونوايا أبو مازن لصنع اتفاق حقيقي. وفي النهاية يقول الاسرائيليون إن عباس يريد دولة واحدة تنبسط بين البحر والنهر يسكن فيها اليهود لكنها لن تكون دولة يهودية- في اشارة إلى دولة فلسطين.

ويقول الدكتور كوبي ميخال باحث في معهد الامن القومي الاسرائيلي: عليكم أن تعرفوا في النهاية أن أبو مازن لم يكن يقرر حين كان الرجل الثاني، بل كان يتحدا بلسان الاقلية المعقدة وكان عرفات يملي عليه ويطلب منه أن يحمل القلم ويوقع اتفاق اوسلوا.

ويضيف كوبي: أبو مازن ليس هو القائد المعتدل في السلطة ويؤكد هذا الكلام الدكتور يوسي بيلن الذي يرى في أبو مازن أنه من المبادرين لاتفاق اوسلو لكنه قائد براغماتي.

ويقول يوسي بيلن لا أرى خلافا لأبو مازن، سيكون أبو مازن آخر وهذا ما يأمله اليمين الاسرائيلي. ويضيف أنه مع كل الصعوبات ومع ضعف أبو مازن ومع كونه فاقد للكارزمة فإنه القائد الذي يمكنه أن يحمل القلم ويوقع على الاتفاق الذي تحتاجه اسرائيل لتعيش.

سيقدم الوسيط الامريكي جون كيري وثيقة المبادئ للطرفين، ولكن في رام الله والقدس لا تهب رياح سلام قوية وإنما تدور معركة على كسب الرأي العام وهي معركة لا تزال في ذروتها ولا يوجد أي طرف من الطرفين يريد أن يظهر أنه رافض للمفاوضات لا نتنياهو ولا أبو مازن.