الجارديان: "اليرموك" مصطلح اضيف لقاموس الاعمال الوحشية بحق البشرية
نشر بتاريخ: 09/02/2014 ( آخر تحديث: 10/02/2014 الساعة: 14:29 )
بيت لحم - معا - اليرموك، مخيم اللاجئين الذي هو "مدعاة خزي للعالم"، هكذا عنونت صحيفة "الجارديان" البريطانية تقريرا نشرته اليوم الأحد حول مأساة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في العاصمة السورية دمشق.
استهل الكاتب كريستوفر جنيس الناطق بلسان أعمال الإغاثة التي تقوم بها وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، استهل تقريره بالقول إن "مصطلحا جديدا قد أضيف إلى قاموس الأعمال الوحشية التي يقترفها الإنسان ضد أخيه الإنسان، ألا وهو (اليرموك)".
ثم يضيف بأن المخيم الواقع على أطراف العاصمة السورية دمشق كان ذات يوم "القلب النابض" للجالية الفلسطينية اللاجئة في سوريا، والذي كان يسكنه 160,000 من الفلسطينيين، وتسوده حالة من الانسجام مع السوريين على اختلاف أطيافهم.
هذا المخيم الصاخب الذي كان ينبض بالحياة انقلب حاله في الأشهر الستة الأخيرة وأصبح اسمه يرتبط بكلمات جديدة هي سوء التغذية، وموت النساء أثناء الولادة، وغياب الرعاية الطبية، والحصار الذي دفع السكان إلى تناول الأعلاف والحشائش. كل هذا يحدث في عاصمة لدولة هي عضو في منظمة الأمم المتحدة وفي القرن الحادي والعشرين. ما يجري في مخيم اليرموك يلخص الوضع المأساوي والمعاناة الشديدة للمدنيين جراء الصراع الدائر في سوريا.
ثم يورد الكاتب حكاية الطفل خالد ابن الأربعة عشر شهرا والذي أسماه "طفل الحرب" الذي ولد بعد أن أقحم مخيم اليرموك في خضم الصراع السوري الذي انعدمت فيه الرحمة، حيث دخلت إلى المخيم مجموعات من المعارضة السورية، وبدورها سارعت قوات النظام إلى محاصرته. "خلال حصاره برفقة والديه وأشقائه الأربعة، عاش هذا الطفل أثناء هذه المدة القصيرة من عمره أكثر من المعاناة أكثر مما سيعيشه معظمنا طيلة حياته،" على حد تعبير تقرير الصحيفة البريطانية.
ويستطرد الكاتب قائلا إن قصة خالد تجسد الصراع المأساوي في سوريا، غير أنه يجسد كذلك الفرص التي يجب أن ننتهزها. لولا تدخل الدكتور إبراهيم محمد الذي يعمل مع الأونروا لكان خالد قد مات، حيث أن هذا الطبيب عالجه من سوء تغذية حاد يعرف باسم "كواشيوركور" والذي ينجم عن نقص البروتين لفترات طويلة. كما ظهرت عليه أعراض ما يعرف بالكساح أو لين العظام.
يقول الدكتور إبراهيم: "حين شاهدت خالد للمرة الأولى كان عمره خمسة أشهر، وكان يوشك أن يموت حيث عاش على الماء وحده دون طعام إلاّ ما ندر مدة شهرين."
ولدى سؤالها عن الحياة في اليرموك، انفعلت نور والدة خالد البالغة من العمر 29 عاما ثم قالت "لو كنا في الجحيم لكان حالنا أفضل. كنا نغلي البهارات مع الماء ونشربها، وكنا نأكل الحشائش حتى نفدت ولم يعد هناك حشائش نأكلها."
كانت نور قد انجبت خالد في البيت، واستطاعت أن ترضعه مدة شهرين، وبعدها لم يعد جسمها قادرا على إدرار الحليب نتيجة سوء التغذية. كانت تهرب إلى المخيم كميات قليلة من حليب البقر، لكن أسعارها كانت مرتفعة جدا، أما حليب البودرة فلم يكن متوفرا على الإطلاق. تقول أمه إن خالدا كان محظوظا إذ بقي على قيد الحياة فابنة أخيها ماتت في الشهر الرابع من عمرها نتيجة الجوع.
وتضيف الوالدة: "كل من في المخيم كان يتوقع الموت قريبا نتيجة الجوع أو القصف، فالموت كان في كل مكان. إحدى جاراتي توفيت وهي تضع مولودها، حيث أثناء الولادة استدعيت القابلة لمساعدة امرأة أخرى، وما أن عادت حتى كانت جارتي قد نزفت حتى الموت."