السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

خسرناك وخسرك الوطن

نشر بتاريخ: 09/02/2014 ( آخر تحديث: 09/02/2014 الساعة: 21:36 )
كتب : أسامة فلفل

كرب الزمان وفقدان الاحبة خطب مؤلم وحدث موجه وأمر مهول مزعج بل هو أثقل الهموم التي تمر على الإنسان ,نار تستعر ألما وحرقة تحرق مهجة القلب والفؤاد.

فـرحيل الرياضيين المخلصين لوطنهم ومنظومتهم الرياضية يعيد إلينا ذكريات أعمالهم المجيدة وانجازاتهم العظيمة وعطائهم الكبير.

بالأمس رحل هرما رياضيا كبيرا صاحب المدرسة الرياضية وأحد أبرز مؤسسي النادي الأهلي الفلسطيني عام 1974م المرحوم سمير عبد الرحمن درابيه رجل المواقف الصعبة وجسر الوحدة المشهود له بالتفاني والإخلاص بعد مسيرة رياضية حافلة بالعطاء.

لقد كان للفقيد الراحل اسهامات كثيرة على مدار العقود الغابرة وحمل مشعل الرياضة الفلسطينية في خضم مرحلة التحدي إبان سنوات الاحتلال وساهم في دوران عجلة الحركة الرياضية فعمل مع مجموعات النخب الرياضية من جيل الرواد وأبطال فلسطين المخضرمين على نشر لعبة الملاكمة والمصارعة في قطاعنا المثابر خلال هذه الفترة وكانت له بصمات جلية في ما تم تحقيقه من انجازات رياضية للأهلي الفلسطيني على مستوى الألعاب الرياضية المختلفة.

شغل الفقيد الراحل أبا مازن العديد من المراكز القيادية بالنادي الأهلي وترأس الاتحاد الفلسطيني للمصارعة مع قدوم السلطة الوطنية.

كان رياضيا شاملا وبطلا مهابا وإداريا ناجحا وقيادي محنك وفذ ,ترك بصمات واضحة وحقق انجازات خالدة على خارطة الرياضة الفلسطينية (بطلا وإداريا وقائدا منذ فترة السبعينات وحتى تاريخ وفاته).

كان الفقيد رغم مرضه وحالته الصحية دائما وأبدا في قلب الأحداث الرياضية ومع نبض الحركة وكان النادي الأهلي الفلسطيني شغله الشاغل رغم الظروف القسرية التي حالت دون وجوده في مركز صنع القيادة.

حقيقة إن رحيل سمير درابيه يمثل خسارة كبيرة للرياضة الفلسطينية بوصفه من أبرز الشخصيات المعطاءة والتي أثرت الحركة الرياضية وقدمت الكثير على مدار العقود الماضية.

لقد رحل أبو مازن وترك للوطن إرث رياضي كبير سيظل على الدوام يذكرنا بالأمجاد والانجازات التي تحققت.,وللتاريخ كان سمير درابيه أحد أهم ركائز النهضة الرياضية في فترة السبعينات في قطاع غزة ,وعمل على تدشين جسور التواصل وتوحيد الجغرافيا الفلسطينية من خلال إقامة المهرجانات والبطولات والمسابقات الرياضية مع الأشقاء بالضفة الصامدة ,وترجم هذا العمل الوحدة الرياضية والوطنية بأبهى صورها.

لقد فقدناك اليوم يا أبا مازن ولكننا أقوى ,فرحيلك جدد فينا الدماء وأنبت فينا بذور التحدي وهيج فينا بحور العطاء ,سلام عليك لقد كنت بحق نجما على الأرض تاقت إليه السماء.

ختاما...

طوبى لمن قدم وأعطى الوطن وتبتل في محراب عشقه ونهل من معين حبه فاكتسب سمة التميز والتألق والإبداع وصنع المعجزات ورسم خارطة الانجازات.