أوراق .. من القدس
نشر بتاريخ: 09/02/2014 ( آخر تحديث: 09/02/2014 الساعة: 21:40 )
بقلم : بدر مكي
الجمعية .. الجامعة
فجأة .. ظهر فريق جمعية الشبان المسيحية بالقدس .. في جريدة القدس و وكالة بال سبورت .. والمقصود هنا .. فريق اواخر السبعينيات و اوائل الثمانينيات .. بقيادة المدرب الشهير والخلوق عقيل النشاشيبي .. من يذكر هذه الفترة الذهبية في عمر كرة القدم الفلسطينية .. لا بد له ان يتذكر فطاحل الكرة في رئتي الوطن .. ومن ضمنها بالطبع القدس الشريف .. حيث ضم فريق الجمعية حينذاك .. سليم رزق الله، ماجد البلبيسي، سفيان جعفر، احمد ابو دلو، هاني مجاهد، ناصر البرق، ابراهيم المشعشع، شهاب القواسمي، عيسى القواسمي، محمد شهوان، ابراهيم الاطرش، موسى شاكر، محمد صندوقة، ماهر عبد الواحد، اياد سنقرط، عصام عقل، حازم الشاويش، ماهر ابو دلو .. وغيرهم .. لعمري .. انهم يشكلون منتخبا قائما بذاته.
امتاز هؤلاء بالفنيات العالية والاخلاق الرفيعة .. ولهذا فقد اسروا القلوب .. وكانت جماهير الجمعية (الواي) من مختلف المحافظات .. وكان النشاشيبي قد عاد من انجلترا في العام 79، بعد ان حاز على شهادة تدريب في لعبة كرة القدم .. وكان عقيل يؤمن باللعب من لمسة واحدة وعلى الاطراف .. بحيث يكون سواعد الدفاع .. هم اجنحة مساندة لهجمات الجمعية .. وكان من لمساته السحرية .. التأكيد على حسن الاستلام والتسليم للكرة من الزميل للزميل .. ومن خلال الكرات الارضية .. بعيدا عن الكرات العالية .. وقد جاء بفريق متجانس يحارب من اجل اللعبة .. بروح رياضية عالية .. وابدع هؤلاء .. وكانت الجماهير تحتشد في ملعب المطران بالقدس العربية، لرؤية (الواي) امام غزة الرياضي، رفح، سلوان، شباب الخليل، البيرة، العربي بيت صفافا، مركز طولكرم وبلاطة وارثوذكسي بيت جالا وشقيقه الساحوري وشباب وهلال اريحا.
ما اجملها من ايام .. كان موعد التدريب ..مقدس لهؤلاء اللاعبين .. وكان الانتماء هو العنوان في مدرسة الجمعية .. التي قادها اولاد ناصر وريمون زبانة، و واصف ظاهر، وطوني عبود، وميشيل عصفور، ومن بعدهم الاطرش ويوسف فتيحة.
عندما كنا نذهب الى الجمعية .. تشعر وكأنك في بيتك .. الملاعب دائما مشغولة (الطائرة، السلة، اليد) وقاعة كرة الطاولة والمسبح وملعب الاسكواش والريشة الطائرة وكرة المضرب.
عقيل .. يعود من بعيد .. مع نفس ابنائه الذين قادهم قبل ثلاثين عاما ونيف .. في قاعة مدرسة الفرير بالقدس .. يذكرنا بالزمن الجميل .. المبني على القيم النبيلة واهمية الصداقة .. والانتماء للقدس اولا ودائما وابدا .. كانت الجمعية .. مؤسسة جامعة .. تؤمن باهمية التلاحم الاسلامي المسيحي .. والوحدة الوطنية .. ولذا تحلقنا حولها .. كلنا .. كما كانت معقلا لرابطة اندية الضفة وعنوانها.
حاتم .. يقف كشجر الزيتون
جدد الاحتلال الاعتقال الاداري للنائب حاتم قفيشة .. وقد امضى حاتم اكثر من احد عشر عاما .. خلال عمره المديد .. في غياهب سجون الطارئين على هذه الارض .. حاتم قفيشة .. الاعلامي الرياضي والاداري البارع .. ونائب رئيس جمعية الشبان المسلمين بالخليل .. وعضو اتحاد كرة قدم سابق .. وكانت بدايات اعتقاله الاداري في عام 90، ويشتهر حاتم بحلاوة اللسان المجبول بمبادئ الخلق الكريم .. وحرصه على النسيج الاجتماعي في الخليل وخارجها .. كان دائما يجمع ويأسر القلوب .. وكانت كلماته برداً وسلاماً.
في عهده .. اشتهرت جمعية الشبان المسلمين بالخليل .. وكان هذا الفتى فلسطينياً وطنياً بامتياز .. وكان لا يخشى في الحق لومة لائم .. وكان سيفاً مسلطاً على الاحتلال .. ولذا كان الاحتلال متربصاً به دوماً .. وقد كان نصيراً لاسر الشهداء وأخاً حنوناً للمعتقلين .. ليفرج فوراً عن ابن الحركة الرياضية .. حاتم قفيشة .. اخ كريم .. وصديق صدوق .. يقف دائما كشجر الزيتون.
الجدعان .. في اول مكان
احتفل الجدعان بالعيد الستين للتأسيس .. مركز شباب بلاطة .. معقل الابطال والشهداء .. مفجر الانتفاضة الاولى .. له فريق بكرة القدم يعتد به .. هذا الموسم .. بفضل جهود ابنائه المخلصين .. وقد كان المركز مشهوراً بالعاب كرة الطائرة والسلة واليد.
تعرفت عليهم عن قرب .. واحببتهم .. اولاد يونس وفارس ونصر الله وحرب وحمدان .. وبالطبع خليفة الخطيب الذي يقود الكتيبة بامتياز .. ورغم خسارته الاخيرة .. الا ان السؤال الذي يطرح نفسه بقوة .. امام النتائج الايجابية التي يحققها الجدعان والاداء المبهر .. لماذا لا يقف فرسان بلاطة على منصة التتويج محتفياً بلقب المحترفين !!
ونقول لهم .. تقدموا .. تقدموا .. لطالما تكلم المخيم .. وارجو ان يتكلم هذا الموسم.