في ختام قمة المنظمات غير الحكومية الفلسطينية والإسرائيلية والأوروبية: الدعوة لتحقيق حل الدولتين
نشر بتاريخ: 14/06/2007 ( آخر تحديث: 14/06/2007 الساعة: 03:15 )
بيت لحم -معا- اختتم مؤتمر منظمات السلام الدولية أعماله اليوم في مقاطعة توسكاني بإيطاليا، والذي استمر طيلة ثلاثة أيام بمشاركة المئات من الشخصيات والمنظمات الفلسطينية والإسرائيلية والأوروبية.
ودعا البيان الختامي للقمّة إلى ضرورة العمل سريعاً على تحقيق حلّ الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية قبل فوات الأوان وتبني مبادرة السلام العربية كأساس للحلّ.
وقد هدف المؤتمر إلى بحث سبل تفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني في الضغط على الحكومات لتحقيق سلام عادل وشامل في المنطقة.
وأعلن البيان الختامي لمؤتمر المنظمات غير الحكومية الدولية للسلام أن منتدى المنظمات الفلسطينية والإسرائيلية غير الحكومية للسلام، وبالتّعاون مع حكومة مقاطعة توسكاني؛ يسعى إلى المضي قُدُماً لتفعيل العودة إلى طاولة مفاوضات السّلام الفلسطينيّة الإسرائيليّة المتوقفة، وذلك عبر انعقاد قمة مؤسسات المجتمع المدني للسلام، والهادفة إلى تأسيس ائتلاف واسع لقوى سلام فلسطينية- إسرائيلية- أوروبية والّتي ستعمل وسط تنسيق الجهود للضّغط على حكومات المنطقة لاتخاذ خطوات عاجلة للعودة إلى المفاوضات السياسية، وإنهاء الاحتلال، وتأسيس الدّولة الفلسطينيّة المستقلة والقابلة للحياة على أساس حدود الرابع من يونيو 1967، إلى جانب دولة إسرائيل.
وألقى في ختام المؤتمر رومانو برودي رئيس الوزراء الإيطالي كلمة قال فيها أن "مؤسسات المجتمع المدني تعدّ الأكثر حساسية وأهمية في المجتمعات، لذا فإنه يكمن على عاتقها مسؤولية تدمير جدار الكراهية حتى التوصل إلى تحقيق السلام، خاصة في هذه الظروف التي تزداد فيها حالة الفلسطينيين سوءاً في ظل أحداث الاقتتال الداخلي".
وأضاف "أرسل من هنا إلى الشعب الفلسطيني رسالة تعاطف وحزن لما يجري في غزة وأدعو كافة الأطراف إلى التوقف الفوري عن جرّ الشعب الفلسطيني إلى مزيد من المعاناة والبؤس، ولا سبيل إلى ذلك إلاّ باتباع مبدأ الحوار".
وأكد برودي أن السلام الحقيقي والدائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين هو سبيل الاستقرار في المنطقة، ولن يتحقق إلا عندما يتمكن الطرفان من تفهم مطالب ومخاوف كل منهما، وأن أهم ما يجب أن يؤمن به الجانبان هو أن الحلّ العسكري لن يجلب السلام.
بدوره أكد اللواء جبريل الرجوب عضو المجلس الثوري لحركة فتح ومستشار الرئيس السابق للأمن القومي، "أنه لدى الطرف الفلسطيني والإسرائيلي رؤية مشتركة، وعلينا أن نحدد عدونا المشترك وهو الاحتلال أولاً، والخطوات أحادية الجانب ثانياً، والتطرف ثالثاً، وبالتالي فإننا إذا استطعنا أن نحدد أعداءنا الحقيقيين مسبقاً فسيكون بإمكاننا المضي قدماً نحو تحقيق السلام".
وطالب الرجوب بدعم حكومة الوحدة الوطنية ودعم اقتراح الرئيس محمود عباس بوقف إطلاق نار شامل مع إسرائيل في قطاع غزة والضفة الغربية.
وأردف الرجوب في كلمته أن "شرعية وجود دولة إسرائيل بناء على قرارات الأمم المتحدة لن تتحقق إلا إذا خلقت الدولة الفلسطينية على أساس نفس هذه القرارات، لأن الدولة الفلسطينية هي مفتاح الشرعية في المنطقة".
ودعا إسرائيل إلى عدم تفويت الفرصة وتبني مبادرة السلام العربية كونها ستمنحها اعترافاً جماعياً بها، وحلاً شاملاً لقضايا الأمن والحدود. وطالبها بتوضيح موقفها "ما إذا كانت تريد الأمن والسلام أو دولة عنصرية منعزلة بسبب الجدار الفاصل والذي لا يؤدي إلا إلى العزلة في المنطقة".
أما رئيس الكنيست السابق إبراهام بورغ فقد أكد أن الجميع يمرّ الآن عبر امتحان وهو ما يجري في قطاع غزة، وقال "لا يجب أن نفرح لمعاناة الشعب الفلسطيني خاصة ما يجري في غزة، فنحن كمعسكر سلام إسرائيلي لا نريد تناحراً داخلياً، حيث لا نستطيع تحقيق السلام في هذه الأجواء وعلينا أن نستغل إنهاء الاحتلال كخطوة أولى على طريق طويلة حتى تحقيق السلام".
ووجه بورغ دعوة للمجتمع الأوروبي قائلاً "ابتلعوا كبرياءكم واجلبوا أمريكا لطاولة السلام". وأضاف أن التحالف الثلاثي مابين المنظمات الفلسطينية والإسرائيلية والأوروبية، هو "رؤية لخلق قوات متعددة الجنسيات للسلام وليست قوات عسكرية، بحيث تمثل هذه القوات بداية التدخل الدولي لتحقيق السلام والتسامح في المنطقة".
هذا ورأى د. رياض المالكي رئيس منتدى المنظمات غير الحكومية للسلام عن الجانب الفلسطيني والمدير العام للمركز الفلسطيني لتعميم الديمقراطية وتنمية المجتمع- بانوراما؛ أن أهم ما تميز به هذا المؤتمر هو أنه "وللمرة الأولى يتبنى فيها الفلسطينيون والإسرائيليون والأوروبيون المبادرة العربية للسلام على مستوى علني".وطالب المالكي رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي بالتدخل لدى المجتمع الأوروبي "للتحرك نحو دفع الأطراف للجلوس معاً، ولوقف الاقتتال، وإنهاء الصراع اليوم قبل الغد".
وقد تبنت القمة مواقف رئيسة تضمنت التأكيد على أهمية دور مؤسسات المجتمع المدني في تهيئة الظروف اللازمة للترويج لعملية السلام الإسرائيليّة الفلسطينيّة، وقد تعهد كافة المشاركين بالسعي إلى تحقيق إنجاز حقيقي على الأرض لتحقيق سلام دائم وعادل وشامل ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين، على أساس قرارات الأمم المتّحدة الداعية إلى إنهاء الاحتلال، والقائمة على مبدأ حلّ الدولتين عبر المفاوضات السياسية، والدفع باتجاه قبول مبادرة السلام العربيّة كإطار رئيسي لمفاوضات السلام، والدعوة إلى وقف كافة الإجراءات أحادية الجانب، بما يشمل توسيع المستوطنات وبناء الجدار على الأراضي الفلسطينية، وكذلك الإجراءات الأحاديّة في القدس الشّرقيّة والتي تهدد تحقيق حل الدّولتين، والمطالبة بوقف إطلاق شامل للنار الأمر الذي سيوفر الظروف المواتية للعودة إلى المفاوضات المعلّقة.