هكذا سقطت المصالحة والأحزاب من اهتمامات الجمهور!!
نشر بتاريخ: 10/02/2014 ( آخر تحديث: 10/02/2014 الساعة: 17:14 )
بيت لحم- كتبت غرفة تحرير معا - يتبين من خلال المتابعة المستمرة لغرفة التحرير في وكالة معا أن هناك تراجعا في اقبال القرّاء، والذين بحسب الاحصائيات غالبيتهم من الشعب الفلسطيني، على متابعة الأخبار المتعلقة بالمفاوضات مع إسرائيل والاستيطان والمصالحة واخبار الاحزاب والتنظيمات الفلسطينية، في حين لوحظ ارتفاع كبير في الاقبال على متابعة الاخبار المتعلقة بالوضع الاقتصادي للسلطة والرواتب والأسعار والإضرابات والاحتجاجات النقابية.
وخلال السنوات الاخيرة بدأ التراجع واضحا في حجم المتابعة للاخبار المتعلقة بالمصالحة، حتى أن العناوين التي تحمل اكثر التصريحات تفاؤلا لم تعد تجتذب تلك الاعداد من القراء، وهذا يعود على ما يبدو لعدم ايمان الجمهور بامكانية تحقيق المصالحة وفق المعطيات الراهنة وسقوط مصداقية المسؤولين عن هذا الملف لدرجة أنه لم يعد يحوز على أي اهتمام شعبي.
|265028|
كما أن المفاوضات لم تعد اولوية القراء، وتراجع الاقبال على متابعة هذه الاخبار، الا في جزئيتين الاولى, ربط انفراج المفاوضات بالوضع المالي للسلطة وطرح تسهيلات وتشغيل العمال, اضافة ان الاهتمام بها ارتفع خلال الافراج عن اسرى، والثانية جزئية تتعلق بان الاتفاق يلبي الحد الادنى من حقوق الفلسطينيين .
كذلك اخبار وتصريحات المسؤولين الحزبيين لم تعد تحوز اهتماما كما يظهر من خلال اعداد القرّاء. فعلى سبيل المثال احزاب منظمة التحرير فانها في نظر البعض فاقدة لدورها لاسباب اهمها انه لا يوجد موقف واضح في مختلف القضايا لان هناك قدم لها في السلطة دون تأثير, والقدم الاخر انها تدافع عن مصالح الجمهور.
بالنسبة لحركة حماس, فان اهتمام الناس باخبارها وشعاراتها منذ سيطرتها على قطاع غزة انخفض لان الجمهور بات يعتقد انها باتت تستخدم المقاومة لاغراض سياسية وحزبية لاستمرار سلطتها في غزة اضافة انها في شعاراتها تكاد تشبه السلطة بزي مختلف.
بالنسبة لحركة فتح, اخبارها ونشاطاتها لا تلقى اهتماما كبيرا لدى الجمهور من خلال نسبة القراء الذين يرون انها رهنت نفسها منذ اتفاق اوسلو بالسلطة لذلك فكل مواقف قياداتها مهما علا شـنها ليس لها تأثير في القضايا المهمة لا سيما مسار المفاوضات .
في المقابل قفزت نسب القراء بشكل كبير في تناول الاخبار المتعلقة بشؤون حياتهم اليومية كالرواتب والأسعار، وحظيت الاخبار المتعلقة برفع اسعار بعض السلع والخدمات باهتمام واسع، لا سيما في ظل موجة الغلاء الاخيرة وبالتحديد اسعار الخضار والفواكه بعد موجات الصقيع وانحباس الامطار.
أيضا رأى المحررون في وكالة معا اهتماما كبيرا من قبل قرائهم بمتابعة اخبار النقابات والإضرابات التي خاضتها بعض القطاعات مثل الصحة والتعليم، وعلى الرغم من كثرة التصريحات التي كانت تنطلق بشأن هذه الإجراءات إلا أن القراء كانوا يهتمون بشكل لافت بكل ما يقال في هذا الشأن.
إضافة إلى ما ورد، فإن القراء يبدون اهتماما ليس ببسيط بالاخبار المتعلقة بالشأن الإسرائيلي وعلى وجه الخصوص تلك الاخبار التي لها علاقة بالقضية الفلسطينية. اضافة الى الاخبار المتعلقة بالشأن العربي خاصة المتغيرات الكبيرة حول قرب انفراح مخيم اليرموك ومؤتمر جنيف ومجيء السيسي لكن الاحداث اليومية لم تشهد اهتماما.
من جانبه رأى المحلل السياسي طلال عوكل في حديث لـ معا أن الموضوع الوطني العام والمصالحة في مقدمة هموم المواطن، ولكن هذا المواطن يشعر بخيبة أمل واحباط نظرا للتجارب وبث الآمال الفارغة بالمصالحة.
وأضاف "الناس يشعرون أن الحركة الوطنية الفلسطينية في هذه المرحلة تعاني من عجز في تنفيذ المشروع الوطني ومواجهة التحديات التي تفرضها إسرائيل".
وأبدى عوكل تفهمه لشعور المواطنين باهمية الضائقة الاقتصادية، وقال: الصمود على الأرض يتطلب امكانيات للعيش الكريم وبالنسبة للناس فإنهم يعانون من البطالة والفقر المتزايد وشعور بالتهميش وقلة الحركة وانسداد الأفق بالنسبة لفرص العمل مما يجعل الناس تبحث عن أسباب الصمود بالدرجة الأولى.
وأشار إلى أن السلطات الموجودة خلقت فرص عمل معينة لعناصرها وكوادرها بحيث أن كثيرا من الناس لا يجدون مثل هذه الفرص، وهذا يشير إلى مدى السوء الذي وصل إليه اداء الحركة الوطنية بجل رموزها وعناصرها.
|265030*طلال عوكل|
وردا على سؤال، ما إذا وصل المواطن الفلسطيني الى مرحلة عدم ثقة لن يتجاوب معها مع اي متغيرات تستلزم منه التحرك على الأرض، رأى عوكل ان الشارع الفلسطيني لا يستطيع التخلي عن واجبه، داعيا الى الوقوف عند تجارب التاريخ وقراءتها والتي اثبتت ان المواطن الفلسطيني لم يتخل خصوصا وأنه الضحية.
وحول امكانية حدوث انتفاضة ثالثة كما تروج إسرائيل، قال عوكل: "قرارات التصعيد ورفع وتيرة المواجهة هي قرار إسرائيلي، في غزة الناس دفعوا ثمن حرب 2012 وثمنا اكبر في 2008، والناس كانت ضحية لعدوان إسرائيلي فهذا الموضوع لا يتحكم فيه مزاج أو الفصائل".
وأضاف أنه في حال فشل المفاوضات والعودة إلى مربع الاشتباك مع الاحتلال فانه يتوجب اعادة صياغة العلاقة مع المواطن الفلسطيني ليتحمل اكثر.