مثلث "برمودا" بين الأسطورة والأبحاث العلمية الأمريكية
نشر بتاريخ: 11/02/2014 ( آخر تحديث: 11/02/2014 الساعة: 09:14 )
بيت لحم - معا - ارتبط اسم "مثلث برمودا" على مدى عشرات السنين بالكثير من عمليات اختفاء سفن وطائرات اكتنف ظروف اختفائها الغموض والسرية المزعومة في بعض الأحيان، لكن للولايات المتحدة رأي آخر في أسطورة "برمودا" التي وصفتها بالكذبة الكبيرة وقصص الاختفاء بالترهات حسب وصف إدارة المحيطات والغلاف الجوي الأمريكية "NOAA".
أعلنت "NOAA" المسؤولة حصرا عن التحذير من العواصف التي تضرب الولايات المتحدة سنويا إضافة إلى التوقعات الجوية، عبر موقعها الرسمي بأن "مثلث برمودا" وهو الاسم الذي ارتبط بالمجال البحري الواقع بين ميامي وبورتيريكو وجيرة برمودا لا يعاني من أي لعنة او وصمة ولا يخضع لأي تأثير خارجي أو تأثير أطراف أخرى كما ادعت جهات معينة على مدى سنوات.
وازداد الاهتمام بالمنطقة المذكورة بعد اختفاء أكثر من 50 سفينة و20 طائرة تحمل على متنها 135 شخصا هم أفراد طواقمها على مدى السنوات السبعين الماضية وكان الاختفاء في ظروف غامضة.
وقالت "NOAA" جازمة بانه لا يوجد أية أدلة تشير إلى أن جميع عمليات الاختفاء الغامضة قد تمت بسبب الموجات المغناطيسية المرتفعة بما يفوق ما يشهده المحيط الأطلسي الذي يعج بالحركة والسفن.
وقال الناطق بلسان "NOAA" في مقالة مفصلة استندت إلى معلومات علمية قاطعة وثابتة الصحة اعتمدت أيضا على معطيات الأسطول الحربي وحرس السواحل الأمريكي "كل ما قيل عن برمودا خرافة وترهات وإن سلسلة الأحداث المأساوية التي شهدتها المنطقة تعود لسوء الأحوال الجوية شديدة التقلب والتي تتغير من النقيض إلى النقيض بسرعة كبيرة لتجد السفن والطائرات موضوع القصص نفسها وسط هذه المتغيرات المتطرفة".
وأضاف الناطق "السبب الرئيسي للمآسي يتمثل بسوء التقدير والتوجيه واخطاء خطيرة تتعلق بتوجيه السفن والطائرات إضافة إلى انفجار بعض البراكين وانفلات غاز الميثان من طبقات الأرض في قعر المحيط إضافة إلى العواصف والأعاصير التي وجدت السفن نفسها في قلبها الثائر دون طاقم توجيه مدرب ويعلم كيفية الخروج منها".
ويصنف حرس السواحل الأمريكي كقوة عسكرية أمريكية لا تعترف مطلقا بمنطقة مثلث برمودا كمنطقة جغرافية خاصة تحمل مخاطر متطرفة من أي نوع كان تهدد السفن والطائرات بما يختلف عما يمكن لهذه السفن والطائرات أن تواجهه في أي مكان آخر من العالم لكن "NOAA" فضلت إجراء أبحاث ودراسات معمقة شملت دراسة أدق تفاصيل الكوارث البحرية والجوية التي شهدتها المنطقة على مدى السنوات الماضية دون أن تجد ولو دليل أو إشارة واحدة تشير إلى تعرض هذه السفن والطائرات لأي ظرف أو عامل أو سبب آخر غير فيزيائي.
ورغم أن سمعة برمودا السيئة بدأت مع رحلة كريستوفر كولومبوس التي اكتشف فيها أمريكا الشمالية والذي سجل في دفتر يوميات وتحت عنوان 8/10/1492 بانه شاهد شيئا غريبا يحدث في المنطقة لكن خمسينيات القرن الماضي شهدت ظهور ونمو ورسوخ الأسطورة، وذلك في أعقاب تقرير صحفي نشرته وكالة الأنباء الأمريكية "AP" تناولت فيه سلسلة حوادث اختفاء السفن والطائرات بينها اختفاء 5 قاذفات متخصصة في مكافحة السفن وطائرتان مدنيتين ابتلعتها مياه المنطقة دون أن تترك خلفها أي اثر.
على هذا الأساس تم إنتاج فيلم تلفزيوني كما أقيم داخل إحدى القواعد العسكرية في مدينة "لاودرل" بولاية فلوريدا متحفا صغيرا يخلّد فيه بشكل أساسي حادثة واحدة تتمثل باختفاء السرب الجوي رقم "19" والمشكل من 5 قاذفات كانت تشارك في تدريب روتيني في ديسمبر 1945.