الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

كازاخستان ستغير اسمها لتهرب من لعنة أفغانستان وسمعة باكستان

نشر بتاريخ: 11/02/2014 ( آخر تحديث: 11/02/2014 الساعة: 09:16 )
بيت لحم- معا - اقترح نور سلطان كزاييف الرئيس الأبدي لجمهورية كازاخستان تغير اسم بلاده بإزالة مقطع "ستان" من الاسم وذلك لإبعادها عن أفغانستان وباكستان والسمعة السيئة المقترنة بهذه البلدان بهدف تحسين صورة بلاده وتشجيع المستثمرين الأجانب على القدوم إليها والاستثمار بها.

واقترح الرئيس الكزخي الذي قال بأنه سيعود لمناقشة شعبه بالموضوع تغيير اسم الجمهورية الإسلامية الكائنة في أسيا الوسطى ويبلغ عدد سكانها ما يقارب 2 مليون نسمة والتي كانت لأكثر من سبعة عقود جزء من الاتحاد السوفيتي السابق ليصبح الاسم الجديد "كزخ-يلي" أي دولة الكزخيين وذلك لإثارة انتباه واهتمام المستثمرين المهتمين أكثر بدولة منغوليا.

قد يبدو تغير اسم الدولة والبلاد لأغراض تسويقية أمرا غبيا لكن للرئيس الكزخي الكثير من الأسباب المنطقية وفقا لصحيفة "معاريف" العبرية التي أوردت النبأ، حيث اظهر تعداد السكان الأخير الذي جرى عام 2009 أن 63% من سكان الدولة هم من الكزخيين و25% من الروس فيما تتوزع نسبة الـ 135 المتبقية على عدة مجموعات عرقية قدمت من أسيا الوسطى مجموعات أوروبية مثل البولنديين والألمان الذين تم تهجيرهم بعد الحرب العالمية الثانية.

ولا زالت كازاخستان بعيدة عن كونها ذات غالبية كزخية متجانسة فاللغة الروسية هي اللغة الرسمية للبلاد والمستخدمة في دواوين الحكومة وأوساط رجال الأعمال والشركات، فيما يدين غالبية سكانها بالإسلام مع وجود جالية مسيحية ارثذوكسية كبيرة لذلك هناك ضرورة لان تحمل اسما يعكس هذا التنوع.

وسجل التاريخ القريب حالات مماثلة حيث غيرت جمهورية "غروزنيا" اسمها لتصبح جورجيا المعروفة حاليا وذلك لأسباب تتعلق هي الأخرى بصورتها الدولية كما غيرت جمهورية "سيام" اسمها التي حملت هذا الاسم منذ القرن الرابع عشر حتى عام 1939 لتصبح تايلاند المعروفة حالية بعد أن قررت الطغمة العسكرية الفاشية التي كانت تحكم البلاد في تلك الفترة تغير الاسم والتخلي عن "سيام" التاريخي لتعود خلال الحرب العالمية الثانية إليه وتصبح جمهورية "سيام" مرة اخرى قبل أن ترجع عام 1948 مرة أخرى لاسم تايلاند وذلك على خلفية الحرب الباردة كراهية الصين الشعبية.

وتوجد جمهورية كازاخستان في وضع مماثل حيث تقع في منطقة حكمها على مدى أجيال عديدة مجموعات اثنية "كزخية" سيطرت عليها على مدى مئات السنوات وتبلورت كيانات سياسية يحكمها أشخاص أطلقوا على أنفسهم لقب "خان" وسيطروا في كثير من الأحيان على مناطق شكل فيها الكزخيين أقلية لتتعقد الأمور أكثر في القرن التاسع عشر مع احتلال روسيا القيصرية للمنطقة واستجلاب مجموعات أثنية روسية كبيرة وفرضت اللغة والثقافة الروسية الوضع الذي تعزز وتلقى دفعة جديدة إبان الحكم السوفيتي الذي انتهى عام 1991 لهذا نجد سكان الدولة مكونين من مجموعات اثنية عديدة تختلف ثقافيا وتربويا وتاريخيا عن سكانها الكزخيين الأصليين.