مسلحو حماس يداهمون منازل الفتحاويين في القطاع ويعتقلون قادة الاجهزة الامنية - مسؤول فتحاوي بكى على اثير تلفزيون فلسطين

بيت لحم - تقرير معا - في ظل غياب وجود صحافيين اجانب ووكالات انباء اجنبية تعمل في قطاع غزة تبقى القصص دفينة صدور الصحافيين المحليين الذين يبدون الكثير من التحفظ او الكتمان في سرد القصص خشية على حياتهم حيث ان مراسلي الوكالات الاجنبية العاملين في قطاع غزة هم من سكان وعائلات غزة ولا يجرؤون على الخوض في تفاصيل ما يجري خشية من انتقام المسلحين الحمساويين او الفتحاويين في منطقة لم يعد فيها محاكم ولا دور قضاء .

وقد بدا واضحا ان مشاهد اعدام ضابط الوقائي سميح المدهون وسط الشارع من دون محاكمة قد أثرت كثيرا على السكان وشهود العيان الذين يفضلون عدم ذكر اسماءهم .

وعقب الانهيار الكبير الذي تعرضت له معاقل الاجهزة الامنية في قطاع غزة ، شرعت حركة حماس في مداهمة مواقع غير امنية تابعة لحركة فتح الى جانب حملة مداهمات واسعة من بيت الى بيت ضد قادة ونشطاء حركة فتح .

وأكد نشطاء وقادة في حركة فتح في قطاع غزة في اتصالات هاتفية مع وكالة معا منذ فجر اليوم ان مقاتلي كتائب القسام ومسلحي القوة التنفيذية يداهمون منازلهم ويفتشونها بحثا عن " مطلوبين " من قادة ونشطاء الحركة على حد قولهم .

احد نشطاء فتح في مدينة غزة قال ان المسلحين خلعوا بساط منزله بحثا عن مخبأ او غرف سرية ، في حين ادّعى اخر ان المسلحين يتعاملون معهم بصورة مهينة ومذلة امام اطفالهم ونسائهم دون اعتبار وانهم تجاوزوا الاحتلال في السلوك الفظ والشائن حسب وصفه .

وفي ذات الاطار قال مدير الاخبار في تلفزيون فلسطين احمد زكي العريدي لوكالة معا " ان مسلحين من حماس قد استولوا على مقر هيئة الاذاعة والتلفزيون في منطقة المنتدى وان فنيي فضائية الاقصى التابعة لحماس قد استولوا على المقر ونقلوا انفسهم ليبثوا هم من هناك " . ووصف احمد زكي ما يحدث بانه قرصنة وعربدة حيث ان تلفزيون فلسطين مؤسسة اعلامية لا شان لها بصراعات حماس مع اجهزة امن السلطة من وجهة نظره وأضاف : ان اسرائيل الاحتلال تسمح لمراسلي التلفزيون الايراني بالبث من داخلها في حين ان حماس لا تسمح لاذاعة الشباب التابعة لفتح ولا لصوت فلسطين او تلفزيون فلسطين بالبث وتستولي على وسائل الاعلام المختلفة معها في الانتماء وتنهب اجهزتها .

من جانبها حماس لم تتطرق في وسائل اعلامها سوى لقيام نشطاء فتح في الضفة الغربية باعتقال موظفي قناتها في رام الله والى اعتداءات نشطاء فتح على عناصرها ومقراتها في الضفة الغربية .

حماس اعلنت صباح اليوم الجمعة انها اعتقلت جمال كايد وتوفيق ابو خوصة ومصباح بحيصي وحمودة الشيخ علي وهم من رموز فتح ومن قادة اجهزة الامن ووصفتهم بالمجرمين المتورطين مع " التيار الخياني " في حين يخشى المراقبون ان تواصل حماس محاكمة خصومها السياسيين دون محاكمة ودون السماح لهم او لمحاميهم بالدفاع عن انفسهم .

وفي هذا الاطار قال محمد عبد النبي من قادة فتح في الضفة : ان حماس حركة طالبانية لا مجال لتصبح حضارية على حد قوله واضاف لمعا : ان الاحتلال الامريكي حين اعتقل الرئيس العراقي صدام حسين سمح له بمحاكمة علنية قبل اعتقاله اما حماس فتحاول ان تنصب نفسها في غزة وكيلا لله وللسماء ولم يبق الا ان تصدر صكوك غفران مثل القرون الوسطى . كما قال.

واضاف : ان حماس تحاول البحث عن شرعية اخلاقية وسياسية لانها تعرف عجزها عن ادارة حياة الفلسطينيين من دون حركة فتح لذلك استجلبت خالد ابو هلال الذي هو عنصر من عناصرها وقدمته على انه قائد في كتائب شهداء الاقصى رغم انه مفصول من حركة فتح بقرار من اللجنة المركزية منذ عام ونصف العام ، وان حماس ستندم وتعض على اصابعها حين تتوسل للفتحاويين مساعدتها في الحكم بعد ايام او اسابيع " على حد قوله .

تلفزيون فلسطين والذي نقل مقره الرئيس الى مدينة رام الله ظل يبث اليوم صور الرئيس الراحل ياسر عرفات وفتح موجة خاصة للحديث عن الانقلاب لعسكري في غزة ، ولم يتردد نشطاء من فتح باتهام حماس بالتعاون مع امريكا لكسر فتح على حد قول الناشط الفتحاوي عبد الله من بيت لحم .

اما باسم ابو سمية رئيس هيئة الاذاعة والتلفزيون فقال لوكالة معا : اننا سنطالب وبشكل فوري حركة حماس برد الاعتبار الوطني واعادة كل المقتنيات والاجهزة والمقرات والتعويض عن كل الخسائر المعنوية والمادية " .

يشار الى ان وكالة معا ستعمل على نشر تقرير رد توضيحي من قادة حماس على هذا التقرير فور اكتماله .