السبت: 28/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

كاتب اسرائيلي: سيطرت حماس على غزة تضع اسرائيل امام ثلاث خيارات احلاها مر

نشر بتاريخ: 15/06/2007 ( آخر تحديث: 15/06/2007 الساعة: 19:12 )
بيت لحم - معا - ان التغيرات الدراماتيكية التي حدثت في غزة وسيطرة حماس عليى القطاع سنجد انفسنا امام كيانيين فلسطينيين مختلفين في الجوهر احداها متدينة متطرفة في غزة واخرى علمانية فتحاوية في الضفة الغربية .

وسيكون لهذا الواقع تداعيات اقليمية ودولية بعيدة المدى حيث ستجد اسرائيل نفسها امام واقع سياسي وعسكري مختلف وكذلك الاردن ومصر الاتان ستواجهان تهديدات جدية على اسقرارهما بعد سيطرت الجناح المتطرف في حماس على الاراضي الفلسطينية وكذلك سيجد المجتمع الدولي نفسه مضطرا لمراجعة سياساته تجاه الفلسطينيين .

هكذا افتتح المحلل السياسي الاسرائيلي روني بن يشاي مقاله المنشور على موقع يديعوت احرونوت الالكتروني مضيفا " ان الوضع الجديد يضع امام اسرائيل مخاطر جديدة لكنه لا يخلو من الامتيازات وتتمثل المخاطر بسيطرة حماس على قطاع غزة والمعابر الدولية مع مصر مما يمكنها من الاستمرار في تعظيم قوتها العسكرية دون اي عائق وتلقي المساعدات المباشرة من ايران وحزب الله واطراف اسلامية متطرفه اخرى ولن يمر وقت طويل حتى تتحول السلطة الدينية في غزة الى دولة معادية بما للكلمة من معنى اخطر من السلطة التي اقامها حزب الله في جنوب لبنان .

من المنطق ان نفترض بان حماس وبعد النصر الكبير في غزة ستعمد الى تخفيف عملياتها الموجهه ضد اسرائيل حتى تتمكن من ترتيب صفوفها من جديد لكن وبعد عدة اشهر حين تستأنف حماس هجماتها على مستوطنات النقب ستواجهها اسرائيل في ظل شروط ميدانية سيئة جدا من الناحية العسكرية اضافة الى خطر نشوء ازمة انسانية كبيرة حيث سيحاول عشرة الالاف من نشطاء فتح و المدنيين ايجاد ملجأ لهم في الضفة الغربية ومصر الامر الذي قد يجبر اسرائيل على التعاون مع حماس من اجل منع تفشي المجاعه ونقص المياه والدواء في قطاع غزة .

وخلص المحلل بن يشاي الى القول بان اسرائيل تواجه ثلاث احتمالات احلاها مر هي :

1- التدخل العسكري المباشر بشكل او باخر الذي من شأنه صد هجوم حركة حماس ومنع سيطرتها على القطاع لكن هذا الامر لن يصمد الا لفترة بسيطة لغياب اي ضمانة بان فتح تستطيع السيطرة على غزة ومنع العمليات ضد اسرائيل بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي منها حتى يكون جدوى للثمن المالي والبشري الذي قد تدفعه اسرائيل في مثل هذه العملية .

2- ان تقرر اسرائيل الاعتراف بحقائق الواقع الجديد وتجري اتصالات مع دولة حماس مثلما كانت تفعل مع السلطة الفلسطينية لكن اسرائيل وبهذه الخطوة ستمنح دولة حماس شرعية وستجد نفسها مجبرة على الاستجابة لاشتراطاتها التي ستحيد اسرائيل فيما تبقى حماس تعد العدة لحربها .

3- ان تختار اسرائيل الجلوس على الجدار وعدم القيام بشيئ وانتظار جلاء صورة الاوضاع على الساحتيين الفلسطينية والعربية ومن ثم تبلور استراتيجيتها وفي هذه الاثناء تستخدم نوفذها على الساحة الدولية وتأثيرها على مصر والاردن لمطالبتهما بتحمل مسؤولياتهما اتجاه ما يحدث في غزة وعلى وجه الخصوص معالجة الازمة الانسانية فيها وهذا الاخيار يبدو افضل الخيارات وطريقة العمل المنطقية في هذا الوقت .

بعد ايام قليلة وحين اتضاح الصورة ستحين ساعة التعاون الوثيق مع مصر من اجل وقف عمليات التهريب على الحدود مع قطاع غزة الى حين بلورة اسرائيل سياسة جديدة بالمطلق للتعاون مع دولتين او سلطتين فلسطينيتين بالتعاون مع مصر والاردن .