السبت: 28/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

كاتب اسرائيلي : القادة في فنادق رام الله يأمرون الجنود بالتصدي وقتال حماس في غزة

نشر بتاريخ: 15/06/2007 ( آخر تحديث: 15/06/2007 الساعة: 19:54 )
بيت لحم - معا- بعد الساعه الواحدة ظهرا بقليل انهال سيل المكالمات الهاتفية على القائد الفتحاوي الكبير وذي الباع الطويل في السياسة المتواجد في رام الله وكان على الطرف الاخر من الخط جنوده المحاصرين في مقراتهم الامنية في قطاع غزة يسألونه عن افضل سبل التصرف وهل يصمدون في ظل نفاذ ذخيرتهم ويقاتلون حتى الموت ام يستسلمون لقوات حماس المهاجمة ؟.

هكذا استهل الكاتب الاسرائيلي افي سخاروف وعاموس هرئيل كتابتهم الوصفية لما حدث في غزة على صفحات صحيفة هأرتس الاسرائيلية .

واضاف "بان القائد الكبير كان حذرا جدا في اجاباته وأوامره وقال للمقاتل على الطرف الاخر من الخط " انت الان القائد في الميدان وافعل ما تراه مناسبا" .

وفي مرحلة معينة بدا لي بان المتصل من غزة طلب الحديث مع الرئيس عباس لتلقي التعليمات والموافقة على الاستسلام لكن الرئيس كان مشغولا بالاجتماعات مع منظمة التحرير لمناقشة متى وكيف وهل يقيل حكومة هنية ويعلن حالة الطوارئ ؟ في حين كانت حماس تجتاح غزة وتعلن احتلالها فقال القائد الفتحاوي لمحدثه المحاصر في غزة " الرئيس مشغول الان انا اعرف ان وضعك صعب جدا حاول الصمود قليلا ".

وبعد دقائق قليلة رن هاتف القائد الفتحاوي من جديد لكن هذه المرة مختلفه حيث فهم القائد بان الامر انتهى وقال لمحدثه من الميدان " اذا قررت الاستسلام لاتمكنوهم من الاستيلاء على الاسلحة وعليكم نقل قذائف الـ ار بي جي والكلاشينات الى القبو واحرقوا جميع الطوابق بما فيها القبو والسيارات وحين تستسلمون ولا توافقوا على خلع ملابسكم مختتما اخر امر تنفيذي يصدره لقواته في الميدان ".

مقر الامن الوقائي في غزة نجح في الصمود اكثر فترة ممكنة لكن حين غلب عدد الجثث والجرحى في الميدان عدد القوات المقاتلة قرر القائد الميداني الاستسلام ولم يختلف كثيرا مصير باقي المقرات والقيادات الفتحاوية في القطاع .

وقال القائد الكبير المتواجد في رام الله " انهم ويقصد كتائب القسام تتّبع معنا ذات التكتيك القتالي الذي اتبعته قوات الاحتلال فهم يعلنون عن منطقة ما منطقة عسكرية مغلقة ويطلقون النار على كل من يخرج الى الشارع . والحمساويون يجبرون الفتحاويين على خلع ملابسهم ويهينونهم ويضربونهم وهم يتنقلون من منزل الى اخر يحملون قوائم معدة سلفا باسماء اشخاص مطلوبين للاعتقال واعدام من يتمكنون منه الامر الذي لم تفعلوه حتى انتم الاسرائيليين ".

وحين ادرك قادة فتح ان معركة غزة قد انتهت وحسمت وجهوا اصابع الاتهام نحو محمد دحلان حيث قال احد خصومه السياسيين حين علم بعودة الدحلان من القاهرة ووصوله الى رام الله" يجب عليه ان يستقيل فورا ".

وعلى وقع الهزيمة سادت اجواء من الاستخفاف بما حققته حماس بين اوساط القيادة الفتحاوية ولسان حالها يقول " تفضلوا الان انتصرتم دعونا نرى كيف ستتعاملون مع قضايا الناس مثل الكهرباء والماء التي تصل من اسرائيل ماذا ستفعلون يوم غد حين يرغب الناس في السفر الى مصر؟ من سيسيطر على المعابر التي توجب التنسيق مع اسرائيل القوة التنفيذية ؟!! ".

واختتم الكاتب الاسرائيلي الصورة الميدانية بقوله " في ساعات الظهيرة ظهر قادة فتح في مقاطعة رام الله مثل اشخاص معزولين عن الواقع يلبسون البدل الفاخرة ويغادورن المقر بسياراتهم الفارهة لاخذ قسط من الراحه بعد جولة طويلة وشاقة من النقاشات حول حالة الطوارئ .

وحتى الرئيس عباس لم ينس موعد عودته الى منزله في الظهيرة ولم نشعر بعلامات اليأس الاولية في اجواء المقاطعه الا في ساعات المساء الاولى حين خرج الطيب عبد الرحيم واعلن اقالة هنية واعلان حالة الطوارئ الخطوة التي لم يفهم احد جدواها بالنسبة لفتح بعد انتهاء المعركة وحسمها بالنصر لصالح حماس ".