أحرار: مرسي فرحانة أسير حرم من لقاء أخير بوالده
نشر بتاريخ: 16/02/2014 ( آخر تحديث: 16/02/2014 الساعة: 10:20 )
رام الله- معا - العشرات من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يزج بهم الاحتلال في سجونه حالياً خاضوا غمار تجربة المطاردة.. فواصل الاحتلال ملاحقتهم لفترات مختلفة طالت سنين... بل وحاول بجنوده قتل هؤلاء من خلال الترصد لهم وتنفيذ العديد من محاولات الاغتيال التي كانت تفشل... فبقي الخيار الوحيد لهم هو اعتقالهم ووضعهم في السجون وإصدار أحكام عالية بالسجن ضدهم.
وفي التقرير الآتي لمركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، واحد من هؤلاء الذين خاضوا بطولات وجولات ضد المحتل الاسرائيلي وطوردوا لسنوات واعتدى الاحتلال على عائلته وهدم منزلها، وهو مرسي شريف حسني فرحانة 40 عاماً، من مخيم طولكرم وهو الابن الخامس في العائلة والذي ترك منذ صغره الدراسة واختار العمل في إحدى المحلات التجارية، لكنه بعد أن كبر قرر الالتحاق بصفوف المقاومة بحركة حماس في الضفة الغربية، وطورد ثلاثة أعوام متالية إلى حين بداية انتفاضة الأقصى عام 2000، التي اعتقل فيها بعد أن شارك في العديد من العمليات الجهادية، فبدأ مشواره بالمطاردة وانتهى بالاعتقال.
عبد المؤمن فرحانة، شقيق الأسير مرسي قال لمركز أحرار إن شقيقه وبعد العمليات العديدة التي قام بها ضد جنود الاحتلال وخاصة في مخيم طولكرم، بدؤوا بملاحقته من مكان لآخر وكانوا يأتون لمنزلهم في المخيم باستمرار، يبحثون عن مرسي ويسألون عنه ويفتشون المنزل، حتى إنهم في إحدى المرات وكما ذكر عبد المؤمن، مكثوا في المنزل ساعات طويلة بحثا عنه، وقاموا بتخريب المحتويات فيه، واثاروا الرعب بين الأطفال في المنزل ولم يعثرو على مرسي، وقاموا بتهديد العائلة بالتسبب بالضرر في حال لم يقم مرسي بتسليم نفسه.
ويشير عبد المؤمن إلى أن فترة مطاردة شقيقه كانت فترة شهدت فيها العائلة جميع الاعتداءات من قبل جنود الاحتلال، وأكمل:" كثرة اعتداءات الاحتلال التي كانت ضد العائلة لم تترك لذاكرتي مجالاً لذكرها، لكنني لم أنسى يوم اعتقال شقيقي في تشرين ثاني من العام 2000 حيث قدم الاحتلال لمنزل شقيقي الآخر الذي تواجد فيه مرسي في ذلك اليوم، وقام بتطويقه ونادى عليه بضرورة تسليم نفسه، لتنتهي تلك العملية باعتقال قوات الاحتلال التي وصل عتادها المئات من الجنود والعشرات من الآليات والمركبات العسكرية شقيقي مرسي الذي اقتادته للتحقيق والذي مكث فيه أكثر من شهرين متواصلين".
وبينما كانت تعيش عائلة فرحانة على الحزن والألم والخوف الشديد على المصير الذي قد يلاقيه مرسي في سجنه، لم يهتم الاحتلال وكعادته بكل تلك المشاعر والأحاسيس التي تحملها عوائل الأسرى تجاه أبنائها، فبعد مرور عام على اعتقال مرسي وقبل أن يصدر الحكم عليه، جاء جنود الاحتلال إلى المنزل الذي تسكنه العائلة في مخيم طولكرم والمكون من ثلاثة طبقات، وأخبرتهم أنها تنوي هدمه، وأن المدة الممنوحة لهم فقط بإخلائه هي 10 دقائق، وبالكاد استطاعت العائلة أن تلملم القليل القليل من الأغراض ثم خرجت وقام الاحتلال بهدمه عى ما فيه من محتويات.
من جهته قال مدير مركز أحرار فؤاد الخفش إن الاحتلال حكم على مرسي بالسجن 12 عاماً، لكن العائلة ورغم قرب فرحتهم بخروجه لا زالت تحمل في داخلها نكبات ومآسي حلت بالعائلة على أيدي سلطات الاحتلال التي نزعت من حياتهم الأمن والأمان والفرح.
أما الأسير مرسي، والمتواجد في سجن ريمون حالياً حرم من رؤية أخيرة لوالده الذي فارق الحياة وهو في الأسر، وهو محروم أيضاً من رؤية والدته بسبب مرضها وعجزها، وينتظر ما تبقى من فترة الاعتقال بفارغ صبره حتى يتمكن من رؤيتها والعائلة مجدداً.